خاص يومياتي: قضايا ابتزاز إلكتروني في العالم العربي تُكشف لأول مرة

خاص يومياتي: قضايا ابتزازالكتروني في العالم العربي تُكشف لأول مرة

محتويات

انفجرت ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في العالم بأجمعه منذ بداية استخدام مواقع التواصل الإجتماعي. حالات تهديد بالجملة واجهت ولا تزال الكثيرين، لكن خلال فترة الحجر المنزلي التي نمرّ بها اليوم خلال جائحة كورونا، ارتفعت حالات الابتزاز بشكل تصاعدي مخيف.

في موضوعنا اليوم سنكشف عن حالات ابتزاز مرّت بها فتيات مراهقات ونساء بالغات، وشبان ورجال من مختلف الأعمار والدول العربية. حالات تُنشر للمرة الأولى على موقع يومياتي وسنعرض معها الحلول.

 

ما هو الابتزاز الإلكتروني؟ ومن هو المبتز؟

الابتزاز الالكتروني

الابتزاز الإلكتروني هو فعل التهديد بنشر بيانات وصور ومعلومات واستدراج الضحية للنزول عند رغبة المبتّز عبر الإكراه والتعنيف اللفظي والجسدي. الهدف من الابتزاز قد يكون مادياً للحصول على المال (بمعظم الأحيان مبالغ ضخمة) أو جنسياً (بهدف علاقة جنسية، أو استدراج الضحية للإشتراك بأعمال الدعارة) أو عملياً (بهدف الحصول على منصب أو مصلحة ما، وهنا عادة الفعل يكون بين الزملاء).

قد يكون الابتزاز أيضاً بدافع التنمر والغيرة والإنتقام خاصة بين صفوف المراهقين. المبتّز يستلّذ بممارسة جرم لناحية رضوخ الضحية، وإملاء الأوامر عليها، معتمداً بذلك لغة عنيفة ولهجة قاسية لإرباك ضحيته، وإخضاعها لأوامره. ليس بالضرورة أن يكون المبتز مريضاً نفسياً أو يعاني من أيّ مشكلة، فقد يكون ذكياً صاحب خطة للحصول على مأربه ويستخدم كل الوسائل الإجرامية للوصول إلى أهدافه. 

 

قضايا ابتزاز في العالم العربي وهذه تجربتي معها

في حزيران 2019 وعقب حالة إنتحار لمراهقة (13 عاماً) بسبب الابتزاز، أطلقتُ حملة #ما_يبتزك_ نحن_ حدك على مواقع التواصل. الحملة لاقت أصداءً قوية في العالم العربي، شارك من خلالها إعلاميون وصحافيون، وفنانون، وحقوقيون وناشطون. ولاقت الحملة، كأولّ حملة على صعيد العالم العربي، ترويجاً خاصاً على محطات ومواقع عربية معروفة. منذ بداية الحملة تلقيّت إتصالات كثيرة لمساعدة نساء ورجال من كافة الأعمار. بعض الحالات كشفت عنها، والبعض سأكشفها هنا - طبعاً بعد موافقة الضحايا وعرض قصصهم بأسماء وهمية، حفاظاً على سلامتهم وخصوصيتهم.

 

صديقتها ابتزتها بحديث بريء على الواتس أب كاد أن يدمّرها

ليس بالضرورة أن يكون المبتز رجلاً أو شاباً. جريمة الابتزاز قد ترتكبها إمرأة، أو فتاة مراهقة، وهذا ما حصل مع رنا (13 عاماً)، حيث فرحتها بنضوجها وبتغيّر جسدها كادت أن تكلّفها حياتها: رنا أرادت أن تشارك فرحتها بتطوّر معالمها الأنثوية مع صديقتها بحديث على الواتس أب، وأرسلت لها صوراً خاصة بدون أن تدري أنّ صديقتها ستوزّع صورها على الرفيقات والرفاق الذين قاموا بالإتصال بها متنمرين ساخرين من جسدها. رنا تعرّضت لأشنع هجوم حينها وخضعت لعلاج نفسي مكثّف لتقبّل جسدها. إتصلت بي والدتها واستطعنا تحويل رنا لطبيب نفسي للعلاج، واتصلنا بأهالي أصدقائها لإيقاف الحملة.

النصيحة: على الأهل مراقبة هواتف أولادهم والإطلاع على أيّ حديث يجري على الواتس أب أو أيّ حساب على مواقع التواصل. نظريات في الإعلام الرقمي تؤكّد ضرورة ذلك، كما نتمنى عدم شراء هاتف خاص لمن هم دون الـ 15 سنة.

 

إعتقد أنّ فتاة جميلة أُعجبت به ليتضح أنّها مشتركة مع عصابة

نديم (25 عاماً) تعرّف على فتاة جميلة على موقع انستقرام وتبادلا بعض الأحاديث التي تطوّرت لإرسال فيديوهات جنسية ظهر فيها عارياً. بعد إنتهاء تسجيل الفيديو وعرضه، وصلته رسالة: أرسل لنا ألف دولار صباحاً وإلاّ سننشر الفيديو على يوتيوب وعلى صفحات أصدقائك. نديم متزوج ومن عائلة محافظة وقد عاش ليلة مرعبة، حتى وردني إتصال منه الساعة الثالثة فجراً بعد أن بحث في الإنترنت على من يساعده في مشكلته وظهرت حملة #ما_يبتزك_نحن_حدك أمامه. إستطعنا إنقاذ نديم من الإبتزاز، حيث كان يتعرّض لتهديد من عصابة تقوم باستدراج الشبان وتصويرهم بهدف الحصول على المال.

نصيحة للشباب: لا تتصوّروا عاريين وترسلوا فيديوهاتكم لأحد، حتى الفتاة التي تعرفونها قد تكون متوّرطة بعصابة.

 

ابتزها بآلاف الدولارات على مدار 5 سنوات

سناء (35 عاماً) عانت سنوات من الإبتزاز بسبب علاقة إعتقدت ستؤدي للزواج. قبل ذلك، سناء كانت متزوجة من رجل أعمال غني يعيش في أستراليا، ثم أصابته المنية، ودخلت بانهيار أعصاب منذ لحظة وفاته، لتتعرّف بعد 3 سنوات على شاب أصغر منها عبر تطبيق فيسبوك. سناء وبحسب قولها وجدت فيه القلب الحاضن والجهة المفرحة لتؤنسها في وحدتها خاصة أنّها تعيش في الغربة. تطورّت الأمور مع الشاب حتى اللحظة الكارثية - كما تصفها - إرسال صور وأحاديث جنسية وفيديوهات جريئة. بعد أسبوع إستفاقت سناء على فويس نوت تهديد: "بحاجة لهذا المبلغ وإلاّ سأنشر كل ما جرى بيننا". إعتقدت سناء أنّ الموضوع مزحة من حبيبها، لتتفاجأ أنّه جديّ وقام بإنشاء حسابات وهمية كاشفاً من خلالها رغبته بالنشر. رضخت سناء لتهديدات الشاب لمدة خمس سنوات، وخسرت آلاف الدولارات، بدون أن نذكر التعنيف اللفظي وما عانته كلّ مرّة رفضت فيها الخضوع لطلباته. تمّ رفع دعوى قضائية بحقّ المبتز الذي تم سجنه، ويُعمل حالياً على استرداد أموال الضحية.

النصيحة: لا تعتقدي أنّه يمكنكِ الوثوق بشخص إذا أدّعى الحب والغرام. البعض يستخدم هذا الأسلوب للوصول إلى أهداف مغرضة. إحمي نفسكِ وجسدكِ، ولا ترسلي صوراً قد تورطكِ في ما بعد. لا تخضعي للمبتز وبلّغي لحظة محاولة ابتزازك.

 

كيفية التصرّف عند التعرّض للإبتزاز

الابتزاز الالكتروني

  • عند التعرّض للإبتزاز، يتوجّب على الفور حظر المبتز والتبليغ عنه. كما ذكرنا المبتز هو مجرم ومعنّف، ولن يسكت إذا تم الخضوع لمطالبه، بل سيطمع بالمزيد ويتلذّذ بالسيطرة على الضحية.
  • إلغاء كل الحسابات على مواقع التواصل حتى إنتهاء قضية الابتزاز.
  • تبليغ الجهات المختصة على الفور، وهنا بعض الوسائل للمساعدة:
  1. السعودية: الخط الساخن على الرقم 1909
  2. مصر: إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات، موقع وزارة الداخلية، أو من خلال الخط الساخن على الرقم 108.
  3. قطر: هاتف 2347444 أو على الخط الساخن 66811575.
  4. الأردن: الرقم 192.
  5. الإمارات: من خلال موقع هيئة تنظيم الاتصالات.
  6. البحرين: من خلال إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية.
  7. لبنان: عن طريق خدمة "بلّغ" أو الإتصال على الرقم: 01293293

 

إقرئي أيضاً:

 فيديو لإمرأة تتحرّش بطفل وسعوديون يغردون إستنكاراً 

scroll load icon