منى أبو حمزة بحنكتها وخفة دمها تعيد شريط مسلسل إنتي مين

أدارت الإعلامية المتألقة منى أبو حمزة حلقة حوارية جميلة وناجحة في آن، مع شخصيات مسلسل إنتي مين للممثلة والكاتبة كارين رزق الله والذي أسر قلوب المشاهدين طوال فترة شهر رمضان المبارك. المسلسل الذي تناول قضايا اجتماعية مؤثرة استحق أن يحتفل بالإبداع الذي حواه بحلقة سبيسيال عرضتها شاشة الأم تي في اليوم.

 

استهلت الإعلامية منى أبو حمزة حوارها بجلسة مع الكاتبة والممثلة بطلة العمل كارين رزق الله مشيدة بالنص والأداء لكل الممثلين وأخرجت منها بحنكتها خيارها لكتابة هذا المسلسل بالتحديد مع تجسيدها لشخصية جهاد الفتاة المتواضعة الضائعة في الحياة اليومية التي ترميها من ركن الى آخر بسبب فقرها ونشأتها بظل أب أخذت منه الحرب ما أخذت، وتركته يعيش في ظل أزمات نفسية خطيرة تركته مجنوناً في نهاية المطاف.

 

انضم لاحقاً عمار شلق اليهما متحدثاً عن دور الشخص الغني الذي كان يلعبه، وجعله يبدو مغروراً وآمراً كيفما وأينما حل، ليكشف لاحقاً أن اليتم الذي عاشه في نهاية المسلسل جعل صورة البروفيسور المتغطرس تتلاشى وأعاد التفكير بطريقة تصرفاته مع الآخرين وتعبيره عن حبه للفتاة الفقيرة التي أضحت غنية ولكنها لم تتغيّر وتنكر مبادئها وتربيتها.

 

من ناحيته، كان الممثل القدير نقولا دانيال إضافة غنية ورائعة للعمل، فهو المتمكّن من الشخصية التي أداها بطريقة مذهلة أيقظت لدى المشاهد فترة قصيرة من الحرب عايشها بدوره، ولكثرة التماهي مع الشخصية وصل الحس التمثيلي الى الحد الرائع بحيث تعاطف الجميع مع ذاك البطل الذي دمّرت الحرب ذرات عقله المتبقية وجعلته المجنون الثائر في أي وقت. هنا بانت كذلك روح المرح لدى الإعلامية منى أبو حمزة حين شاركت الممثل نقولا دانيال أغنية فولكلورية أداها خلال المسلسل بضحكتها الجميلة والعفوية، لتعيد اليه أيضاً ذكريات الصبا ولو المؤلمة كما قال بغصة.

 

أما كل من الممثلتين عايدة صبرا وجوليا قصار فقد بدت المشاهد التي لعبتاها قمة في الإبداع تجسيداً لجيل الحرب، المسمى بالجيل المسروق الذي تخلى عن ربيع أحلامه وتوجه نحو الجبهة ليقاتل ضد قضية أردته في الصميم وجعلته يخسر أعضاء من جسمه أو عائلته. تحدثت عايدة صبرا عن غنى المسلسل في القضايا الاجتماعية فقد تناول من زاوية دور الأم المهم في حياة الأولاد فهي إن غابت عاشوا منكسرين مع أزمات نفسية تخرج الى العلن بين الحين والآخر كما رأينا في شخصية جهاد التي فقدت والدتها عايدة في الحرب من دون أن تفهم لم تخلت عنها أو كيف تركتها. هذا وأكدت أن جوليا قصار ومن خلال دورها أثبتت أن الأم ليست فقط الوالدة والمربية فهي أيضاً الأرض والوطن وإن فقدها الأبناء باتوا بضياع شديد.

 

أما عن ثنائية أنجو ريحان وشربل زيادة فكانت ثنائية ناجحة بامتياز بخليط من الكوميديا والدراما. أنجو جسدت دور المرأة غير المكتفية بسبب الشح المادي الذي تعيشه في منزلها فتدفع زوجها لقبول الرشوة من أجل إعالة العائلة. هذا الدور السهل الممتنع أدته أنجو ريحان بنجاح ترفع له القبعة فلامست قلوب المشاهدين الذي أكدوا أن حالة الضحية التي تعيشها هم يخوضونها يومياً في ظل هذا المجتمع الظالم. عن دوره قال شربل زيادة أنه كان في المسلسل كصوت الضمير وضعته الكاتبة ليظهر الشخص الرصين الذي لم يخضع للظروف إلا عندما رأى أنه يخسر عائلته أمام عينيه.

 

بروفيسور التمثيل أسعد رشدان يستحق اللقب بجدارة فبعد أن جمع بشخصيته عدة شخصيات ما بين الأب الذي ربى طفلاً من ميتم وذاك الذي وجد ابنته بعد مرور السنين، كما وأنه ترك قلبه مع تلك الحبيبة التي غابت ولم يمل من البحث عنها، أقر أسعد رشدان أنه كمشاهد إن كان مرتاحاً يعتبر العمل ناجحاً وأما إن تململ يرى أن هناك خللاً في العمل، ولكن في هذا المسلسل الخليط بأكمله كان ممتازاً، وأكد أن الممثلين كانوا محترفين وهذا ما ساهم بنقطة القوة في إنتي مين. شدد أسعد رشدان أن الإخراج البسيط للمسلسل من المخرج إيلي حبيب كان الدعم الأكبر لنجاح المسلسل.

 

أخيراً احتفل فريق العمل مجتمعاً بنجاح المسلسل بقطع قالب الحلوى الذي يحمل صورة العمل إنتي مين على وقع أغنية الشارة بصوت الفنان المبدع مروان خوري.

 

اقرئي أيضاً:

مسلسل إنتي مين يأسر عين المشاهد بالقضايا الاجتماعية القاسية!

scroll load icon