مع تضارب الأخبار حولها.. هل جثث الأشخاص المصابين بالكورونا معدية؟
مع تسارع وتيرة الإصابة بفيروس كورونا كوفيد 19 وانتشار رقعة انتشاره في جميع أنحاء العالم، وزيادة معدلات الوفيات يومياً، بتنا أمام سؤال قد يثير الرعب في قلوبنا من جديد، فهل جثامين الأشخاص المصابين بفيروس الكورونا معدية؟ مع تضارب العديد من الأقوال حول هذا الموضوع حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل من خلال دراسة جديدة توصلت لها، ما رأيكِ بالتعرف علها لقطع الشك باليقين؟
حسم الجدل علمياً
حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل بقولها إن جثث الموتى بفيروس كورونا ليست معدية، موضحة أن رئات الموتى المصابين بالوباء، يمكن أن تنقل العدوى، إذا لم يتم التعامل معها على نحو سليم أثناء التشريح.
وأضافت منظمة الصحة العالمية أنه من المفاهيم المغلوطة الشائعة، والتي تذهب إلى أن الأشخاص الذين يتوفون بمرض معد ينبغي إحراق جثثهم، ليست صحيحة وإحراق الجثث أمر يتعلق بالعادات فقط.
كما أوضحت أنه لا توجد حتى اليوم أي بينة على إصابة أشخاص بالعدوى نتيجة التعرض لجثة شخص توفي بسبب الإصابة بكوفيد-19، مضيفة “قد يتوفى الأشخاص بسبب “كوفيد -19” فى مرافق الرعاية الصحية أو في المنزل أو في أماكن أخرى وينبغي “إيلاء الأولوية القصوى لسلامة وعافية أي شخص يقوم بتجهيز الجثث، وقبل الشروع في ذلك ينبغي أن يضمن القائمون على ذلك تنظيف اليدين على النحو اللازم وتوفر معدات الحماية الشخصية”.
الجثث المصابة قد تعدي... ولكن!
تعتبر الفيروسات كائنات شبه غير حية ولا مجال لها للتكاثر دون استعارة مكونات الخلية الحية من إنزيمات وغيرها، وهذا ما أيدته منظمة الصحة العالمية التي تقول إنه، وخلافا للاعتقاد الشائع، لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطرا بعد الإصابة بأمراض وبائية بعد كارثة طبيعية، وذلك لأن، معظم الجراثيم المسببة للأمراض لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في جسم الإنسان، بعد الموت.
وحسب المبادئ التوجيهية للمنظمة الدولية، فإن الرفات البشرية لا تشكل خطر كبيرا على الصحة، إلا في حالات خاصة قليلة، مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الجمرة الخبيثة (الأنثراكس) أو الحمى النزفية.
ومع ذلك، تقول منظمة الصحة العالمية أن أولئك الذين يتعاملون بشكل دائم مع الجثث، قد يتعرضون لخطر الإصابة بعدوى السل والفيروسات المنقولة بالدم "مثل التهاب الكبد B و C و HIV" والالتهابات المعدية المعوية، لذا من الضروري على هؤلاء الأشخاص أخذ لقاح ضد "التهاب الكبد الوبائي بي"، وأكدت أنه لا حاجة لتطهير الأجسام قبل دفنها، إلا في حالة الوفاة بمرض الكوليرا.
ومع ذلك نصحت منظمة الصحة العالمية خصوصا أولئك الذين يتعاملون بشكل روتيني مع الجثث، بممارسة الاحتياطات العالمية المتخذة عند التعامل مع الدم وسوائل الجسم، واستخدام القفازات مرة واحدة فقط والتخلص منها بشكل صحيح. إضافة إلى استخدام حقائب الجسم (الكفن)، وغسل اليدين بالصابون بعد تداول الجثث مع تطهير المركبات والمعدات المستخدمة خلال عملية التكفين.
إقرئي أيضاً
في ظل انتشار فيروس كورونا... هل تقضي المناديل المعطرة على الجراثيم؟