ما هي نسبة الشفاء من اللوكيميا؟
محتويات
زادت مؤخّرًا معدّلات الإصابة بمرض السرطان حول العالم، ومعه زاد عدد الأشخاص الّذين تغلّبوا عليه ونجوا من الموت…
وخصوصًا سرطان الدّم أو اللّوكيميا يُعتبر إلى حدّ ما أحد أخف أنواع السّرطان إذا صحّ التّعبير وذلك بسبب تنوّع العلاجات الّتي يستجيب لها مقارنةً مع الأنواع الأخرى، لذلك نسبة الشفاء من اللوكيميا تعتبر عالية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ حوالي مئتي وخمسين ألف شخصًا حول العالم يتم تشخيصهم بسرطان الدم كل عام، وهذا المعدّل يُشكّل حوالي ٢.٥٪ من إجمالي أنواع السرطان الأخرى.
ما هي نسبة الشفاء من اللوكيميا؟
مع تطوّر الرّعاية الصحيّة تقدّمت العلاجات وازدادت نسب الشفاء من سرطان الدّم بشكلٍ واضح، وتختلف نسب الشفاء منه تبعًا لاختلاف نوعية ومدى جودة الرعاية الصحية المقدمة، بالإضافةً إلى عدّة عوامل أخرى من شأنها أن تؤثر على نسبة الشفاء من اللوكيميا:
- العمر؛ إذ تزداد خطورة سرطان الدم وحدته مع ازدياد العمر بشكل عام
- وجود تاريخ مرضي لاضطرابات في الدم
- وجود بعض الطفرات الوراثية في الجينات
- المرحلة التي يتم بها تشخيص سرطان الدم واكتشافه
- وجود مشاكل صحية أخرى يعاني منها المريض قد تؤثر سلبًا على سير المرض
- بعض الطفرات الجينية تكون أفضل مقارنةً مع غيرها من الطفرات
- انتشار الورم إلى أماكن أخرى
- نوع الخلايا المسببة للسرطان
- نوعية ودرجة خطورة الأعراض التي يسببها السرطان من فقر في الدم والتهابات وغيرها
ومن الملفت أنّ نسبة نسبة الشفاء من سرطان الدّم قد تصل في بعض الأحيان إلى مئة بالمئة، خصوصًا عند الأشخاص أصحاب البنية القوية والذين يتلقون العلاج في المراحل الأولى من المرض.
ويتم احتساب نسبة الشفاء من سرطان الدم من خلال احتساب معدلات البقاء لمدة خمس سنوات على قيد الحياة، أي نسبة المرضى الذين يعيشون لمدّة خمس سنوات أو أكثر من تاريخ تشخيصهم بسرطان الدم.
يجب التنويه إلى أنّ هذه المعدّلات لا يمكنها إظهار معدلات الشّفاء التّام ولو بعد مرور خمس سنوات، فإذا أكمل المريض حياته بعد قضاء هذه المدّة لا يعني شفاؤه التّام من المرض، ففي الكثير من الحالات لا يشفى المريض بشكلٍ تام من سرطان الدم، وإنما يتعايش معه لفترةٍ طويلةٍ كمرض مزمن.
وقد تزايدت مؤخّرًا نسبة بقاء مرضى السّرطان بجميع أنواعه على قيد الحياة خصوصًا بعد مرور عدّة سنوات.
ومن الجيّد معرفة أنّ هذه المعدلات تختلف لدى الأطفال ممّا هي عليه لدى البالغين، حيث تتراوح معدلات البقاء لمدة خمس سنوات لدى الأطفال الذين تم تشخيصهم بسرطان الدم الحاد ما بين ٦٠ إلى ٧٠٪ وأحيانًا أكثر…
كيف ينشأ سرطان الدم؟
بعيدًا عن نسبة الشفاء من اللوكيميا، كيف ينشأ المرض؟
يقوم نخاع العظم في جسم الإنسان بإنتاج خلايا الدم عبر مراحل عديدة تتطوّر خلال كل مرحلة بطريقة مختلفة عن الأخرى، ويتكون نسيج الدم الذي يشكل حوالي ٨٪ من كتلة الجسم من ثلاثة أنواع من الخلايا:
- خلايا الدم الحمراء
- خلايا الدم البيضاء
- الصفائح الدموية
وعندما يحدث خلل ما في مراحل تطور هذه الخلايا، وتتكاثر الخلايا غير البالغة بطريقة سريعة وغير واضحة ويصعب السّيطرة عليها… وهكذا ينشأ سرطان الدم، حين تصبح الخلايا غير البالغة غير قادرة على القيام بوظائفها وأداء مهامها في الدّم.
هل يعود سرطان الدم بعد الشفاء؟
سؤال يتكرّر طرحه خصوصًا من قِبل المرضى الذين تغلّبوا على المرض وتمكّنوا من الشفاء، فعندما يعود مرض السرطان مجدّدًا، يعود معه الخوف والصدمة اللذان شعر بهما المريض عند إصابته أوّل مرّة ويبدأ بالتّساؤل عن المزيد من العلاجات الممكنة، فهل يمكن أن يعود سرطان الدّم بعد الشّفاء؟
بعد أن يتمّ التأكّد من الشفاء التّام من سرطان الدم، يستمر المريض بالمراجعات الدورية وإجراء الفحوصات اللّازمة للتأكد من عدم وجود أي مؤشرات للانتكاس بعد الشفاء وعودة السّرطان مجدّدًا، فيقوم الطبيب بطلب اختبارات الدم والصّور الإشعاعية، فإذا ظهرت أي من علامات أو أعراض تؤشّر على انتكاس المريض، يعتمد الطبيب خطة علاج جديدة، وفي هذه الحالة يجب مراعاة ما يلي:
- عمر المريض
- الصحة العامة للمريض
- الوقت الذي استغرقه العلاج في المرة الأولى
- مدى نجاح العلاجات السابقة
- آلية عمل السرطان الحالية
تجدر الإشارة إلى أنّ بعض المرضى المصابين بسرطان الدم قد يتعرّضون إلى الانتكاس في غضون بضع سنوات، فيجب على من تمكّن من الشّفاء الاستمرار في المراجعات الدورية للكشف عن أي علامات للانتكاس لأنّ سرطان الدّم يمكن أن يعود مجدّدًا في بعض الحالات، لكن لا داعي للقلق، لأنّ من تغلّب على المرض مرّة يمكنه أن يتغلّب عليه مرّةً أخرى…
إقرئي أيضًا: