البارالمبياد في ريو... وتفوّق عربي

استمرّت دورة الألعاب البارالمبية (دورة ألعاب المعاقين) في مدينة ريو هذا العام من 7 حتى 18 أيلول/سبتمبر، بمشاركة 4350 رياضياً، تنافسوا على 526 ميدالية في 22 لعبة. وقد تميّزت هذه الدورة بالحضور الكثيف، بعد أن كان المنظمون يفكرون بإمكانية إلغائها نظراً لضعف الإقبال عليها.

 

تصميم وتفوّق

التميّز في هذه الدورة لم يقتصر على الحضور، وعلى الافتتاح المبهر الذي نظّم لها، بل على المواهب والأرقام القياسية التي تحقّقت، حيث تحطم أكثر من مئة رقم قياسي في أيام الدورة الأولى، وبلغت الأرقام الجديدة حدوداً مذهلة، تعدّت بعضها أرقاماً رياضية سجلت في الدورة الأولمبية العادية التي جرت في شهر آب/أغسطس.

 

مثلاً نجح المتسابقون الأربعة الأوائل في منافسات 1500 متر برياضة ألعاب القوى فئة "تي 13"، التي يخوضها رياضيون يعانون من مشاكل في النظر، في التغلب على الرقم الذي حققه العداء الأمريكي "ماثيو سينتروويتز" صاحب الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية.

هذه النتائج لا تأتي عن عبث، فمن المؤكد أن وراء كل صاحب إعاقة جسدية مشارك قصّة تحدّي وتصميم، جعلته يتحدّى العجز ويتفوّق حتى على أصحاب الأجسام السليمة. فقد يستطيع الإنسان العيش بدون إحدى أطرافه، إلا أنه لن يستطيع أن يعيش بدون الأمل والإرادة لتخطّي الصعوبات.

 

فقد ظهرت في الألعاب نماذج أكدت حقيقة أنه لا مستحيل أمام الإرادة، حتى أن بعضهم أبدى قدرة على تحويل نقاط الضعف إلى نقاط تميّز يتفوّق بها على ملايين من الذين يفوقونه في المزايا الجسدية، ولكنهم أقل منه بمراحل في مستوى الإرادة وقوة التصميم. فعلى سبيل المثال، أبهر المشارك لاعب تنس الطاولة المصري إبراهيم حمدتو العالم وأثار ذهوله، لأنه يمارس اللعبة بشكلٍ غير مسبوق، ويستخدم فمه بدلاً من يده المبتورة في لعبةٍ تعتمد بشكلٍ أساسي على اليدين. وقد عبّر اللاعبون عن إعجابهم بحمدتو قائلين: "يشعرنا بالعجز أمامه، إنه من عالم المستحيل، لكن حمدتو وبما فعله جعلنا نتأكد أن لا شيء مستحيل بعد ذلك".

 

تفوّق عربي

تميّزت هذه الدورة أيضاً بالمشاركين العرب الذي كانوا منافسين أشداء في المباريات، وبلغ عدد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية التي حصدتها الدول العربية 72 ميدالية، منها 22 ميدالية ذهبية.

جاءت تونس بالمرتبة الأولى عربياً والـ 21 عالمياً، بعدما أحرزت 7 ميداليات ذهبية و6 برونزية و6 فضية.

وحقّقت الجزائر المركز الثاني عربياً، والـ 27 عالمياً مع 4 ميداليات ذهبية و5 فضية و7 برونزية.

أما المركز الثالث كان من نصيب مصر، التي حصلت على 3 ميداليات ذهبية و5 فضية و3 برونزية.

أما الميداليات الأخرى فقد توزعت بين الإمارات، المغرب، العراق، قطر، البحرين، الكويت، الأردن والسعودية.

scroll load icon