قصّة الشابة المُلهمة ديما الأكتع التي تحدت بتر ساقها وجمعت الشغف بالجري ومساعدة الآخرين
لا تتوقف نساء العالم العربي عن مفاجأتنا بقصصهن المُلهمة وحكاياتهن التي تضج بالتحدي والإرادة الصلبة. وقد وصلت العدّاءة السورية ديما الأكتع إلى قائمة بي بي سي للنساء المتميّزات والملهمات والمؤثرات في عام 2022. فهذه الشابة الطموحة والإستثنائية التي جعلت بتر ساقها دافعا للنجاح ومساعدة الآخرين. فكيف إذاً بدأت حكايتها الملهمة؟
ما هي قصّة ديما الأكتع؟
تغيّرت حياة ديما الأكتع في عام 2018، بعد تعرض منزلها للقصف في بلدة سلقين في ريف إدلب، مما تسبب في بتر ساقها اليسرى وحرامانها من ممارسة أحب الرياضات لديها ألا وهي رياضة العدو أو الجري. ففي وقتها تدّمر كل منزلها، لكن عائلتها نجت، وكان هذا هو الأهم بالنسبة لها.
من بعد هذه الحادثة المؤلمة، تركت ديما سوريا مع عائلتها وانتقلت إلى لبنان. ثمّ حصلت عائلتها على حق اللجوء في بريطانيا. فانتقلت العائلة إلى بلدة فليتويك في مقاطعة بيدفوردشاير في إنجلترا. لتبدأ الشابة التي فقدت ساقها حياةً جديدة مليئة بالتحديات التي شكّلت لها دافعاً حقيقياً لتنطلق برحلة جديدة ومشرقة في حياتها.
View this post on Instagram
ففي وقت كان من الممكن للعداءة الشابة أن تُنهي حلمها بسبب إصابتها، شاركت مع منظمة "تشوز لوف"، ضمن مبادرة عالمية للمشي بهدف جمع التبرعات للاجئين. وعلى الرغم من أوجاعها وساقها الاصطناعية غير المؤهلة في وقتها، تابعت المشي، لتقطع أكثر من 2 كيلومتر.
View this post on Instagram
في المرة الثانية، كانت في غاية الحماس، رغم أنها اضطرت للتوقف عدة مرات لتخلع الطرف الاصطناعي الجديد الخاص بالجري، وتجفف العرق الذي يسيل من ساقها، بل واستعانت بقطع من الثلج بعد أن شعرت أن الساق الاصطناعية تكاد تفلت من مكانها.
كما شاركت بنصف الماراثون في مدينة مانشستر في أغسطس /آب 2020، وكانت تلك المرة الأولى بالطرف الاصطناعي الرياضي. فحين تواصلت معها جمعية "سوريات عبر الحدود"، التي تساعد المصابين وتوفر عمليات للأطفال الذين بترت أطرافهم في الحرب السورية، وطلبت منها المشاركة في الجري لجمع تبرعات، وافقت على الفور.
وبعد جمع الأموال للاجئين، تم الاعتراف بها كعضو في فريق كرة القدم البديل في إنجلترا، Lionhearts. ظهرت قصتها مؤخرًا في الفيديو الموسيقي لنجمة البوب آن ماري الجميلة ، وهي تواصل رفع مستوى الوعي بقوة الأشخاص ذوي الإعاقة.
View this post on Instagram
تتحضر ديما الاكتع دائماً على الصعيدين الجسدي والنفسي للمواجهة وتحدي نفسها. فهي تنشر على صفحتها الخاصة على انستقرام فيديوهات وصور وهي تقوم بالتمارين الرياضية اللازمة. فمما لا شك فيه أنّ صفحتها مليئة بالرسائل الملهمة للسيدات بشكل عام وذوي الإرادة الصلبة بشكل خاص. فما دفعها لإعادة ممارسة رياضتها المفضلة هو جمع تبرعات للاجئين وخصوصا الأطفال الذين بُترت أعضاؤهم بسبب الحرب.
والجدير بالذكر أنّ ديما الأكتع تمارس اليوم التدريب استعدادا للمشاركة في دورة أولمبياد أصحاب الهمم 2024 في بريطانيا.
مما لا شك به أنّ قصة ديما الأكتع إستثنائية ومليئة بالتحديات، فهي استطاعت أن تُحوّل إصابتها إلى قوّة حقيقية لتصل إلى أهدافها على الصعيدين المهني والإنساني.
إقرئي أيضاً: