بين الألم والأمل: قصص ملهمة روتها مصابات بسرطان الثدي

بين الألم والأمل: قصص ملهمة روتها مصابات بسرطان الثدي

محتويات

يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء، إذ تُصاب حوالى امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة، بسرطان الثدي في حياتهن.

وفي شهر اكتوبر من كل عام، يطغى اللون الزهري على العالم بأسره لمدة شهر كامل، إذ يُعتبر هذا اللون الرمز العالميّ للتوعية بسرطان الثدي، لتجنّب الإصابة بهذا المرض، وكيفية مواجهته للانتصار عليه.

تروي العديد من النساء اللواتي أُصبن بسرطان الثدي، قصص الكفاح الملهِمة في مواجهتهنّ لهذا المرض، وكيف استطعن تخطّي هذه المرحلة الصعبة في حياتهنّ من أجل أنفسهنّ وأحبابهن. موقع "يومياتي" جال بين نساء ملهمات، كي ينقل لكِ قصصهن الرائعة في تحدي المرض وكيفية تحويله إلى طاقة إيجابية ومحفزة لحياة مليئة بالأمل رغم سوداوية الألم.

 

ناريمان سعادة: "أخفيت الخبر عن والدي"

تقول ناريمان سعادة وهي أمّ لخمسة أولاد، إنّ رحلتها مع المرض الخبيث بدأت حين كانت تشاهد التلفاز، وشعرت بحكّة تحت إبطها فلاحظت حينها وجود تكتّل.

تتحدث ناريمان عن الخوف الكبير الذي انتابها في تلك الليلة، وكيف قررت أن تذهب في اليوم التالي إلى الطبيب، من دون تُخبر أحدًا من أفراد أسرتها.

كشفت فحوص الماموغرام والألتراساوند، عن وجود تكتّلات، فأمر الطبيب بعدها بأخذ خزعة، وعندها تأكّد من إصابة ناريمان بالسرطان.

تقول ناريمان: "لم أُخفِ إصابتي بالسرطان عن أفراد عائلتي، ولكنني أخفيت الخبر عن والدي الذي كان يعاني أمراض الضغط والسكري، ولم أكن أريد أن أقلقه، ولو كانت أمي على قيد الحياة، لكان الأمر أشدّ صعوبة".

وتضيف ناريمان أنّ العلاج الكيميائي كان بالنسبة لها رحلة صعبة، تطلب منها الكثير من الصبر، فقد أرهق العلاج كل جزء من جسدها، ولم تستطع مقاومة أعراضه الجانبية، وقد غيّر العلاج الكثير في شكلها الخارجي، من ملمس بشرتها التي أصبحت شاحبة وجافّة، إلى شكل يديها وحتى أظافرها، ناهيك عن تساقط شعرها، الذي كان بالنسبة لها المرحلة الأصعب، بخاصة وأنها كانت تخفي الأمر عن والدها، الذي ما انفكّ يسأل عن سبب غيابها لفترات طويلة عنه، وهو الذي اعتاد أن يراها أسبوعيًّا قبل اصابتها بالمرض.

تؤكد ناريمان أنها أصبحت عصبيّة في تلك الفترة من العلاج، وانعدمت لديها الشهيّة للأكل، وأكثر ما كان يسبّب لها الحزن، هو عدم تمكّنها من مساندة أولادها في احتياجاتهم، واضطرارها للكذب على والدها أنها وجدت عملًا في منطقة بعيدة، حتى تستطيع التهرب من زيارته باستمرار.

تقول ناريمان إنّ مشاهدتها لوثائقي عن قصص الكفاح في مواجهة هذا المرض لنساء عدّة، جعلها تستعيد القليل من قوتها، وحسّن الكثير في نفسيتها.

استغرقت رحلة علاج ناريمان سنةً كاملة، وخضعت لفحوص شاملة للتأكد من خلوّ جسدها من السرطان.

تجربة المرض القاسية أكسبت ناريمان الصبر، وقالت إنّ على المرء استغلال كل لحظة يعيشها مع والديه، لأنه لا يعرف متى يُضطر أن يبتعد عنهم مكرهًا كما حصل معها.

 

هنادي الخّراط: "انفصلت عن زوجي"

تتنوع أخبار المصابات بسرطان الثدي، بتنوع ظروفهنّ؛ هنادي الخرّاط، جمعتها قصة حب عاصفة مع زوجها، وأنجبت منه 3 أطفال. بعد سنوات من الهناء، وخلال إجراء فحص روتيني اكتشفت أنّها مصابة بسرطان الثدي.

تعترف هنادي أنّ إصابتها بالسرطان جعلتها إنطوائية وتعبة، ونوعاً ما عدائية. وهذا ما أثر على علاقتها بزوجها، رغم وقوقه جنبها في مرحلة العلاج. للأسف، أصرّت على الطلاق. "أردت أن أبعد زوجي عن معاناتي... لا يستحق أن يعيش هذه الماساة". وعمّا إذا كانت نادمة اليوم عن قرارها، قالت: "لا أندم على قرار اتخذته، لكن كان عليّ أن أتقبل المرض بشكل أفضل. اليوم تقريباً أنا في مرحلة الشفاء، لكن خسرت عائلتي".

 

سمر شحادة: "أصبحتُ مرشدة اجتماعية"

تروي الآنسة سمر شحادة رحلتها الطويلة مع سرطان الثدي، وكيف دفعت بها هذه التجربة لتصبح مرشدةً اجتماعية لمساعدة المصابات في رحلتهنّ مع المرض، ومساعدتهنّ معنويًّا لتخطي هذه الفترة الصعبة من حياتهن، بعد أن تجرعت بحسب تعبيرها "مرارة الكأس".

سمر عانت الكثير من الأوجاع الجسدية والنفسية بسبب المرض، إذ تخلى عنها من كانت تعتبره الأقرب إلى قلبها، خطيبها.

تروي سمر أنها كانت على وشك الزواج والانتقال إلى منزل الزوجيّة، ولكنّ إصابتها بسرطان الثدي دمّر كل خططها وأحلامها.

تقول سمر إنّ اصابتها بهذا المرض، وعلى الرغم من كل السلبيات التي ألحقها بها، إلا أنه كشف حقيقةَ من حولها، بخاصة بعد تخلّي خطيبها عنها، في الوقت الذي كانت بأمسّ الحاجة إلى الدعم المعنوي والمساندة.

لم تقف حياة سمر عند هذه المأساة، فقد قررت تحدي الظروف والانتصار على المرض، من خلال العلاج واتّباع نصائح الأطباء، والذهاب إلى اختصاصيّ لدعمها نفسيًّا.

تقول سمر إنها استفادت كثيرًا من الجلسات التي كانت تذهب إليها عند الاختصاصي النفسي، وتؤكد أنّ كل النصائح التي كانت تسمعها من المعالج، تركت أثرًا ايجابيًّا كبيرًا في داخلها، واعطتها قوة الإصرار على محاربة هذا المرض، من أجلها وأجل من تحبّ.

فعلًا انتصرت سمر على المرض، وقررت منذ شفائها أن تمدّ يد العون إلى كل آنسة وسيدة مصابة، فهي تؤكد أنّ الدعم المعونيّ هو الحجر الأساس في رحلة محاربة سرطان الثدي والشفاء التام منه، إذ إنّ النفسيّة تلعب دورًا جوهريًّا في هذا الإطار.

أصبحت سمر مرشدة اجتماعية تقوم بجلسات توعية في منزلها، واستطاعت أن تساعد عشرات النساء في رحلة علاجهنّ من خلال دعمهن ومساندتهن معنويًّا.

 

زينة شاهين: "أسّستُ شركتي الخاصة"

تحكي السيدة زينة شاهين عن معاناتها الطويلة مع سرطان الثدي الذي أصيبت به في العشرينيات من عمرها.

تقول زينة إنّ اصابتها بالمرض في سنّ مبكّرة، أصابها في بادئ الأمر بكآبة شديدة، وصلت بها إلى حدّ الإنعزال عن العالم، والبقاء لأوقات طويلة داخل غرفتها، وافقدها وظيفتها بعد أن تخلّى المدير عن خدماتها بسبب مرضها ووضعها النفسي الذي عانته.

ولكنّ زينة لم تدعِ اليأس يتملّك منها، فبعد مرور سنتين كاملتين على بدئها العلاج، وبعدما لمست تحسّنًا كبيرًا في وضعها الصحي، قررت مواجهة مرضها بكل ثقة والعودة إلى حياتها الطبيعية.

أسّست زينة شركتها الخاصة على الرغم من أنها كانت لا تزال تتلقى العلاج، وكانت هذه نقطة تحوّل كبير في حياتها، بخاصة بعد أن فقدت عملها بسبب وضعها الصحي، فهي تؤكد أن "لا شيء يمكن أن يوقف طموحي حتى لو كان مرضًا خبيثًا، فالحياة جميلة وعلينا أن نواجه الظروف بحلوها ومرّها".

 

إقرئي أيضاً:

علاج سرطان الثدي يسبب حروقاً إشعاعية ولا بد أن تعرفي عنها أكثر

scroll load icon