معاقبة الطفل ضرورية بشرط...

هذه اللحظات التي تمرّ بسرعة لصفعة قوية يتلقّاها الطفل، ستطبع حياته على المدى الطويل. مفهوم العقاب كرادع لا يتحقّق عندما يكون تنفيساً عن غضب فارض العقاب، سواء كان الأب أو الأم.

 

أظهرت دراسات سلوكية أجريت على أطفال يتعرّضون للعقاب العنفي الكلامي أو الجسدي أو النوعين معاً، أن سلوكهم لا يتحسّن بفعل العقاب إنما العكس، فإنهم يجنحون من السيء إلى الأسوأ.

 

 

لمَ نتحاشى العنف في العقاب؟

 

 

1-  العقاب العنفي جسدياً أو كلامياً، يُبعد الطفل عن مصدر الرعاية والعناية المفترض أنه متوافر في والديه، ويُفقده الثقة بهما. يفقد الطفل الشعور بالاسترخاء والأمان معهما.

 

 

2- انهيار الثقة بالأهل سيؤدي إلى فقدان الطفل الثقة بذاته، كما يفقد الأهل تأثيرهم عليه لجهة تنميته ثقافياً واجتماعياً، كما يكون الطفل غير مؤهلٍ لتنمية نفسه ذاتياً إذ تزعزع لديه مفهوما الخطأ والصح نتيجة السلوك العنفي معه.

 

 

3-  ينمو الخوف لدى الطفل ويتفاقم إلى درجة تجعله حذراً في التعامل مع محيطه في الفترة التي تتطور فيها قدراته عبر الاستكشاف والتجربة، وفي المدرسة يسجّل تراجعاً في القدرة على التعلّم.

 

 

4-  تحاشياً للعقاب، يتأخر نمو الطفل ذهنياً كما يفقد رغبته في الحركة، لأنه لا يعد يعرف ما يثير غضب الأهل ويسبّب له العقاب.

 

 

5-  من الناحية الفيزيولوجية الجسدية، إن العقاب يُفعّل الاستجابة للتوتر لدى الطفل، ومن غير المستحسن ممارسته في وقت مبكر من حياته. ويمكن أن يؤثر العقاب العنفي على حيوية الطفل وحركته، كما على علاقته مع نفسه ومع محيطه.

 

 

ما الحل؟

 

 

علينا أن نوفّر البيئة الدافئة الحاضنة والآمنة للطفل، كي يكون المنزل ملجأ للطفل وليس مكاناً مخيفاً وموتّراً يتمنى الهروب منه.

 

كما أن الحلّ للأهل الذين يفقدون أعصابهم بسرعة ويرتكبون ما سيندمون عليه لاحقاً مع أطفالهم، أن يلجأوا إلى طلب المساعدة، فالطفل مسؤولية توافق الأب والأم على تحمّلها في عزف مزدوج لا منفرد، وبالتالي عليهما عدم اسقاط توترهما وغضبهما على الطفل الذي لا ذنب له سوى أنه يرى ويتعلّم الحياة منهما. 

scroll load icon