بالتصفيق المطوّل وبالدموع اللا إرادية انتهى العرض الأول لفيلم "داليدا" في بيروت، تعبيرًا عن إعجاب الجمهور وتفاعله مع قصّةٍ غير عادية لامرأةٍ غير تقليدية على الإطلاق.
فـ "داليدا" هو الفيلم الذي يحمل في طيّاته أسرار المغنيّة المشهورة، والتي لا يزال معجبوها يتحسّرون على انتحارها المجحف بحقها وبحقهم.
الفيلم من سيناريو وإخراج الكاتبة والمنتجة الفرنسية من أصلٍ مغربي ليزا أزويلو، التي تعاونت في صنع العمل مع شقيق داليدا المنتج العالمي المعروف باسم "أورلاندو". وقد لفت الأخير إلى أنّه "يأمل أن يفهم الجمهور دوافع استسلام داليدا لليأس واختيارها الانتحار عام 1987".
يجسّد الفيلم قصّة حياة داليدا المبهرة في الظاهر، والمأساوية في الجوهر، وكيف بدت امرأةً غير تقليدية سبقت زمنها، وعاشت حياةً مرعبة في انكساراتها المتتالية والمسيّجة بالموت وبالخيبات التي أثّرت عليها نفسيًا، مثل عدم إنجاب الأطفال وشعورها القاسي بالوحدة.
وجسّدت عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا آلفيتي (32 عامًا) شخصية داليدا، بعد أن اختيرت من بين 200 ممثلة رُشّحن لتأدية الدور.
وقد رأى الفيلم النور بعد 3 عقود على غياب "الديفا"، وبعد أكثر من 4 أعوام من العمل المطوّل، الذي اختار نقطة البداية طفولة الفنانة في القاهرة، وصولاً إلى علاقتها المضطربة مع والدها، والتي أثّرت لاحقًا على خياراتها في الحياة وفي الفنّ.
وتبقى داليدا رغم الألغاز التي تحوم حولها، والتي قد يبدّد بعضها هذا الفيلم، امرأةً "مختلفة" و"مبهرة"، تمامًا كما وصفها كل من تعرّف عليها.