نحافة النجمات الشابات تارا عماد وهدى المفتي تثير الجدل في الجونة.. هكذا تحافظين على وزن مثالي دون حرمان
أثار ظهور الفنانتين هدى المفتي وتارا عماد خلال حفل العشاء الخاص بالدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي حالة من الجدل الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن لاحظ الجمهور نحافتهما الزائدة بشكل واضح. وبينما رأى البعض أن مظهرهما يعكس رشاقة وأناقة، اعتبر آخرون أن فقدانهما الكبير للوزن تخطى الحدود الصحية، وطرح تساؤلات حول ما إذا كانت تلك النحافة ناتجة عن نظام غذائي متوازن أم أنها مقلقة.
تفاعل الجمهور بشدة، إذ علّقت هدى المفتي على موجة الانتقادات التي طالتها، مؤكدة أن شكل الجسد مسألة شخصية لا تستحق الهجوم، وأنها تفضل اتباع نمط حياة صحي دون إفراط أو حرمان. وبين التأييد والانتقاد، تحولت نحافة النجمات إلى حديث الساعة، ما فتح الباب واسعًا للحديث عن الحدود الفاصلة بين الرشاقة الصحية والنحافة المفرطة، وطرق الحفاظ على وزن مثالي دون تعريض الصحة للخطر.
View this post on Instagram
انتشرت صور الفنانتين هدى المفتي وتارا عماد على منصات التواصل فور ظهورهما في المهرجان، لتتصدر نحافتهما الترند خلال ساعات قليلة. بعض المتابعين رأى أن شكلهما زاد أنوثة ورقيًا، معتبرين أن الجسد النحيف يعكس العناية بالصحة والالتزام بالرياضة، بينما عبّر آخرون عن قلقهم، مشيرين إلى أن فقدان الوزن بدا مفرطًا وغيّر ملامحهما المعتادة.
ورغم أن هدى المفتي حاولت الرد على الانتقادات بطريقة هادئة، مؤكدة أنها تشعر بالراحة في شكلها الحالي، إلا أن النقاش استمر، ليتحول من حديث عن الموضة إلى نقاش مجتمعي حول معايير الجمال وضغط السوشيال ميديا على النساء والفنانات خصوصًا.
View this post on Instagram
النحافة المفرطة.. متى تصبح خطرًا؟
النحافة الزائدة لا تعني بالضرورة نمط حياة صحي، بل قد تكون ناتجة عن أسباب وراثية أو مرضية أو نفسية. ومن أبرز الأسباب:
العوامل الوراثية: بعض الأشخاص يولدون بجينات تجعل أجسامهم نحيفة بطبيعتها.
ارتفاع معدل الأيض: حرق سريع للسعرات يجعل من الصعب اكتساب الوزن.
النشاط البدني المفرط: ممارسة الرياضة المكثفة أو الحركة الزائدة تستهلك الطاقة بسرعة.
الأمراض المزمنة: مثل اضطرابات الغدة الدرقية، السكري، أو السرطان.
الاضطرابات النفسية: الاكتئاب، القلق، أو فقدان الشهية العصبي.
تناول بعض الأدوية: التي تقلل الشهية أو تسبب الغثيان.
ورغم أن النحافة قد تُعتبر من علامات الجمال في عالم الموضة، إلا أن الإفراط فيها قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، منها ضعف المناعة، هشاشة العظام، اضطراب ضربات القلب، فقر الدم، وتأخر الدورة الشهرية لدى النساء، بل وقد تؤثر على الخصوبة والعظام على المدى الطويل.
بين الرشاقة والحرمان
الخبراء يؤكدون أن التحكم في الوزن لا يعني حرمان النفس من الطعام، بل هو توازن بين ما يتناوله الجسم وما يحرقه من سعرات حرارية.
يعتمد الحفاظ على الوزن المثالي على قاعدة بسيطة:
تناول سعرات حرارية أقل مما يحرقه الجسم، مع الحفاظ على تنوع غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
لكن المشكلة تكمن في أن بعض الحميات القاسية، التي تقلل السعرات بشكل كبير، تؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية بدلًا من الدهون، ما يجعل المظهر هزيلًا وغير صحي. كما أنها تزيد الشعور بالجوع وتؤدي غالبًا إلى استعادة الوزن بسرعة بعد انتهاء الحمية.
الطريق إلى الوزن المثالي
ينصح الأطباء أولًا بتحديد مؤشر كتلة الجسم (BMI) لمعرفة ما إذا كان الوزن مناسبًا للطول. ويمكن حسابه من خلال المعادلة التالية:
الوزن بالكيلوغرام × 703 ÷ (الطول بالسنتيمتر × الطول بالسنتيمتر)
إذا كانت النتيجة بين 18.5 و24.9، فذلك يعني أن الوزن مثالي، أما أقل من ذلك فيشير إلى النحافة، وأكثر من 25 يعني زيادة في الوزن.

عدد السعرات التي يحتاجها الجسم
تختلف احتياجات كل شخص حسب نشاطه اليومي:
النشاط المنخفض: من 1600 إلى 1800 سعرة حرارية يوميًا.
النشاط المعتدل: من 1800 إلى 2200 سعرة حرارية.
النشاط العالي: من 2200 إلى 2800 سعرة حرارية.
لإنقاص الوزن، يمكن تقليل نحو 500 سعرة حرارية يوميًا، مما يؤدي إلى خسارة نصف كيلوجرام أسبوعيًا بشكل آمن دون إجهاد الجسم.
نصائح للحفاظ على وزن صحي دون حرمان
تجنبي الحميات القاسية: لأنها تضعف الجسم وتسبب تساقط الشعر وفقدان الحيوية.
مارسي الرياضة بانتظام: خاصة المشي أو اليوغا أو تمارين المقاومة للحفاظ على الكتلة العضلية.
احرصي على تناول وجبات صغيرة ومتعددة: بدلًا من وجبتين كبيرتين، للمحافظة على مستوى الطاقة.
اشربي الماء بوفرة: فهو يساعد على الشعور بالشبع ويحسن عملية الهضم.
اختاري الدهون الصحية: مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات بدلًا من الدهون المشبعة.
احصلي على قسط كافٍ من النوم: لأن قلة النوم تؤثر في الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع.
تجنبي التوتر: إذ يزيد من إفراز الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يعزز تخزين الدهون.
أبرز الحميات الصحية التي تحافظ على الوزن
الصيام المتقطع: أثبتت دراسات أنه يساهم في فقدان من 3 إلى 8% من الوزن خلال 3 أشهر، دون التأثير على الكتلة العضلية.
الحمية النباتية: تعتمد على الخضروات والحبوب الكاملة وتقلل الدهون المشبعة.
حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات: تساعد على حرق الدهون بدلًا من الكربوهيدرات كمصدر للطاقة.
حمية باليو: تركّز على الأطعمة الطبيعية غير المصنعة مثل اللحوم الخالية من الدهون والفواكه والمكسرات.
الحمية منخفضة الدهون: تقلل من استهلاك الدهون المشبعة وتحافظ على توازن السعرات.
لكن الأطباء يشددون على ضرورة استشارة مختص تغذية قبل اتباع أي نظام غذائي، خصوصًا في حالة النحافة الزائدة، لتجنب سوء التغذية أو نقص العناصر الأساسية مثل الحديد والكالسيوم والفيتامينات.
بين ضغوط الجمال والحفاظ على الذات
ظاهرة نحافة النجمات ليست جديدة، لكنها تتجدد كل موسم مع ظهور صور جديدة على السجادة الحمراء. ويرى بعض خبراء علم النفس أن جزءًا من الظاهرة يرتبط بـ«ثقافة المقارنة» على السوشيال ميديا، حيث تتعرض الفنانات لضغوط هائلة للحفاظ على مظهر مثالي.
لكن في النهاية، يؤكد المختصون أن الجمال الحقيقي لا يقاس بالكيلوغرامات، بل بالصحة والتوازن والثقة بالنفس. فالجسد المثالي هو الذي يمنح صاحبته راحة، لا الذي يرضي الآخرين.
النحافة قد تكون خيارًا جماليًا لدى البعض، لكنها تصبح خطرًا حين تتجاوز حدودها الطبيعية. الجمال يبدأ من جسد صحي وروح متصالحة، والرشاقة لا تعني الحرمان بل الوعي بما يحتاجه الجسم فعلًا.
وبينما تثير نحافة النجمات جدلًا موسميًا على السوشيال ميديا، تبقى الرسالة الأهم: اهتمي بصحتك أولًا، واتبعي نظامًا متوازنًا يحقق لك وزنًا مثاليًا دون أن تفقدي طاقتك أو نفسك في الطريق.