الحل مع الشخصية النرجسية
أضف إلى قائمتيمحتويات
أقل ما يقال في العلاقة مع النرجسي عموماً أنها صعبة, فما الحال إذا كان هذا الشخص مديراً في مكان العمل أو أخاً او أمّاً أو شريكاً, وتضطرّين لتحمّل طباعه الحادة وغير التقليدية على نحو يومي أو لمدى الحياة ؟ وما الحل مع الشخصية النرجسية؟ إليك بعض النصائح للحد من سيطرة الشخصية النرجسية والتلاعب بمصيرك وايقاف الحلقة المفرغة من الاذى النفسي المتراكم المعرّض إلى الازدياد سوءاً مع الوقت.
كيف تميّزين المصاب بـ "اضطراب الشخصية النرجسية"؟
النرجسي بطبيعته, يكوّن صورة مضخّمة عن ذاته, يبحث بشكل خاص عن الاهتمام والثناء ويتّصف إجمالاً بنقص العاطفة تجاه الاخرين ويلجأ إلى استغلالهم في سبيل تعزيز صورة "الانا" لديه.
يكون المرء نرجسياً في حال :
- حاول عزلك عن المجتمع.
- أملى عليك كيف تشعرين وتتصرّفين.
- ألقى اللوم عليك في كل شيء سيء قد يحدث.
- راقب تنقلاتك وتحركاتك.
- أسقط عيوبه عليك.
- أهمل الاخذ برأيك وتغاضى عن حاجاتك.
ما الحل مع الشخصية النرجسية؟
- حدّدي نوع النرجسية الذي تتعاملين معه
ثمة نوعان من النرجسيين :
1- النرجسي المتّسم بالعظمة : ثقته بنفسه عالية جدّاً, بحاجة دوماً للاهتمام, منفتح ونوعاً ما مرن. لكسب ودّه في العمل مثلاً, من المفضّل أن تعطيه دوراً مهمّاً.
2- النرجسي المتّسم بالضعف : لا يؤمن بقدراته, عدواني وانطوائي. لتحسين العلاقة مع هذا الاخير, من المفضل أن تقدم له التطمينات وأن تتفقّد مشاعره بشكل مستمرّ.
- تجنّبي المواجهات قدر المستطاع
يتّصف النرجسي بالحساسية المفرطة تجاه الانتقادات, . لذا, فإن تصويب السهام عليه من شأنه أن يزيد مكامن الخلاف بينكما, ونادراً ما يؤول على فضّ النزاع. على العكس, قد يؤدي هذا الامر إلى إخراج النرجسي عن صوابه واطلاق العنان لغضبه.
إن اضطررت إلى توجيه فكرة سلبية إليه, حاولي أن تضعيها في إطار يشبه الاطراء وتعبّري له عن رأيك بأقل ما يمكن من العدائية.
- تجنّبي الانجرار إلى ردّة الفعل وركّزي على الهدف
في الخلاف مع النرجسي, يسهل الوقوع في شرك الغضب والصدمة. لا تدعي ردات الفعل هذه, التي تغذي من شخصيته المناوِرة وقدرته الكبيرة على التحكّم بالحوار, تبعدك عن أساس المشكلة وتفسحي المجال أمام قلب الامور عليك والانحراف عن مسارها. لذلك, أبقي المحادثة وجيزة وأحسني اختيار عباراتك بحيث تكونين مدركة لما تريدين إيصاله من أفكار بوضوح ومباشرة. وفي حال شعرت أن الحوار لا يزال منحازاً إلى طرف واحد, لا تترددي في انهائه والمضي قدماً. فمعظم المشاكل مع النرجسي تظلّ بدون حلّ.
- طالبي بأفعال وليس وعوداً فحسب
الحل الوحيد لمحاسبته على مخططاته المستقبلية لتحسين تصرفه ووعوده التي لم يفِ بها, هو تذكيره بالخيبة والاهتزاز الذي قد يصيب صورته وكبريائه إذا عرف الاخرون عن فشله, وهو موقف غالباّ ما يعتقد النرجسي أنّ الناس يموتون غيظاّ لرؤيته فيه.
- إسأليه هل ما يطلبه منطقي
تُعدّ تصرّفات النرجسي أحياناً مفصولة عن الواقع, منافية للمنطق, غريبة وخطيرة في كونها قائمة على التلاعب بالمشاعر . إذ قد يطلب منك بدون سابق تفكير مشاركته في شراء سيارة أو بيت وهو عاطل عن العمل أو لا يجني ما يكفي من المال للاقدام على خطوة كهذه.
من المهم أن تواجهيه عبر مساءلته كيف ومن أين سيحقق مراده, وربما اقتراح بديل منطقي أو تذكيره بنتائج عمل فاشل سابقاً يعيده إلى صوابه.
- ضعي حدوداً
قد يلجأ الشخص ذو اضطراب الشخصية النرجسية إلى التحكّم بتفاصيل حياتك : كأن يقرّر منفرداً أين تذهبان, يتطفّل في أمورك الشخصية ويجبرك على الافصاح عن تفاصيل غير مريحة لك علانيةً, يعطيك نصيحة دون طلبها منه أو يأخذ الفضل عمّا أنجزته بنفسك.
كل هذه السلوكيات نابعة من اقتناع النرجسي أنّ القواعد لا تنطبق عليه وبالتالي أنّ اقتحام خصوصياتك ليس سوى مسألة عادية.
لذلك, يبدو أن الحل مع الشخصية النرجسية يكمن في أن تحدد له من دون مواربة المساحة التي تحتاجيتها حتى تكوين مرتاحة والعواقب التي ستنتج عن عدم احترام هذه الحدود. والاهم من كل ما سبق, هو البقاء عند هذه العواقب وتنفيذها في حال تم الاخلال بالاتفاق وإلاّ فلن يصدّق النرجسي أنّ لتخطياته المتكرّرة عقبى وخيمة وسيستمر سلوكه بالازدياد مضايقةً.
- ركّزي على نفسك
مهما حاولت تلبية حاجة النرجسي إلى استحواذ الاهتمام المطلق, لن يكون كافياً أبداً بالنسبة إليه . فلا تترددي في كسر القاعدة والتركيز على صحتك النفسية وحاجاتك ورغباتك. تذكًري أنك لا تمثلي بالضرورة الصورة التي يرسمها عنك, وتصرفاته الغريبة ليست خطأك .
لا تلومي نفسك على ما لا تقدينر على تحسينه أو تغييره .
- إعرفي متى تلجئين إلى المساعدة
لأن العلاقة مع النرجسي قد تبلغ حد أن تكون سامة ومؤذية, من الممكن أن تدخلي في دوامة الشك والريبة في تحديد ما إذا كنت حقّاً ضحية, وبالتالي يصعب عليك الخروج منها بأقل أضرار ممكنة. إذا شعرت بالتباس في هذا الموضوع, العلاج النفسي سيساعدك بالطبع على معرفة ذاتك وتمييز النرجسية الكامنة لدى الاخر وتعلّم تقنيات لانهاء العنف الممارس عليك بمختلف درجاته وأوجهه.
اقرئي أيضاً:
