لماذا ترتدي النساء ازياء بناتهنّ المراهقات؟

فستان بنقش الورود بألوان زاهية تشعّ فرحاً أو فستان رسمي قد يكون أسود اللون ولكن بقصّة عند تنورته ماكسي أو بوف أو ثياب سبور، من السهل تصميمها للأم وابنتها في الوقت نفسه، ولن تبدو غريبة على أيّ منهما.

علاقة الأم بطفلتها تشبه أحياناً علاقتها بالدمية التي كانت تلعب بها وهي صغيرة، فتحيك لها ملابس تشبه ملابسها وتفرح بهذا التناسق. علاقة تشابه وتماثل تبالغ بعض السيدات فيها فتجعلها أسلوباً متبعاً دوماً.

 

تشابه أو تقليد!

 

أحياناً تبدأ علاقة التشابه حين تكبر الفتاة، وتكون تلقائية. يشير علم النفس إلى أن الأم تحب أن تكون مثالاً لابنتها في معظم الأمور، وفي الوقت نفسه تحاول الفتيات في سن المراهقة، التميّز عن ذوق الأم في الازياء.

 

في دراسة أنجزتها المحللة النفسية أيالا روفيو، نشرتها الـ "سي إن إن" في نسختها الإلكترونية، سئل 343 زوجاً من الوالدة وابنتها حول إذا كانت الفتيات يحاولن تقليد أمّهاتهن، وظهر أن العكس هو الصحيح، أي أن الوالدات يقلّدن فتياتهنّ. وليس بالضرورة أن يكون ذلك رسالة متذبذبة تعطي صورة عن الأم بأنها غير واثقة من ذاتها وذوقها ومتوترة حيال تقدّمها في العمر.

 

قد يعود سبب تقليد الوالدات لفتياتهن في اختيار أزيائهنّ لانشغال الأم بالعمل، ما يبعدهن عن التمكّن من متابعة الموضة والجديد في الأسواق، فيجدن طريقهنّ الأسهل مع فتياتهنّ اللواتي هنّ في سنّ الاهتمام بإطلالتهن وأزيائهن والموضة وصيحاتها.

 

التسوّق معاً

 

المشاركة في التسوّق، قد يعود إلى تقارب في الذوق بين الأم وابنتها، وتقول ماري زيادة أنها لا تميل إلى الملابس التي تراها مخصصة للسيدة الكبيرة نوعاً ما في العمر، وغالبيتها ذات طابع رسمي، إنما إلى الملابس السبور والتي تزهو بالألوان الفرحة لا القاتمة.

 

هذا الأمر قرّبها من ابنتها في اختيار الملابس في المحال التجارية، إلى درجة أنها صارت تتسوق معها ولا ترى أي انزعاج من قبل ابنتها حيال الموضوع. لا بل تضحك وتقول:"ابنتي تستغل الأمر جيداً، فهي تختار لنفسها ما تريد من مخصصاتها، وتروح لتقنعني بما تراه يليق بي، وطبعاً ما تختاره لي يختفي بسرعة من خزانتي".

scroll load icon