بفضل "شانيل": أسد "سانت مارك" سيعود شامخاً فوق البندقية

أسد البندقية سيعود إلى اللمعان من جديد وذلك بفضل "دار شانيل" للأزياء التي تكفّلت بإعادة ترميمه. هذا الأسد يعتبر رمزاً لمدينة البندقية الإيطالية منذ عقود، ومن هنا فإن اختيار رمز الأسد على جائزة "مهرجان البندقية السينمائي" ليس أمراً مفاجئاً. مع مرور الزمن، خفت بريق هذا الأسد المصنوع من أجود أنواع الذهب، وفي نهاية العام 2013، رُفع التمثال الذهبي للترميم.

 

قد لا يكون المزج بين الموضة والترميم التاريخي مألوفاً عموماً، لكن عندما يتعلق الأمر بـ "شانيل"، واحد من أبرز رموز البندقية التاريخية، فبالإمكان توقع نتيجة مثيرة للاهتمام، فانخراط "شانيل" في عملية الترميم يأتي جزءاً من اهتمام تاريخي متزايد لدور الأزياء بترميم معالم تاريخية في مختلف مدن ايطاليا. "دار تود" مثلاً، سبق أن دفعت مبلغ 34 مليون دولار لترميم الكولوسيوم الشهير في روما. كذلك، قامت "دار بولغاري" بالتبرّع بمبلغ 2 مليون دولار لترميم العتبات الإسبانية، الأمر الذي شجّعه وزير الثقافة والسياحة الايطالي "داريو فرانكيشيني".

 

وإذا كان تبنّي دور الأزياء لعمليات الترميم يأتي بناءً على حسّها الوطني، فإن علاقة شانيل بأسد "سانت مارك" مختلفة تماماً، فعلى الرغم من كونها فرنسية الولادة، إلا أن "غابرييل شانيل" اعتبرت البندقية مدينتها، وتأقلمت معها كأحد أبنائها، وبالنسبة لها، فإن أسد البندقية سيتحول إلى رمزٍ شهير يلهم تصاميمها، ويزيّن أزرار ثيابها وحقائبها.

 

وعلى هذا الأساس، عمل فريقين على فحص ودراسة عملية ترميم أسد البندقية. الفريق الأوّل احتاج إلى أكثر من 1300 ساعة لإتمام عملية تنظيف التمثال. بعدها، تم وضع ثلاثة طبقات جديدة من الذهب عليه، وأخيراً تم طلائه بطبقة للحماية. الفريق الثاني اهتم بترميم الفسيفساء الزرقاء التي شكلت الخلفية التاريخية للأسد. تم تغيير أكثر من 600 قطعة بلاط زرقاء، و200 قطعة ذهبية خلال عملية الترميم هذه، فالقطع القديمة كانت في حالة سيئة نتيجة التلوث وتأثير الهواء البحري المالح. بالإضافة إلى ذلك، فقد عمل 4 نحّاتون على مدى أكثر من 32 أسبوعاً لإتمام هذه المهمة.

 

scroll load icon