هل المجهود يؤثر على الحمل في الشهر الأول؟
محتويات
يُعتبر الحمل فترة تحولية ودقيقة في حياة المرأة وتتميز بالعديد من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية. خلال المراحل المبكرة من الحمل وخاصة الشهر الأول يخضع الجنين النامي لتطور حاسم وتُصبح صحة الأم ذات أهمية قصوى. تتساءل العديد من النساء "هل المجهود يؤثر على الحمل في الشهر الأول؟" "هل يؤثر الليزر على الحمل في الشهر الأول؟"
هل المجهود يؤثر على الحمل في الشهر الأول؟
يُشار إلى الشهر الأول من الحمل غالبًا باسم الفترة الجنينية، وهي مرحلة حاسمة في نمو الجنين. ويشمل زرع البويضة الملقحة في بطانة الرحم وتشكيل الأعضاء والأنظمة الحيوية للجنين. يكون الجنين ضعيفًا بشكل خاص خلال هذه الفترة وأي عوامل قد تُعطّل نموه يُمكن أن تُؤدّي إلى مضاعفات أو حتى إجهاض.
فهل المجهود يؤثر على الحمل في الشهر الأول؟ يُمكن أن يختلف الجهد، الذي يشمل الأنشطة البدنية والمهام التي تتطلب مجهودًا، بشكل كبير في طبيعته وشدته. عندما يتعلّق الأمر بالحمل من الضروري أن نفهم كيف يُمكن أن يُؤثّر الجهد المبذول على صحة الأم والجنين. بشكل عام، تُعتبر التمارين المعتدلة مفيدة أثناء الحمل لأنّها يُمكن أن تُحسّن صحة القلب والأوعية الدموية وتُحافظ على قوة العضلات وتخفيف المضايقات الشائعة. ومع ذلك، في سياق الشهر الأول من الحمل يجب التعامل مع الجهد بحذر بسبب ضعف الجنين.
المخاطر المحتملة من المجهود المفرط
- زيادة خطر الإجهاض
يرتبط المجهود المفرط، وخاصة الأنشطة عالية التأثير أو التمارين الشاقة، بزيادة خطر الإجهاض في بداية الحمل. على الرغم من أن البحث حول هذا الموضوع محدود ومتضارب، إلا أن بعض الدراسات تُشير إلى أن المجهود البدني المكثف قد يعطّل عملية الزرع أو يُسبب تقلصات الرحم مما يُؤدّي إلى الإجهاض. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأدلة ليست قاطعة وأن غالبية حالات الحمل تتقدّم دون مضاعفات على الرغم من النشاط البدني المنتظم.
- انخفاض الأكسجين وتدفق الدم
يُمكن أن يُؤدّي الجهد المكثف إلى تحويل الأكسجين وتدفق الدم بعيدًا عن الرحم والمشيمة مما قد يضر بالأكسجين وإمدادات المغذيات لدى الجنين. يُمكن أن يكون لعدم كفاية توصيل الأكسجين والمغذيات خلال مراحل النمو الحرجة آثار ضارة على نمو الجنين وتكوين الأعضاء.
- ارتفاع درجة الحرارة
يُمكن أن يتسبب المجهود البدني المطول أو المكثف في ارتفاع درجة حرارة جسم الأم. ارتبط ارتفاع الحرارة، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، بزيادة خطر حدوث عيوب خلقية في الجنين النامي. لذلك من المهم أن تتجنّب النّساء الحوامل ارتفاع درجة الحرارة بالبقاء رطباً وتجنّب الأنشطة في البيئات شديدة الحرارة أو الرطبة.
- زيادة خطر الولادة المبكرة
قد يُؤدّي المجهود الشديد، خاصة عند النّساء المعرضات بالفعل لخطر الولادة المبكرة، إلى حدوث تقلصات وزيادة خطر الولادة المبكرة. الرحم حساس للنشاط البدني ويُمكن أن يُؤدّي المجهود المفرط إلى تحفيز تقلصات الرحم قبل الأوان.
- التعب والتوتر
يُمكن أن يؤدّي الجهد البدني المفرط خلال الشهر الأول من الحمل إلى زيادة مستويات الإجهاد والتوتر لدى الأمهات الحوامل. الإرهاق من الأعراض الشائعة أثناء الحمل المبكر وقد يؤدّي دفع الجسم إلى ما وراء حدوده إلى تفاقم هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يكون لمستويات التوتر المتزايدة آثار غير مباشرة على نتائج الحمل مما قد يُؤثّر على صحة الأم ونمو الجنين.
مستويات وأنشطة التمارين المناسبة
بينما يجب تجنّب المجهود المفرط خلال الشهر الأول من الحمل، إلا أن التمارين المعتدلة يُمكن أن تظل مفيدة لصحة الأم. في ما يلي بعض الإرشادات الخاصة بمستويات وأنشطة المجهود المناسبة أثناء الحمل المبكر:
استشيري مقدم الرعاية الصحية
قبل الانخراط في أي نظام تمارين رياضية أثناء الحمل من الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية للتأكد من أن الأنشطة المختارة آمنة ومناسبة لظروفكِ الفردية. يُمكن لمزود الرعاية الصحية الخاص بكِ تقديم إرشادات شخصية بناءً على تاريخكِ الطبي والحمل الحالي.
ركزي على التمارين منخفضة التأثير
خلال الشهر الأول من الحمل يُنصح بالتركيز على التمارين منخفضة التأثير التي تكون لطيفة على المفاصل وتُقلل من مخاطر الإصابة. يعد المشي والسباحة واليوجا قبل الولادة وركوب الدراجات الثابتة من الخيارات الممتازة التي تُوفّر فوائد للقلب والأوعية الدموية دون وضع ضغط مفرط على الجسم.
استمعي إلى جسدكِ
انتبهي جيدًا لإشارات جسمكِ واضبطي مستوى نشاطكِ وفقًا لذلك. إذا شعرتِ بالتعب أو الدوار أو الشعور بعدم الراحة أثناء ممارسة الرياضة فمن المهم أن تستريحي وتسمحي لجسمكِ بالتعافي. يُمكن أن تُؤثّر هرمونات الحمل على استقرار المفصل لذا كوني حذرة مع الحركات التي تنطوي على تغيرات مفاجئة في الاتجاه أو تمدد مفرط.
حافظي على رطوبتكِ
يُعتبر الترطيب المناسب أمرًا ضروريًا أثناء الحمل، خاصة عند الانخراط في نشاط بدني. اشربي الكثير من الماء قبل التمرين وأثناءه وبعده لمنع الجفاف والمساعدة في تنظيم درجة حرارة جسمكِ.
تجنّبي الأنشطة التي تنطوي على مخاطر عالية للسقوط
خلال الشهر الأول من الحمل من الضروري تجنّب الأنشطة التي تنطوي على مخاطر عالية للسقوط. يتضمن ذلك الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي والقفز القوي والتزلج وركوب الخيل وأي نشاط قد يُؤدّي إلى حدوث صدمة في البطن.
مراقبة الكثافة والمدة
حافظي على شدة تمرينكِ معتدلة وتجنّبي دفع نفسكِ إلى نقطة الإرهاق. اهدفي إلى مستوى مريح من الجهد حيث لا يزال بإمكانكِ إجراء محادثة دون الشعور بضيق شديد في التنفس. بالنّسبة إلى المدة، استهدفي حوالي 30 دقيقة من التمارين في معظم أيام الأسبوع.
اقرئي أيضًا: