بسمة بوسيل حديث الفتيات.. هل المكياج يخفي عيوب بشرة النجمات أم جلسات التصوير سرّ الجمال؟
في عالمٍ تتصدّره الصور اللامعة والمثالية على منصّات التواصل الاجتماعي، أصبحت المرأة العربية يومياً في سباق غير منتهٍ مع ملامح مفلترة، وبشرات خالية من المسامات، وصورٍ تُشعرك أن النجمات لا يعرفن التعب ولا الإرهاق ولا أي علامة طبيعية من علامات البشرة. ولهذا، لم يكن مفاجئاً أن تشتعل مواقع التواصل بعد ظهور الفنانة بسمة بوسيل في أحد البرامج، حين لاحظت الفتيات وجود حباية صغيرة على خدّها، لتبدأ التعليقات بين دهشة واستغراب.. كيف لواحدة تظهر ببشرة مثالية دائماً، أن تعاني من شيء تعاني منه كل فتاة في العالم؟
لكن الحقيقة أن هذا المشهد الصغير كان كفيلاً بكسر قناعة خاطئة استوطنت لدى الكثيرات: الجمال ليس انعدام العيوب، بل التعامل الذكي معها.
وبينما تحوّلت بسمة في السنوات الأخيرة إلى أيقونة في الموضة والجمال والعناية بالبشرة، بقيت مثالاً للمرأة التي تعرف أن الجاذبية ليست في إخفاء العيب، بل في احتضانه والاهتمام به دون خوف.
ومن هنا، يأتي سؤال مهم:
هل المكياج يُخفي عيوب البشرة؟ أم إنَّ ما نراه على الشاشات هو نتيجة جلسات تصوير احترافية تعمل على إبراز الجمال بأدوات مختلفة؟
في الحقيقة، الأمران صحيحان.. لكن الأهم أن تكوني أنتِ متصالحة مع بشرتك، ولستِ أسيرة صورة لا تشبه الواقع.
View this post on Instagram
جمال طبيعي يتعامل مع البشرة كما هي
من يتابع إطلالات بسمة بوسيل يدرك أنها من النجمات اللاتي اشتهرن بملامح طفولية وبشرة نقية تُشعّ بنضارة واضحة، لكنها لم تُخف يوماً أنها تعتمد روتيناً جمالياً متوازناً يبدأ من العناية اليومية وينتهي بخطوات بسيطة تعزز جمالها الطبيعي.
وقد صرّحت في أكثر من لقاء بأنها تعتمد على مكوّنات طبيعية متوفرة لدى أي امرأة، بعيدة عن التعقيد. فهي تقوم بتقشير بشرتها بمزيج طبيعي من السكر والزيوت الطبيعية، لأن التقشير اللطيف – في نظرها – هو سرّ تجديد خلايا البشرة ومنحها ملمساً ناعماً ومتجانساً. كما تعتمد على الثلج لشد البشرة وتنشيط الدورة الدموية، خاصة قبل المكياج، وهذه خطوة تعتمدها الكثيرات لأنها تمنح توهجاً فورياً دون مجهود.
لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن بسمة، رغم كل هذا الاهتمام، تعرف جيداً أن البشرة مثل الإنسان.. تمرّ بأيام مشرقة وأيام مُرهقة، وهذا طبيعي تماماً.
ولهذا، لم تُخفِ انزعاجاً في ظهورها الأخير، ولم تحاول إخفاء الحباية طوال الوقت، وكأنما تُرسل رسالة مباشرة لكل فتاة:
كوني جميلة كما أنتِ.. فالبشرة تتعب، ولا علاقة للموضوع بالكمال أو التقصير في الروتين.
لماذا تتأثر الفتيات بصور النجمات؟
لأن ما يظهر على السوشيال ميديا غالباً لا يعكس الحقيقة كاملة.
فالصورة تمرّ بعدة مراحل:
- إضاءة احترافية
- كاميرات عالية الجودة
- زوايا مدروسة
- تعديلات بسيطة لتهذيب الإطلالة
- مكياج يُنفّذه فريق محترف
وهذا لا ينقص من جمال النجمات، لكنه يذكّر كل فتاة أن المقارنة غير عادلة. فالصورة ليست لحظة عفوية، بل مشروع صغير يُصنع لإبهار المتابعين.
وعندما ترى الفتيات بشرة مثالية خالية من أي إرهاق، يظنّ البعض أن هذه هي القاعدة، وما عداها عيب. وهنا تبدأ الدائرة:
قلق.. مقارنة.. محاولات لإخفاء المسام.. بحث عن كريم مثالي.. وإحساس دائم أن الجمال الحقيقي بعيد المنال.
لكن ظهور بسمة الأخير بكامل ثقتها كان ضربة قاصمة لهذا الوهم، وكأنه يذكّر كل امرأة:
الطبيعي جميل.. وكل بشرة تملك يوماً جيداً ويوماً مرهقاً، وهذا لا ينتقص من أنوثتك ولا من جاذبيتك.
View this post on Instagram
كيف تحبين بشرتك بعيداً عن المثالية؟
1. توقفي عن النظر للبشرة كـ"مشروع تجميلي"
البشرة مثل المزاج النفسي تماماً؛ تتغير بتغير الهرمونات، النوم، الضغط، وحتى الطقس.
ليس مطلوباً أن تكون بشرتك صافية 30 يوماً في الشهر.
يكفي أن تكون صحية.. تتنفس.. تُجدّد نفسها.. وتتحسن تدريجياً.
2. اقبلي بوجود العيوب الصغيرة
حباية، هالات، إرهاق، جفاف بسيط.. كلها أمور طبيعية.
لو كانت الحباية مقياس جمال، لما أحبّ الجمهور بسمة بوسيل كما هي.
3. اعتني بنفسك لأجلك أنتِ
ابتعدي عن فكرة أن العناية بالبشرة هدفها الظهور مثالية في الصور.
العناية الحقيقية هي:
- ترطيب عميق
- تنظيف لطيف
- ماسكات طبيعية
- شرب الماء
- نظام نوم جيد
هذه الخطوات تمنحك بشرة نضرة بملمس صحي وليس بشرة تصنعية لتطبيق الفلاتر.
4. توقفي عن ملاحقة الصورة المثالية
عندما ترين صورة على إنستغرام، تذكّري:
هناك فريق كامل وراءها.
فهناك فرق كبير بين إطلالة واقعية وصورة معدّة للنشر.
5. اختاري مكياجاً يبرز ملامحك ولا يخفيك
الهدف من المكياج أن يظهر جمالك.. لا أن يُخفيك.
بسمة بوسيل مثال واضح؛ فهي تعتمد مكياجاً ناعماً:
- بشرة مضيئة
- عيون بنغمات ترابية
- شفاه وردية
وتضيف لمسات قوية في المناسبات فقط.
هذه المعادلة تجعلك جميلة وواقعية في الوقت نفسه.
روتين بسيط
مستوحى من خطوات بسمة لكن بطريقة عامة تناسب كل امرأة:
● تقشير لطيف مرتين أسبوعياً
لإزالة الجلد الميت وتنعيم الملمس.
● الثلج لتنشيط البشرة
مرّري مكعب ثلج على بشرتك قبل المكياج.. النتيجة ستندهشك.
● ترطيب مكثف ليلاً ونهاراً
ابحثي عن تركيبات طبيعية أو خفيفة تمنح بشرتك امتلاءً ولمعاناً.
● عناية بالشعر بمكونات طبيعية
زيوت دافئة أو ماسكات بسيطة، لأن الشعر جزء من الجمال وليس عنصراً ثانوياً.
لماذا أحبت البنات بسمة بوسيل؟
لأنها قريبة، طبيعية، ومع ذلك تهتم بملامحها بشكل smart ومتوازن.
ولأنها أعطت مثالاً راقياً بأن الجمال ليس معركة لإخفاء العيوب.
هي جميلة.. ومهتمة.. لكن بشرية أيضاً، وهذا ما يجعل الفتيات يشعرن بأنها تشبههن.
ظهورها الأخير لم يُقلّل من صورتها، بل جعلها أكثر واقعية وأقرب للقلوب، وكأنها تقول لكل امرأة:
اهتمي ببشرتك.. دلّلي نفسك.. لكن لا تبحثي عن الكمال، لأن الله خلق لكل امرأة جمالها الخاص.
الجمال الذي ينبع من حب الذات يبقى أقوى من أي فلتر، وأصدق من أي عدسة.
وما حدث مع بسمة بوسيل لم يكن مجرد لقطة عابرة، بل تذكير قوي بأن البشرة الطبيعية ليست عيباً، وأن المرأة لا تحتاج لتكون نسخة معدّلة حتى تُحَب أو تُقدَّر.
فكوني كما أنتِ
اهتمي ببشرتك، دلّليها، اسمحي لها أن تُخطئ أحياناً.. لكنها ستعود وتُشرق.
وهذا هو الجمال الحقيقي الذي لا يمكن لأي كاميرا أو فلتر صناعته.