المسلسل التركي "زهرة الثالوث" ما له وما عليه ولهذا لم ينل ضجة

المسلسل التركي

محتويات

يكفي أن تشاهدي الحلقة الأولى من مسلسل "زهرة الثالوث" التركي المترجم للعربية ، Hercai، كي تتساءلي لماذا لم ينل هذا المسلسل الضجة الإعلامية على غرار بعض المسلسلات التي بقيت على كل لسان لسنوات؟

قصة حب ميران وريان من أروع القصص الشيقة. منذ الحلقة الأولى، يمتلككِ الشعور بأنّه مسلسلك المفضّل؛ الموسيقى ساحرة، الممثلون بارعون، الإخراج يأخذك في رحلة إلى الريف من خلال اللقطات الجميلة التي تعيد تاريخ وعادات تركيا القديمة في قلب 2019. قصة الإنتقام - على قدر ألمها، توحيّ بأحقية الأمر. لكن لماذا ضاع المسلسل بين دهاليز الدراما التركية ولم ينل هذا الاهتمام؟

 

ريان وميران: الثنائي القاتل

مسلسل زهرة الثالوث 

ما يشدّ في مسلسل زهرة الثالوث هو الإنسجام المثالي بين ريان وميران. ريان الفتاة القروية البسيطة، وميران الشاب الوسيم الذي يتعرّف على حبيبته بهدف الإنتقام لجدته، ويتركها ليلة زفافها في كوخ مهجور. وهنا، لا بدّ أن نتوقف عند براعة أداء الثنائي: حب ممزوج بالألم والرومانسية، والرقة، والانتقام. مشهد ريان مرتمية على الأرض مرتعدة تصرخ للحياة، خائفة من الفضيحة، تجسّد مشهداً  مسرحياً درامياً  يشبه قصص شيكسبير بحرفيتها. قصة حب الثنائي تجعل المشاهد يشتهي الغرام والعذاب لجمال أحاسيسهما؛ تجسيد قوي للدراما والمعاناة، لتأتي المشاهد الرومانسية وتنتزع كل الألم واعدة بمستقبل، حتى أنتِ كمشاهدة تريدينه أن يتحقّق.

 

زهرة الثالوث بعين ناقدة

مسلسل زهرة الثالوث

ما جعل المشاهدين مغرمين بشخصية ريان هو بساطة أزيائها وبراءتها في حلقات المسلسل، فيما تحوّلت فساتين الريف الجميلة التي كان ترتديها في الحلقات الأخيرة إلى فستان قصير وملابس ضيقة لا تمتزج بسهولة مع ريان التي أحبها الناس. أصبح شعرها شبيهاً بموديلات الإعلانات التجارية، كما أنّ مكياجها أصبح غير طبيعي تمامًا. كانت هذه السمات هي التي جعلت المسلسل فريدًا وجميلًا للغاية ليتحوّل إلى مظهر عصري لا يتطابق مع مصداقية سلسلة الريف.

 

مفاجآت وحبكة تنقلك من حلقة إلى أخرى

مسلسل زهرة الثالوث

اللافت عند مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل "زهرة الثالوث"، يعتقد المشاهد أنّه كوّن فكرة كافية عن المسلسل، لكن عندما يكمل مشاهدته، سيتفاجأ بأحداث قوية تجعلها موسيقى المسلسل أعظم؛ مستوى الحدة، أداء الشخصية، التصوير السينمائي، القصور الحجرية الجميلة، التألق، الروابط العائلية في مقارنة مع العائلات المفككة. قباحة الإنتقام وضرورته، الارتباط القوي بالجدة ومخاطره أحياناً، التمسّك بالماضي ونكرانه. كلّها مزيج جعلت من المسلسل مشهداً ساحراً.

هذا العرض الدرامي، المبني على كتاب "HERCAI" Sümeyye Koç يميّزه النقاد ويصنفونه بتقدير جيد بنص مثير حقًا وتكوين موسيقي رائع وتمثيل محترف. وقد وصل الحدّ مع بعض المشاهدين لوصفه بالإدمان: الممثل والممثلة الرئيسية رائعان، التصوير ممتاز، أجواء تركيا مذهلة، والديكور والتلوين يذهلان الأنفاس.وتدور القصة حول شاب يسعى للانتقام ويقع في حب هو هدف انتقامه، كما ذكرنا. قد تبدو وكأنها قصة قديمة، لكن تطورها مثير للاهتمام. الشاب تحت تأثير جدته المتلاعبة التي نسجت شبكة من الخداع والأكاذيب: هناك حركة، وهناك أسرار، وهناك رومانسية. هناك القليل والكثير من كلّ شيء في هذا المسلسل. 

 

المبالغة في الدراما والدعسة الناقصة

مسلسل زهرة الثالوث

ما يعيب المسلسل هو احتواءه على الكثير والكثير من مشاهد البكاء والدراما. حسناً، قصة انتقام، لكن كان يكفي تقليص يعض اللقطات، لقد أتعبوا المشاهد فعلاً إلى حدٍ أصبح يتمنى مشهداً للثنائي بعيداً عن الجميع، فيكونا سوية ولنتوقّع نهاية سعيدة، أو أقلّها حلقة سعيدة بدون مشاكل واضطرابات.

وفيما رأى بعض النقاد أنّ قصة حكاية العصر الحديث تأسر المشاهد بلمسة قاتمة تجعله على حافة مقعده مع كل حلقة؛ بالمقابل، رأى البعض الآخر أنّه يمسّ العادات التركية في المقتل. ضرب ريان، وحجزها، وتمييزها من قبل جدها، الذي يتآمر على قتلها، واجبارها على الزواج... هل حقاً هذا ما يجري في تركيا الحديثة؟ هل هكذا يتم معاملة المرأة؟ إلى ذلك، أشاروا إلى نوع من التكرار في السيناريو: فتاة فقيرة، رجل غني. انتقام عائلي وتأر قديم، بالإضافة إلى انقلاب الأدوار وتداخل العائلتين بطريقة تثير التساؤل وتفتقد إلى تكامل الحبكة.

 

شاهدنا زهرة الثالوث، ونعتقد أنّنا على استعداد لمشاهدته مرة بعد. وسامة ميران ولغة جسده وتعبيره، تُدرّس في التمثيل، فيما نحتاج  لطيبة وبساطة ريان في أيامنا هذه المؤطرّة للمرأة في المسلسلات.

وتبقى البطلة الأولى التي كسرت الألم واليأس في المسلسل، ورسمت الضحكة بأدائها العفوي، شقيقة ميران، الطفلة... الوعد والنور في ظلمة الأحداث.

 

إقرئي أيضاً: 

بعد مرور 12 عاماً كيف أصبح أبطال المسلسل التركي "العشق الممنوع"

scroll load icon