الخبراء يكشفون مَن المظلوم إنطلاقاً من لغة جسد جوني ديب وآمبر هيرد
محتويات
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمسألة محاكمة الممثل الأميركي جوني ديب وطليقته الممثلة آمبر هيرد. فنراها احتلت مساحة مهمة، حيث شغلت الرأي العام وباتت حديث الصحافة والإعلام من دون منازع. لا شك أنّ هذا الموضوع شائك ويأخذ الكثير من الأخذ والرد، فتفاجأنا كلّنا بما صدر في جلسات المحاكمة من دلائل وأحداث جديدة صدمت الكثيرين والكثيرات. لكن بغض النظر عن أحداث وتطورات جلسات المحاكمة "الحدث"، ما الذي تكشفه لغة جسد كل من جوني ديب وآمبر هيرد؟ تابعي هذا المقال لتعرفي أكثر عن هذا الموضوع وعن وجود حالات عنف ضد الرجال.
ما الذي تقوله لغة جسد جوني ديب في جلسات المحاكمة؟
لقد كثرت التحليلات عن لغة جسد كل من جوني ديب وآمبر هيرد في جلسات المحاكمة. وبالنسبة لجوني ديب، فكشف حساب Observe المختص بلغة الجسد عن
- توتّر الممثل الأميركي، الذي كان واضحاً بالحركات التي قام بها مثل لمس رقبته، حك وجهه وإزالة نظاراته.
- كما أشار الحساب إلى أنّ جوني ديب أراد تهدئة نفسه عندما وضع إصبعه على فمه.
- وظهر وكأنّه يشعر بالإحباط والخجل الذي كان واضحاً عندما أزاح النظر عن محاميته.
- والجدير بالذكر أيضاً أنّ الممثل قد نظر إلى محامية آمبر هيرد (عندما بدأت بالتحدث) نظرة ثاقبة وبدأ بتحريك حاجبيه. وهذا يدل على أنّه غير موافق على ما تقوله المحامية بحسب تحليل لغة الجسد.
- في المقابل، ووفقاً لخبير لغة الجسد Austin Iuliano في حديثٍ لموقع Nicki Swift ظهر ديب بصورة رصينة ومدروسة. وربما الأهم من ذلك، أنّه ظهر صادقًا عندما تناول ادعاءات هيرد. وأكمل قائلاً: "من الواضح أنّ هناك الكثير من الحقيقة فيما يقوله الممثل الأميركي." وأضاف بأنّه يُمكن أن نرى في عينيه بوضوح أنّه عندما يقوم بسرد جوانب معينة من ما حصل، فإنّه يسترجع اللحظة. وهذا إلى جانب لغة الجسد الدقيقة التي تنقل مستوى من الحقيقة.
لكن أشار Iuliano إلى أنّه قد يكون من الصعب قراءة الممثلين جيداً، فيمكنهم خداعنا بسبب مهنتهم التي تجعلنا نصدق الرواية التي وضعها أمامنا على حد تعبيره.
- وإلى جانب ما سبق، رأى حساب Believing Bruce على يوتيوب أنّ جوني ديب يطلعنا على الحقيقة بكل التصريحات التي أطلقها. فعندما على سبيل المثال أعلن الممثل الأميركي أنّه لم يتعدّى بالضرب على أيّ امرأة في حياته من دون القيام بأي رد فعلي مثل ملامسة أنفه، فهذا يُظهر مصداقية في حديثه وأقواله.
- لكن ظهر أيضاً جوني ديب في إحدى المرات بصورة المتوتر وغير المرتاح بالموقف الموجود فيه، وذلك كان واضحاً عندما لمس ربطة عنقه.
- كذلك من المهم التطرّق إلى ما نشره حساب The Behavioral Arts على يوتيوب. فعندما أعلن جوني ديب أنّ في مشاجرة تعود إلى عام 2015، ألقت آمبر زجاجة عليه ما أدى إلى قطع إصبعه. كشف الحساب أنّ توقفه الكبير قبل سرد القصة مثير للقلق. إذ من الطبيعي التوقف مؤقتاً مع تقدم القصة وسردها، حيث يحاول الأشخاص تجميع التفاصيل من الذاكرة.
- كذلك لاحظ خبير لغة الجسد سلوكاً مخادعاً في "ابتسامة متعالية"،"لمس الوجه" و"الاستمالة"... بالإضافة إلى تمرير يده في شعره.
بالإضافة إلى ما سبق، يُكمل خبير لغة الجسد بالتحدث عن تكلّف الممثل في بعض النكات الخاصة به، حيث وصفه بـ "الراوي الساحر". فإنّه يفهم كيفية التواصل مع جمهوره وبناء صورة حيّة. ومع ذلك، فقد قام ديب أيضًا بضخ المشاعر خلال إدلاء شهادته، فظهر على أنّه "صادق وصريح".
ماذا الذي نعرفه عن لغة جسد آمبر هيرد؟
- لقد تعمّق أيضاً حساب The Behavioral Arts على يوتيوب في تصرفات آمبر هيرد. وأوضح أنّها ظهرت بصورة غير صادقة وخادعة بسبب قلة التواصل البصري أو ما يُعرف بالـ "Shifty Eyes" عندما كان أحدهم يتحدث معها. مع العلم أنّ السبب الأكثر احتمالاً هو قلّة الاهتمام بما يقال. ويعتقد خبير لغة الجس أنّ هذه الإشارة تشير إلى "أنت لست مهمًا بما يكفي لجذب انتباهي."
- كما أظهر الخبير أنّ هيرد كانت تستخدم بشكل متكرر لغة جسد دفاعية، مثل الطريقة العدوانية التي خدشت بها كتفها، إلى حيث كادت أن تخلع ميكروفونها.
- ومن الملاحظ عند سُؤالها عن الممثل جوني عن ديب، فإنّها "تُصبح أصغر" مثل سلحفاة. ما يعني أنّها تتراجع إلى قوقعتها لجذب انتباه أقل. وأوضح الخبير أنّ هذه آلية دفاع عندما يشعر الناس بعدم الأمان.
- وبالإضافة إلى ذلك، كان واضحاً بحسب خبير لغة الجسد أنّها تعثّرت بالكلام وتلعثمت. وإنّه قد يعني أنّ الممثلة لديها إجابات محددة في رأسها للأسئلة، لكنّها في كثير من الأحيان "تنسى سطورها".
- من الجهة الأخرى، قام الفيديو نفسه الذي نشره حساب Believing Bruce على يوتيوب بالتركيز على لغة جسد آمبر هيرد التي لم تقم بأي تعبير في وجهها لدى كلام جوني ديب. فهي لم تقم بأي رد فعلي على كلام الممثل الأميركي. فبات وجهها مثل Poker Face. وهذا قد يشير إلى أنّ الممثل الأميركي جوني ديب يُطلع المحكمة على الحقيقة حول عدم التعدي عليها بالضرب.
العنف ضد الرجال: حالات موجودة؟
بعد المفاجأة الصادمة في قضية النجم العالمي جوني ديب وزوجته السابقة الممثلة أمبر هيرد، قد يكون من النادر أن نسمع بقضايا عنف بحق الرجال من قبل النساء. لكن للرجال أيضاً نصيباً من العنف على الرغم من أنّها قد تكون حالات نادرة أو قليلة جداً، مقارنة بالعنف الممارس ضد النساء. فلا يُمكن تصنيف حالات تعنيف الرجال اللفظية أو الجسدية بالظاهرة على الإطلاق. لكنّها حالات يلازمها الكتمان والصمت بسبب الإحراج الذي قد يخلقه هذا الأمر للرجال وخوفاً منهم على سمعتهم.
لكن في المقابل، لا يمكن التركيز على هذه المعطيات واعتبار العنف ضد الرجال حالة منتشرة كالعنف ضد النساء وبالخطورة نفسها. على الرغم من رفض أي نوع من العنف القائم على النوع الاجتماعي وأشكال أخرى من العنف. فيُعتبر العنف ضد النساء والفتيات أطول جائحة فتكاً في العالم. إذ إنّ العنف من النساء يقوم بشكل أولي على وجود الرجال دائماً في مواقع القوة والسلطة وإعطائهم أفضلية في كل شيء وعدم تولي النساء مراكز قيادية عالية في مختلف مجالات الحياة.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنّ كل 11 دقيقة، تُقتل امرأة على يد شريكها أو أحد أفراد أسرتها، غالباً في منزلها، "حيث يجب أن تكون أكثر أمنا." وأكمل قائلاً: " إنّ تغيير قلوب وعقول الرجال والفتيان هو الخطوة الأولى." وقال إنّ الرجال خلقوا هذه الآفة، ويجب على الرجال إنهاؤها.
إنّ العالم وبخاصة عالمنا العربي مليء بقصص نساءٍ قُتلن أو يتعرضن للعنف والترهيب والتعذيب. لكن لا يمكن أن يبدأ التغيير إلا من خلال تغيير عقول المجتمعات التي تنظر إلى المرأة بدونية. وعلى الرجال هنا التعهد أيضاً باقتلاع "ديناميكيات القوة غير المتوازنة والذكورة السامة والأعراف والصور النمطية الثقافية التي غذت هذا العنف على مدى آلاف السنين."
إنطلاقاً من كل ما سبق، هل أقنعتكِ رواية جوني ديب أو آمبر هيرد؟ لكن الأمر الأكيد أنّ علينا كلنا انتظار نتيجة جلسات المحاكمة وصدور القرار النهائي لنعرف الحقيقة الكاملة!
إقرئي أيضاً: