أربعة عوامل كفيلة بالقضاء على أيّ زواج
يستطيع البروفيسور في علم النفس جون غوتمان توقّع نجاح الزيجات أو فشلها، بنسبة 93،6 في المئة. لا يستند غوتمان بحسب صيحفة "ذا اندبندنت" البريطانيّة على توقّعات متخيّلة، بل يراقب بعناية بعض المؤشرات التي تدلّ على أنّ مصير العلاقة المرجّح هو الطلاق.
في كتابه الصادر للمرّة الأولى عام 1999 بعنوان "سبع مبادىء لإنجاح الزواج"، يشير غوتمان إلى عوامل تسهّل عليه اكتشاف ما اذا كان الثنائي سيعيش حياة سعيدة، أو إن كان سينفصل بعد مدّة. ويخترض غوتمان تلك العوامل بأربعة، تكون كفيلة برأيه في قتل أيّ زواج. بالنسبة له، من الطبيعي أن تمرّ العلاقة الزوجيّة بمشادات ومشاجرات، لكنّ المشكلة تكمت في طريقة حلّ تلك الخلافات.
تتلخّص تلك العوامل الأربعة على الشكل التالي
1- الانتقاد
الانتقاد هو التذمّر من أشياء أو تصرّفات معيّنة، ولكن بطريقة توجّه التذمّر بشكل مباشر نحو نقص ما في الشريك. مثلاً، يختلف الأمر بين قول: "ليس هناك صحون نظيفة، وأنا جائع"، وقول: "انت عديمة الفائدة، لم تجلي الصحون من جديد". في التذمّر الثاني تشديد على أنّ الشريكة عديمة الفائدة، وليس على الحاجة إلى صحن نظيف، وذلك يعزّز من المشاعر السلبيّة بين الطرفين.
2- الدفاعيّة
عندما يتخذ أحد الشريكين موقفاً دفاعيّاً عن نفسه، مهما كانت انتقادات الطرف الآخر له، فذلك يعني بحسب غوتمان أنّه لا يهتمّ لمشاعر الآخر، ولا يقيم أيّ وزن لما يطلبه أو يطمح اليه، بل يسعى فقط ليكون مبرّءاً من أيّ ذنب. عدم الاستماع الى انتقادات الشريط أو هواجسه، يعني انعداماً في المسؤوليّة، وطريقة مبطّنة للقول: "المشكلة ليست فيّ أنا، بل فيك". وهذه الطريقة في التعاطي مع الخلافات الزوجيّة، تصعّدها، ولا تسهام في حلّ المشكلة، لأنّ هناك طرفاً يحاول تحميل كاملاً المسؤولية للطرف الآخر، من دون أن يتحمّل بدوره جزءاً منها.
3- المماطلة
تعني المماطلة الانسحاب من النقاش، وعدم تقديم حلول. أحياناً يغضب أحد الشريكين لدرجة تجعله غير قادر على مواصلة السجال، فيفضّل السكوت مثلاً، أو تأجيل النقاش، أو الابتعاد عن المواجهة المباشرة. بالرغم من أنّ رد الفعل ذلك قد يكون طبيعيّاً بالنسبة لغوتمان، لكنّه يرى أنّه مؤذٍ جدًاً للعلاقة، لأنّه يطيل أمد الخلاف، ويجعل حلّه أصعب.
4- الإزدراء
يعدّ هذا العامل الأخطر على أيّ علاقة. فالعوامل الثلاثة الأولى قد تكون حاضرة في بعض الجيزات الناجحة لفترات قصيرة، يتمّ بسرعة التخلّص منها. أما الازدراء فيعني وجود أذى وتعسّف في العلاقة، يقعان على أحد الشريكين، لأنّه يؤشّر إلى أنّ أحد الشريكين يرى الآخر في مرتبة أدنى منه من الناحية الفكريّة أو الأخلاقيّة. يظهر الازدراء من خلال تصرّفات بسيطة، مثل التعليقات اللئيمة، أو محاولة تضخيم بعد الأخطاء الهامشيّة.
يسمّم الازدراء العلاقة بحسب غوتمان، ويشعر الطرف الآخر بأنّ الشريط "يقرف" منه، ويصير من الصعب حلّ المشكلة بينهما.
يرى غوتمان أنّ كلّ الزيجات تمرّ بلحظات شجار وخلاف، وذلك أمر طبيعي، لأنّه من المستحيل أن يتفق شخصان على كافّة التفاصيل، لكن يكمن الفرق في كيفيّة التعاطي مع تلك المشاكل وحلّها، ورغبة الطرفين في إصلاح الأمر بينهما، وعدم تضخيمها. وبرأي غوتمان، يكمن الحلّ الأساسي بوجود صداقة متينة بين الشريكين، تتيح لهما فهم بعضهما البعض بطريقة بناءة.