سيدة أعمال تونسية تفوز بلقب أفضل امرأة قيادية حول العالم

عادة ما تزرع قصص نجاح أشخاص آخرين الأمل في نفوسنا، خاصة وإن كان هذا النجاح مبهراً ويحمل صدى عالمياً. موقع "يومياتي" اختار اليوم أن يقدم لكم قصة نجاح لسيدة أعمال تونسية حصلت مؤخراً على لقب أفضل امرأة قيادية في العالم العربي من مجموعة الثمانية بلندن.

 

هي خريجة كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس، وتحمل شهادة في الدراسات المعمقة في التجارة الدولية، "آية السيف" هي قصة نجاح ملهمة.

 

تقول آية: منذ صغري كنت أحلم بتكوين مشروع صناعي خاص بي، والفكرة بدأت تكبر في رأسي حينما كنت أرافق والدي إلى مكان عمله حيث كان يعمل في احد المصانع بألمانيا، وكنت مغرمة جداً بتلك الطاقة الإيجابية التي يشعها العمل، وأسعد كلما رأيت المنتجات بعد تصنيعها.

 

وتضيف: "كنت متأكدة من أنني سأحقق حلمي ذات اليوم، فالموضوع لم يكن مجرد حلم في رأسي، بل كان قناعة يجب أن تنفّذ على أرض الواقع، وبدأت أسير نحو الحلم، عبر الدراسة اولاً، ومن ثم عبر التخصص في مجال الدراسة الدولية".

 

وعن مصنعها تقول: "فكرة مشروعي انطلقت عام 2007، وبدأت من رغبتي بداية في مساعدة سكان الغابات شمال غرب تونس، حيث حاولت أن أسس مشروع يمكنني من تشغيل سكان الغابات، ولذلك قررت أن أؤسس مشروع "الحاملات الخشبية المقولبة". فالحاملات هي التي تحرك العالم، وكل البضائع مهما كان نوعها يجب ان تمر على هذه الحاملات الخشبية. فالمصانع تنتج وتصدر منتجاتها وتحملها عبر الحاملات الخشبية".

 

وحول الصعوبات التي اعترضنها تقول آية السيف: المشكلة كانت في رفضي لقطع الأشجار لصنع الحاملات، خاصة إنني مهتمة بالبيئة وبالتنمية البيئية، لذلك بدأت المشروع عبر تجميع مخلفات الخشب "الفضلات الخشبية" فقط، وأقوم بالتزود بها من سكان الغابات التونسية في شمال غرب تونس.

 

وتضيف: "من الأشياء التي تضحكني في بداياتي للآن هي أنني بعدما قمت ببحث معمق حول المشروع اكتشفت أن تكلفته الاجمالية تقدر بـ 13 مليون يورو، يعني 26 مليار دينار تونسي، كنت أتخيل شكل مدير البنك وأنا اعرض عليه هذه الفكرة لتزويدي بهذا المبلغ الكبير، حيث انه من المستحيل أن يوافق. لكنني قمت بتجميع عدد من المهندسين التونسيين، وبدأت في مرحلة إعداد خطط عن كيفية تقليص المبلغ حتى وصلت به إلى أقل من الربع، بعد ذلك قمت بتقديم المشروع إلى البنك لكن لم أتلقى أية موافقة الا بعد جهد جهيد، والكثير الكثير من الوقت وسُبل كثيرة للإقناع. لكن مع كل تعطيل كنت أصر أكثر على المحاولة وتنفيذ الحلم ".

 

آية السيف زوجة وأم لطفلة تقول حول التوفيق بين عمليها وعائلتها: "أحاول بقدر المستطاع أن أوفق بين عائلتي وبين عملي، والجميل أن زوجي يعمل معي في نفس المشروع ولذلك هو يتفهم طبيعة عملي وتوقيته".

 

تقول آية لشباب اليوم: "احلموا قدر المستطاع لكن لا تحلموا بأحلام مستحيلة التنفيذ على أرض الواقع، يجب أن تكون أحلامكم واقعية بعض الشيء حتى تستطيعون التحليق بعد ذلك لأبعد حد مع أحلامكم"، وترى انه من الضروري أن ينقّب كل شخص في أماكن قوته أولاً، ومن ثم يبدأ في تدعيمها عبر التعليم والصقل ومن ثم يبدأ في استثمارها.

scroll load icon