بريد يومياتي: لماذا أفشل في تكوين صداقات؟

محتويات

    في بريد يومياتي هذا الأسبوع وصلنا سؤال مهم إجابته صعبة: لماذا أفشل في تكوين صداقات؟ 

    علاقة الصداقة ربما هي أول علاقة نتعلمها بعد العائلة. فنحن بالفطرة بحاجة إلى صداقات وهذا لعدة أسباب منها كسر العزلة والوحدة فضلاً عن الشعور بالقوة وتخطي عقبات الحياة، لكن إن كنتِ تعانين من مشكلة تكوين الصداقات فلا بدّ من وجود اسباب تمنع ذلك. يمكن القول أنّ صداقاتنا هي من أكثر الأمور التي لا ننتبه لأهميتها. كيف نتصرف كأصدقاء، ومن هم أصدقائنا؟ ولماذا أحياناً بكل بساطة نفشل في تكوين صداقات؟ 

    مفهوم علاقة الصداقة 

    الصداقة أمر غير مكتسب، فهو متوارث بالفطرة البشرية، والحياة بدونه أشبه بالجحيم، كما أن علاقة الصداقة تختلف كلياً عن علاقات الحب التي تتسم بالغيرة والخوف وبناء الأحلام لمستقبل واعد، بينما علاقة الصداقة تتسم بالإخلاص والمودة، الاحترام المتبادل، كما أن هذه العلاقة تبنى على وجود تشابه في الأذواق والأفكار لضمان نجاحها، وتكمن أهمية الصداقة في أنها تساعد من حمايتنا في الوقوع في الأخطاء، فضلاً عن أنها الملاذ الآمن لنا في لحظات الضعف والحزن.

    لكن نحن كنساء، متى يكون من الصعب علينا أن نكوّن صداقات!؟ ومتى نفشل في الحفاظ على صداقاتنا؟

    أحياناً نطمح لعلاقات مثالية، وهنا نكون نتمتع بشخصية تحاسب البشر على أقل أمر. تذكري أمر... حينما نعامل الأشخاص من منظورنا، نحن لا نعاملهم كبشر، بل نعاملهم حسب توقعاتنا منهم. هكذا نسقط عنهم صفة "البشر" أي أشخاص معرضين للخطأ ولديهم شخصية خاصة بهم. لا يوجد أشخاص مثاليين وأحياناً ما يجرحنا أو يزعجنا هو أمر شخصي ولا يقع ضمن الصح والخطأ. 

    دائماً ما نختار أصدقاء لا تجمعنا معهم أي قواسم مشتركة، من الأفكار للعادات للتصرفات. هذه العلاقات حتماً مصيرها الفشل الذريع. لذكل ميّزي بين معارفك وأصدقائك. نحن بحاجة لمعارف، لكن لا يمكن أن نحوّل المعارف لأصدقاء. لا يمكن أن نكوّن أصدقاء نخاف من أن نظهر لهم شخصيتنا الحقيقية. علمنا أهلنا أن يكون كل شيء سرّي وأن نخبئ أسرارنا في منزلنا، لا يمكن أن ننقل هذا مع أصدقاء نحبهم ونثق بهم.

    القلق الدائم حيال تكوين الصداقات، وتجميع أكبر عدد ممكن منهم، هذا الأمر خطير للغاية، فالصداقات لا تُعد، وأحيانا كثرتها قد تكون مؤذيه أكثر من وجود صديق أو إثنين يفهمونك ويحاولون الوقوف إلى جانبك مهما بلغ الأمر. أحياناً هذا القلق يكون ردة فعل، ربما نحن خائفات من الوحدة، وربما نحن خائفات من ألّا يحبنا أحد. لذا لا يمكن أن نبني علاقات على الخوف، يجب أن تنبع هذه العلاقات من حبّ حقيقي.

    الخوف من فشل العلاقة سبب آخر لانهيارها قبل أن تبدأ حتى، غالباً ما نواجه مشكلة الخوف عند لقاء اصدقاء جدد، وتتكون لدينا بعض الأسئلة المزعجة، هل هم أوفياء؟ هل ستستمر العلاقة؟ هل هناك مصالح أو غايات دفينة؟ هل تستحق هذه العلاقة التضحية من أجلها؟ أسئلة قد تدمر كل أشكال العلاقات الجديدة لذا ابتعدي عنها.

    ربما نحن أشخاص سلبيين.. لا أعلم إن فكرت يوماً بالأمر، إن كنت شخص سلبي غالباً ما يتطلب ويتذمر، هذا سيبعد الناس عنك أو سيجذب إليك أشخاص مثلك. لذلك انتبهي على تلك السلبية التي قد تنشريها فقط لأنّك تعانين من ضغوطات نفسية. الصديق لا بدّ أن يستمع لك، لكن أحياناً يمكننا أن نتفادى السلبية المزعجة. لا تكوني "الصديقة الأنانية" التي لا تتوقف عن الكلام بما يخص نفسك وتجاربك، قومي بسؤال الأصدقاء عن آرائهم واستمعي لما يقولون، لأن الاستماع الفعال يقوي العلاقات ويعمق التواصل.

    ربما أيضاً أنت فقط شخص إنطوائي لا يحبّ تكوين الأصدقاء وتكتفين بصديقة أو إثنتين. هذا ليس أمر خاطئ، إنما أقنعنا المجتمع أن نكون محاطات بأشخاص. المهم في الصداقات هو إن كنتِ صديقة جيدة أو لا، والعدد غير مهم. 

    أخيراً، هل أنت صديقة جيدة أو لا؟ كلّها أمور مبنية على الأشخاص الذين تتعاملين معهم. نحن تربينا بطريقة ما وهناك أشخاص يمكنهم أن يقدموا نسبة معينة للأصدقاء، يمكن لأشخاص آخرين أن يقدموا أكثر منها. لذلك، حاولي أن تجري إجتماعات مع أصدقائك، اسأليهم ما هي الأمور التي يودون أن تعطيها بشكل أكبر. ربما أنت شخص يمكنه أن يكون مقرب من أحد كثيراً، رغم انقطاع التواصل، وربما هذا الأمر يريحك لكن يزعج غيرك. 

    إن كنت تعلمين أنّك شخص جيّد، لا داعي أن تفكري كثيراً، ربما فشلت الصداقة لأنّ الشخص أمامك يملك تطلعات مختلفة. ما ننصحك به هو أن تتكلمي مع الشخص دائماً وتحاولي فهم وجهة النظر. تذكري أنّك تملكين حدود بالعلاقات، وربما الصداقات التي تتقرب منك لا تتحمل هذه الحدود وفي الأخير تفشل لأنّها تجاوزتها.

    لغة الحب التي نقدمها

    في الاخير عزيزتي، أريدك أن تفكري بأمر، ما هي لغة الحبّ التي تقدميها للناس... هل أنت شخص يعبّر عن حبه من خلال الخدمات، أو من خلال العناق أو من خلال تقضية الكثير من الوقت... ربما تعبرين عن حبّك من خلال الإستماع وربما من خلال التحدث... حاولي أن تجدي الإجابة وحاولي أن تعلمي ما هي لغة الحبّ التي تريدين أن يقدمها شخص لك. إبحثي عن أشخاص يفهمون لغة الحبّ الخاصة بك ويتماشون معها، وإبحثي عن أشخاص يحترمون حدودك ولا يحولون الصداقة إلى مصلحة، ومن هنا حاولي أن تكوني صديقة أفضل.

     

    إذا أحببت هذا المقال، اتركي تعليقاً حول الموضوع الذي تودين أن نناقشه أو ارسلي بريداً على [email protected]

     

    scroll load icon