دعاء رؤية الهلال الرمضاني
ينتظر الناس شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر، بحيث يُعتبر الهلال أهم مؤشر لحلول هذا الشهر. فمن اخلص العبادات التي يتوق الناس للقيام بها عند قدومه هو دعاء رؤية الهلال. لذا سنطرح بعض الأدعية عن لسان سيد الخلق نبينا محمد "ص"، وبعص أصحابه الأطهار عن دعاء رؤية الهلال شهر الرحمة والبركة.
دعاء رؤية الهلال عن رسول الله "ص"
قد كان صلى الله عليه وسلم يقول عند رؤية الهلال: “الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله”. وعند أبي داود مرسلاً عن قتادة: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: “هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، آمنت بالله الذي خلقك” ثلاث مرات، ثم يقول: “الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا”، ويسمي الشهر الذي ذهب، والشهر الذي جاء. وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”. وروى ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد”. وكان عبد الله إذا أفطر يقول: “اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي”.
وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى” وروى مرسلاً أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت”. وروى أحمد وابن ماجة والترمذي وصححه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قلت يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: “قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”. وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” ومن أفضل الأدعية التي يدعو بها المسلم الأدعية الواردة في القرآن الكريم، وأفضل أوقاتها أن تكون في شهر رمضان شهر القرآن.
وقد ثبت عن قتادة بن دعامة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند رؤية هلال كل شهر: (إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان إذا رأى الهِلالَ قال: هِلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، هِلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، هِلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، آمَنتُ بالذي خَلَقَك ثلاثَ مرَّاتٍ، ثُمَّ يقولُ: الحَمدُ للهِ الذي ذهَبَ بشَهرِ كذا، وجاء بشَهرِ كذا). ودعاء النبي الكريم يحثنا على طلب البركة وابتداء الشهر بالدعاء وطلب الخير من الله -تعالى-، فهو هلال بركة وخير ورزق لعبادة الله -تعالى- وحده والتقرب إليه بالطاعات والعبادات، قال الله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
1/1228- عَنْ طَلْحَةَ بنِ عُبْيدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ إِذا رَأَى الهِلالَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ.
أدعية رؤية هلال شهر رمضان
الدعاء الأول
يُستحب الابتهال إلى الله عَزَّ و جَلَّ عند رؤية هلال شهر رمضان المبارك بهذا الدعاء :
رَوَى عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، رَفَعَهُ " إِذَا رَأَيْتَ الْهِلَالَ فَلَا تَبْرَحْ وَ قُلِ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الشَّهْرِ، وَ فَتْحَهُ، وَ نُورَهُ، وَ نَصْرَهُ، وَ بَرَكَتَهُ، وَ طَهُورَهُ، وَ رِزْقَهُ .وَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِيهِ وَ خَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَ شَرِّ مَا بَعْدَهُ .اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَ الْإِيمَانِ، وَ السَّلَامَةِ وَ الْإِسْلَامِ، وَ الْبَرَكَةِ، وَ التَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى.
الدعاء الثاني
رُوُيَ أنَّ بعض أصحاب النبي مّر في طريقه يوما فنظر إلى هلال شَهر رَمَضان فوقف، فقالَ:
أَيُّها الخَلْقُ المُطِيعُ الدَّائِبُ السَّرِيعُ المُتَرَدِّدُ فِي مَنازِلِ التَّقْدِيرِ المُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ، اَّمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ وَأَوْضَحَ بِكَ البُهَمَ وَجَعَلَكَ اَّيَةً مِنْ اَّياتِ مُلْكِهِ وَعلامَةً مِنْ علاماتِ سُلْطانِهِ، فَحَدَّ بِكَ الزَّمانَ وَامْتَهَنَكَ بِالكَمالِ وَالنُّقْصانِ وَالطُّلُوعِ وَالاُفُولِ وَالاِنارَةِ وَالكُسُوفِ، فِي كُلِّ ذلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ وَإِلى إِرادَتِهِ سَرِيعٌ سُبْحانَهُ ما أَعْجَبَ ما دَبَّرَ مِنْ أَمْرِكَ وَأَلْطَفَ ما صَنَعَ فِي شَأْنِكَ، جَعَلَكَ مِفْتاحَ شَهْرٍ حادِثٍ لأَمْرِ حادِثٍ فَأَسْأَلُ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكَ وَخالِقِي وَخالِقَكَ وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرَكَ وَمُصَوِّرِي وَمُصَوِّرَكَ أَنْ يُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لا تَمْحَقُها الاَيَّامُ وَطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُها الاثامُ، هِلالَ أَمْنٍ مِنَ الافاتِ وَسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ، هِلالَ سَعْدٍ لا نَحْسَ فِيْهِ وَيُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ ويُسْرٍ لا يُمازِجُهُ عُسْرٌ وخَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌ، هِلالَ أَمْنٍ وَإِيْمانٍ وَنِعْمَةٍ وَإِحْسانٍ وَسَلامَةٍ وَإِسْلامٍ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا مِنْ أَرْضى مِنْ طَلَعَ عَلَيْهِ وَأَزْكى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ، وَوَفِّقْنا اللَّهُمَّ فِيْهِ لِلطَّاعَةِ وَالتَوْبَةِ وَاعْصِمْنا فِيْهِ مَنَ الاثامِ وَالحَوْبَةِ، وَأَوْزِعْنا فِيْهِ شُكْرَ النِّعْمَةِ وَأَلْبِسْنا فِيْهِ جُنَنَ العافِيَةِ وَأَتْمِمْ عَلَيْنا بِاسْتِكْمالِ طاعَتِكَ فِيْهِ المِنَّةَ إِنَّكَ أَنْتَ المَنّانُ الحَمِيدُ وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَّلِهِ الطَّيِبِينَ، وَاجْعَلْ لَنا فِيْهِ عَوْنا مِنْكَ عَلى ما نَدَبْتَنا إِلَيْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طاعَتِكَ وَتَقَبَّلَها إِنَّكَ الاَكْرَمُ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ وَالاَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ آمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .
إقرئي أيضًا: