طرق فعّالة للتعامل مع تعلّق الطفل الشديد بالأم
أضف إلى قائمتيمحتويات
تُعتبر مرحلة إنجاب طفل جديد والاهتمام به من المراحل المهمة والمميزة كثيراً للوالدين، لكنّها من الأصعب من دون شك وبخاصة للأم. وتزيد هذه المرحلة صعوبة مع التعلق الزائد والشديد للطفل بأمه وتفضيلها بالتالي على الأب. هذا الواقع قد يُزعج كثيراً الأب وقد يُشكّل تحديات صعبة للأم بسبب هذا التعلق الزائد، فلن يُريد الطفل غيرها. من هنا، لماذا يريد الطفل أمه فقط وما هي أسباب هذا التعلق الزائد؟ وكيق تتعامل الأم مع هذا الواقع لمعالجته؟ تابعي قراءة هذا المقال الذي سيجيب على هذه الأسئلة.
لماذا يريد الطفل أمه فقط؟
من المعروف أنّ الأم هي بمثابة الأمان والإلفة للأطفال وهم يميلون لأن يكونوا بيولوجياً أكثر ارتباطاً بالأم. فهي مصدر غذاء الطفل ومن الطبيعي ان يظل حول أمه ويريدها بشدة عندما يشعر بالرغبة في الرضاعة. كذلك يرجع هذا التعلق الشديد إلى اعتياد الأطفال على سماع أصوات الأمهات في مراحل الحمل ولأنّهم يستطيعون التعرف عليهن أيضاً من بين كل النساء من خلال الرائحة. ومن الشائع جداً أن يريد الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية أمه في الأشهر الأولى من الرضاعة. فهذا هو الوقت الذي يحتاج فيه الأطفال إلى كل التغذية التي يمكنهم الحصول عليها. وبالتالي يقضون معظم وقتهم مع الأمهات. كذلك يُفضل الأطفال الذين يرضعون بالزجاجة الأمهات أكثر من الآباء.
نصائح للتعامل مع الموقف الذي يريد الطفل أمه فقط
إنّ تعلق الطفل بشدة بالأم يزيد من الأعباء والتحديات على الأم وقد يزعج الآباء أيضاً بسبب عدم قضائهم وقت معهم. إليكِ أبرز النصائح للتعامل مع هذا الموضوع:
ضرورة فهم أنّ هذا الموضوع طبيعي
بسبب مرحلة الرضاعة سيحتاج الطفل إلى بعض الوقت للتخلي عن تشبثه وتعلقه الكبير فيكِ. ومع نموه سيبدأ باستكشاف العالم المحيط به والتعود على رائحة الأب وبقية الأسرة. ومن الضروري أن تعرفي أنّ تعلق الطفل فيكِ هو مرتبط بغريزته.
الصبر مفتاح رئيسي
لن يبقى الطفل متشبثاً ومتعلقاً فيكِ إلى الأبد وسيبدأ بالانفتاح إلى الآخرين مع توسع عالمه. لذا من الضروري أن يتحلى الوالدين بالصبر المطلوب والتعامل مع هذا الموضوع بوتيرة بطيئة وبشكلٍ تدريحي. لذا حاولي مثلاً بدلًا من أن تفرضي على الطفل الذهاب إلى الأب وإبعاده عن حضنكِ، اتخاذ خطوة واحدة وصغيرة في كل مرة. فيُمكنكِ البدء في جعل الأب بحمل الطفل عندنا ينام بسرعة لتعويده على شعور ووجود الأب خلال الأشهر القليلة الأولى.
بدء المرحلة الإنتقالية
من الطبيعي جداً أن يريد الطفل أمه في الأشهر الثلاثة الأولى باعتباره يقضي معظم وقته في النوم والرضاعة أو الأكل. وهذا هو الوقت الذي يحتاج فيه الطفل أمه أكثر من غيرها. لكن مع التقدم في السن وبدء التفاعل مع الآخرين والمحيط، أتي الوقت لتعويده على اهتمام ووجود الأب أولاً وبقية أفراد الأسرة من بعده. لذا ننصحكِ بالامتناع عن الركض إلى الطفل في كل مرة يشعر بعدم الارتياح عندما يحمله ويمسكه الوالد أو يلعب معه. ومن المهم أن تسمحي للطفل بالبكاء وتهدئة نفسه بنفسه من جهة، وأن تمنحي الأب فرصة لتهدئة الطفل وأن يوطد علاقته به ويتقرب منه.
اختيار الوقت الصحيح والمناسب
يشعر الأطقال بالسعادة بشكلٍ طبيعي في أوقات معينة خلال اليوم مثل فترة الصباح مثلاً بعد ليلة نوم سعيدة أو بعد الأكل. ولا تختاري الأوقات التي يكون طفلكِ منزعجاً فيها. لذا ستحتاجي للاستفادة من هذه الأوقات الجيدة وجعل الأب يحمل الطفل والتواصل معه وقضاء وقت ممتع معه.
الابتعاد التدريجي عنه
لا نقصد هنا ان تبتعدي عن طفلكِ على الإطلاق، لكن يُمكنكِ مثلاً خلال النزهات تركه مع الأب أو الإخوة أو أشقائكِ أو الأقرباء. بهذه الطريقة يتعوّد على الانفصال عنكِ بشكلٍ تدريجي.
إشراك الأب بالأنشطة التي يحبها الطفل
عندما يكبر الطفل سيشعر برغبة في الخروج لرؤية كل الأشياء الغريبة من جوله والتي تحيطه. ولكل الأطفال وحتّى الأكثر خوفاً أنشطة نُهدئهم وتُشتت انتباههم عن البكاء. لذا نشجعكِ على أن يأخذ الأب الطفل في نزهة والاستمرار بها حتّى لو كان الطفل منزعجاً في المرة الأولى. ويُمكن أيضاً أن يتحول أي نشاط روتيني كفترة إطعام الطفل إلى وقتٍ جيد لتوطيد العلاقة بين الأب والطفل وفيما بعد مع أفراد الأسرة الأخرى. وهنا يُمكنكِ في البداية وضع القليل من حليب الرضاعة الخاص بكِ في زجاجة والسماح للأب بإطعامه من الزجاجة.
إعطاء مساحة للطفل
من الخطأ أن تظهري قلقكِ على الطفل بشكل مبالغ فيه. فهو يحتاج إلى اكتشاف العالم من حوله وتعزيز ثقته بنفسه لكي يستطيع التغلب على مخاوفه مع الوقت. كما حاولي أن تشغلي وقته بنشاط يحبه من أجل تشتيت انتباهه، فلن يحتاج إلى أن تبقي بجانبه.
إقرئي أيضاً:
