المعادلة البسيطة فى تفادى الخيانة الزوجية
الخيانة الزوجيّة من أبرز أسباب الطلاق أو الانفصال. أحياناً يجهد الطرف "المخدوع" لمعرفة الأسباب التي دفعت بالشريك للبحث عن العاطفة أو المتعة مع أحد آخر. وغالباً ما تلجأ المرأة خصوصاً إلى جلد الذات، في حال تعرّضها للخيانة، فتفكّر أنّ السبب في شكلها، أو في طريقة تصرّفها، أو في نقص ما في شخصيّتها... لكنّ المشكلة تكون أعمق من ذلك.
في أحيان كثيرة، من الصعب فهم الخيانة أو تفسيرها، لأنّها تنسف العلاقة من الأساس، وتحطّم الثقة بين الشريكين. فهل هو نقص الحبّ؟ أم مجرّد ملل؟ أم رغبة بالبحث عن تجارب جديدة خارج المنزل؟ هناك إجابات كثيرة، وتختلف المعادلة من ثنائي إلى آخر، لكنّ سلسلة "مدرسة الحياة" البريطانيّة، توصّلت حديثاً إلى ملخّص جديد ومهمّ، يساعد على فهم الدوافع النفسيّة الكامنة خلف الخيانة.
في فيديو قصير مدّته ثلاث دقائق، يشرح معدّو السلسلة دوافع الخيانة، بالعودة إلى مركّبين أساسيين لأيّ علاقة وهما "القرب" و"البعد". بحسب الفيديو، كلّ شخص منّا يبحث عن منسوب معيّن من القرب والبعد في العلاقة. يتمثّل القرب بحاجة كلّ واحد منّا إلى حياة عاطفيّة متوازنة، تقوم على التفاصيل اليوميّة البسيطة ولكن المهمّة مثل التقبيل، والحضن، والاتكاء على كتف الآخر، والشعور بالاهتمام. ويتمثّل البعد بحاجة كلّ واحد منّا إلى مساحته الخاصّة، وإلى التواجد في علاقة لا تخنقه أو تطمس شخصيّته.
بحسب الفيديو، فإنّ اختلال ميزان القرب والبعد هو الذي يدفع الشركاء إلى الخيانة. في الحالة الأولى، حين يزيد "القرب" عن الحدّ المطلوب، قد يسعى الشريك إلى الهرب، والبحث عن مغامرة خارج العلاقة، لكي يثبت لنفسه أنّه لا يزال قادراً على التصرّف خارج دائرة الثنائي الضيّقة. وحين يزيد "البعد" عن الحدّ المطلوب، قد يسعى الشريك لتعويض النقص العاطفيّ عبر علاقات أخرى، وذلك لأنّه يحتاج إلى كثير من الحبّ والاهتمام كي يشعر بالاكتفاء.
وتلحظ "مدرسة الحياة" أنّ الحاجة إلى القرب والبعد تختلف بين شخص وآخر، لذلك فإنّ من يحتاجون إلى الكثير من الاهتمام والغنج والعاطفة، قد يوصفون عن طريق الخطأ "بالدبقين"، إن أسيء فهمهم. ومن يحتاجون للحفاظ على مساحتهم الخاصّة قبل كلّ شيء، قد يوصفون "بالباردين"، إن أسيء فهمهم أيضاً. لذلك تنصح السلسلة كلّ ثنائي بالوصول إلى التوازن المطلوب من القرب والبعد عن طريق المصارحة والكلام عن كافّة المشاكل. فتبادل الأفكار والهواجس يساعد كلّ طرف على فهم حاجات الطرف الآخر، ويساعد الثنائي على التوصل إلى معادلة القرب والبعد الأفضل له.