ماذا تعرفين عن التهابات الحمل
محتويات
ما هي مخاطر التهابات الحمل؟ الحمل هو حالة طبيعية وصحيّة تتطلع إليها الكثير من النساء في مرحلة ما من حياتهن. ومع ذلك، يمكن للمرأة أن تتعرض لالتهابات الحمل خلال هذه الفترة. قد يجعل الحمل هذه العدوى أكثر حدّة. حتى العدوى الخفيفة يمكن أن تؤدي إلى مرض خطير لدى النساء الحوامل.
بعض الالتهابات التي تحدث أثناء الحمل تُشكّل خطرًا رئيسيًا على الأم. ويمكن أن تنتقل العدوى إلى الطفل من خلال المشيمة أو أثناء الولادة. عندما يحدث هذا، يكون الطفل مُعرضًا لخطر المضاعفات الصحيّة أيضًا.
كما يمكن أن تؤدي بعض التهابات الحمل إلى الإجهاض أو المخاض قبل الأوان أو العيوب الخلقية. وقد تكون مُهدِدة لحياة الأم. وللأسف يمكن للأدوية المُستخدمة لعلاج التهابات الحمل أن يكون لها آثارًا جانبية خطيرة، خاصة ً للطفل. لذا من المهم منع العدوى في الحمل لتخفيف المخاطر على كلّ من الأم والطفل.
لماذا تكون النساء عُرضة لالتهابات الحمل؟
يؤثر الحمل على كلّ جهاز في جسمك. ويمكن أن تجعلك هذه التغييرات في مستويات الهرمونات ووظيفة الجهاز المناعي أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والمضاعفات الخطيرة. إنّ المخاض والولادة أوقات مهمة جدًا بالنسبة لك ولطفلك. فما هي هذه التغييرات؟
1- التغييرات في المناعة:
يدافع الجهاز المناعي في الجسم ضدّ أي ضرر يطرأ، ويحارب كلّ شيء من البكتيريا إلى الخلايا السرطانية إلى الأعضاء المزروعة. تعمل مجموعة معقدة لتحديد العدوى المُتسللة وتقضي عليها.
أثناء الحمل، يتغير نظام مناعتك حتى يتمكن من حمايتك وحماية طفلك من المرض. يتم تحسين أجزاء مختلفة من الجهاز المناعي بينما يتم قمع الأجزاء الأخرى. وهذا الأمر يولّد توازنًا يمكن أن يمنع العدوى في الطفل دون المساس بصحة الأم.
تساعد هذه التغييرات أيضًا على حماية طفلك من دفاعات جسمك. من الناحية النظرية، يجب أن يرفض جسمك الطفل على أنّه "غريب" عنه، لكنه لا يفعل ذلك. على غرار عملية زرع الأعضاء، يرى جسمك الطفل على أنّه جزء "ذاتي" وجزء "غريب". هذا يمنع جهازك المناعي من مهاجمة الطفل.
على الرغم من آليات الحماية هذه، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الحمل التي لا تُسبب المرض عادة ً. فأثناء الحمل، يجب أن يعمل الجهاز المناعي بجد أكبر لأنّه يدعم اثنين. هذا يجعلك عرضة لبعض أنواع العدوى.
2- التغييرات في أنظمة الجسم:
بصرف النظر عن التغييرات في وظائف المناعة، يمكن أن تزيد التغيرات الهرمونية أيضًا من خطر التهابات الحمل. غالبًا ما تؤثر هذه التقلبات في مستويات الهرمونات على المسالك البولية، والتي تتكون من:
- الكلى، وهي الأعضاء التي تُنتج البول
- الحالب، وهي أنابيب تحمل البول من الكلى إلى المثانة
- المثانة، حيث يتم تخزين البول
- مجرى البول، وهوأنبوب ينقل البول خارج الجسم
مع توّسع الرحم أثناء الحمل، فإنّه يزيد الضغط على الحالب. وفي الوقت نفسه، يزيد الجسم من إنتاج هرمون يُسمّى البروجسترون، الذي يريح عضلات الحالب والمثانة. نتيجة لذلك، قد يبقى البول في المثانة لفترة طويلة جدًا. هذا يزيد من خطر الإصابة بعدوى في المسالك البولية. التغييرات الهرمونية تجعلك أيضًا أكثر عرضة لنوع من عدوى الخميرة المعروفة بإسم داء المبيضات. إنّ ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين في الجهاز التناسلي يجعلك عرضة لعدوى الخميرة. عالجي التهابات المجاري البولية بهذه الطرق.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تزيد التغييرات في كمية السوائل في الرئتين من خطر الإصابة بعدوى الرئة، مثل الالتهاب الرئوي. تحتوي رئتيك على المزيد من السوائل أثناء الحمل، وتزيد كمية السوائل المتزايدة من الضغط على الرئتين والبطن. هذا يجعل من الصعب على جسمك إزالة هذا السائل، مما يتسبب في تراكم السائل في الرئتين. يحفز السائل الإضافي نموّ البكتيريا ويُعيق قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
المخاطر على الأم والطفل:
1- المخاطر على الأم:
بعض من التهابات الحمل تُشكّل مشاكل للأم في المقام الأول، وتشمل هذه الالتهابات المسالك البولية وإلتهاب وعدوى ما بعد الولادة.
2- المخاطر على الطفل:
هناك إلتهابات مزعجة أخرى تطال بشكل خاص الطفل. على سبيل المثال، يمكن أن تنتقل عدوى الفيروس المضخم للخلايا، داء المقوسات، والفيروسة الصغيرة من الأم إلى الطفل. وإن حصل ذلك، فقد يكون له عواقب وخيمة.
لا يوجد علاج فعّال حتى الآن لعدوى الفيروس المضخم للخلايا الموجودة عند الولادة. تتوّفر المضادات الحيوية التي قد تكون قادرة على علاج داء المقوسات بنجاح. على الرغم من عدم وجود مضادات حيوية للفيروسة الصغيرة، إلّا أنّه يمكن علاج العدوى بنقل الدم داخل الرحم.
3- المخاطر على الأم والطفل:
بعض الالتهابات ضارة بشكل خاص لكلّ من الأم والطفل. وتشمل:
- مرض الزهري
- داء الليستريات
- إلتهاب الكبد
- فيروس نقص المناعة البشرية
- المكورات العقدية من المجموعة "ب"
المضادات الحيوية فعّالة ضدّ مرض الزهري والليستيريا للأم والطفل، إذا تمّ تشخيص العدوى على الفور. على الرغم من عدم وجود مضادات حيوية لإلتهاب الكبد الفيروسي، إلّا أنّ اللقاحات متاحة الآن للمساعدة في الوقاية من عدوى إلتهاب الكبد "أ" و "ب".
عدوى فيروس نقص المناعة البشرية:
تُعد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أثناء الحمل مشكلة خطيرة وقد تُهدد الحياة. ومع ذلك، فإنّ التوليفات المتعددة الأدوية الجديدة تُطيل العمر بشكل كبير وتُحسن نوعية الحياة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. إلى جانب الولادة القيصرية قبل بدء المخاض، كانت علاجات الأدوية هذه فعّالة بشكل ملحوظ في الحدّ من معدل إنتقال عدوى فيروس نقص المناعة البشرية من النساء الحوامل إلى أطفالهن.
المكورات العقدية من المجموعة "ب":
يقوم الأطباء باختبار كلّ امرأة في نهاية الحمل لفحص عدوى المكورات العقدية من المجموعة "ب". تحدث هذه العدوى بسبب بكتيريا شائعة تُعرف بإسم المكورات العقدية من المجموعة "ب". وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنّ حوالى 1 من كلّ 4 نساء يحملن هذه العدوى. غالباً ما تنتقل هذه العدوى أثناء الولادة المهبلية، حيث قد تكون البكتيريا موجودة في مهبل الأم أو المستقيم. لدى النساء الحوامل، يمكن أن تسبب العدوى إلتهابًا داخليًا وكذلك ولادة جنين ميت. يمكن أن يُصاب المواليد الجدد المصابون بإلتهاب الغدة الدرقية بالعدوى الخطيرة والمهددة للحياة. وتشمل هذه الغنتان والالتهاب الرئوي وإلتهاب السحايا. عندما تترك هذه العدوى دون علاج، يمكن أن تسبب تشوهات خلقية في الطفل، بما في ذلك فقدان السمع أو الرؤية، وإعاقات التعلّم، والإعاقات العقلية المُزمنة. علاجات منزلية للالتهابات المهبلية جربيها مع نصائحنا.
أهمية المعرفة والرعاية المستمرة:
إنّ العلاقة بينك وبين طبيبك أمر حيوي أثناء الحمل. يمكن أن تساعدك معرفة خطر العدوى المُتزايد أثناء الحمل والأذى المُحتمل لك ولطفلك على منع إنتقال العدوى. إنّ إدراك الأنواع المختلفة للعدوى التي يمكن أن تظهر أيضًا يسمح لك بالتعرّف على الأعراض. إذا أُصبتِ بالمرض، فإنّ تلقي التشخيص الفوري والعلاج الفعّال يمكن أن يمنع المضاعفات في كثير من الأحيان. تأكّدي من التحدّث مع طبيبك حول أيّ مخاوف أو أسئلة لديك أثناء الحمل.
كيفية منع التهابات الحمل:
يمكن الوقاية من العدوى في الحمل. يمكن أن يؤدي اتخاذ الاحتياطات اليومية الصغيرة إلى قطع شوط طويل في تقليل الضرر المحتمل لك ولطفلك. للمساعدة في منع العدوى أثناء الحمل، يجب عليك:
- غسل يديك بانتظام بالماء والصابون. خطوة مهمة بشكل خاص بعد استخدام الحمام، وإعداد اللحوم والخضار النيئة واللعب مع الأطفال.
- طهي اللحوم حتى تنضج. لا تأكلي اللحوم غير المطبوخة جيدًا، مثل الهوت دوغ واللحوم الباردة، إلّا إذا أعيد طهيها حتى تسخن.
- لا تستهلكي منتجات الألبان غير المبسترة أو الخام.
- لا تشاركي أدوات الطعام والأكواب والطعام مع الآخرين.
- تجنبي تغيير فضلات القطط والابتعاد عن القوارض البرية أو الحيوانات الأليفة.
- تأكدي أن لقاحاتك محدثة.
حددي موعدًا مع طبيبك على الفور إذا كنت مريضة أو تعتقدين أنك تعرضتِ لمرض مُعدٍ. كلّما تمّ تشخيص العدوى وعلاجها بشكل أسرع، كانت النتيجة أفضل بالنسبة لك ولطفلك.
اقرئي أيضًا: هل الإسهال من أعراض الحمل