غادة السمان... قصة نجاحٍ مثيرة للجدل

نشرت الكاتبة السورية الشهيرة غادة السمان كتاباً صادراً عن دار الطليعة، يتضمن رسائل حب تلقتها الكاتبة من الشاعر اللبناني أنسي الحاج، بحسب ما يشير إليه بوضوح عنوانه عنوانه "رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان". وقد أثار الكتاب عاصفة في أوساط المثقفين والقرّاء على وسائل التواصل الاجتماعي، فانقسمت الآراء بين من يؤيد حق السمّان بنشر ما تعتبره إبداعاً أدبياً، وبين من يعتبر أنها تتعدّى على خصوصية الشاعر بعد رحيله.

 

وهذه ليست المرّة الأولى التي تثير فيها السمّان مثل هذه الزوبعة، فقد سبق لها أن نشرت في العام 1993 رسائل حب مرسلة إليها من الكاتب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني.

 

غادة السمّان تعتبر من أهم الكاتبات العربيات في القرن الماضي. عملت في مجال الصحافة وكتبت الشعر والقصص الصغيرة والرواية. لمع نجمها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كأديبة عربية أنثى في وقتٍ كانت الساحة الأدبية والثقافية شبه خاليةٍ من النساء، فجسّدت هي نموذج المرأة الحرّة والأديبة التي تخرق قوانين المنع والكبت في مجتمعها، لذلك وقع في غرامها كبار الأدباء الذين لم يتمكّنوا من مقاومة سحرها.

 

ولدت غادة السمان في العام 1942 في دمشق، لأسرة شامية برجوازية، لوالدين مثقفين ومحبّين للعلم والأدب. تأثرت غادة بوفاة والدتها وهي صغيرة، فتعلّقت كثيراً بوالدها ما منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعاداً متعددة ومتنوعة. تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلةً على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي. ثم الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأميركية في بيروت. وعملت غادة في هذه الاثناء في مجال الصحافة، وبرز اسمها وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة في بيروت.

 

في العام 1966 زُجت السمان بالسجن لثلاثة أشهرٍ بتهمة معادة السلطات، ومن ثم غادرت سوريا بدون تصريح من الدولة، فسافرت إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوروبية وعملت كمراسلة صحفية. وقد كرّستها روايتيها "كوابيس بيروت" 1977 و"ليلة المليار" 1986 كواحدة من أهمّ الروائيين والروائيات العرب.

 

تزوجت غادة في أواخر الستينات من الدكتور بشير الداعوق، سليل أسرة الداعوق البيروتية العريقة، وصاحب دار الطليعة وأنجبت ابنها الوحيد حازم.

 

أنشئت فيما بعد دار نشرها الخاص بها، وأعادت نشر معظم كتبها وجمعت مقالاتها الصحفية في سلسة أطلقت عليها "الأعمال غير الكاملة".

 

وها هي الكاتبة، غير الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يندر ظهورها الإعلامي أو الشخصي في المناسبات والنشاطات الثقافية، تعود لتصبح حديث الأوساط الثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي، من خلال نشرها لهذه الرسائل المثيرة للجدل.

 

كتبت الشعر، والرواية، والمقالات، والقصص القصيرة. في أهم مؤلفاتها: أعلنت عليك الحب، الجسد حقيبة سفر، الحب من الوريد إلى الوريد، عيناك قدري، لا بحر في بيروت، ليل الغرباء، رحيل المرافئ القديمة، زمن الحب الآخر، بيروت 75، كوابيس بيروت، ليلة المليار، الرواية المستحيلة (فسيفساء دمشقية)، سهرة تنكرية للموتى (موزاييك الجنون البيروتي)، يا دمشق وداعاً (فسيفساء دمشقية)، رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان...

scroll load icon