صمت المرأة رسائل تحذير للرجل
محتويات
يُعرف عن المرأة أنها الأكثر مطالبة بالتواصل والكلام المستمرّ عن المشاكل والمشاريع والمشاركة اللفظية في الرؤيا المستقبلية في العلاقة. والكلام أيضاً هو طريقتها للتعبير عن حماستها أحياناً وانزعاجها في أحيان أخرى. لكن ماذا إذا أظهرت المرأة صمتاً ؟ ماذا يعني ذلك عندها؟ هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة أم أن في صمت المرأة رسائل تحذير للرجل؟
يخشى الرجل كثيراً أن يرى امرأته صامتة عن الكلام لسبب واحد وحيد: هو أنّ عقل المرأة كتاب مغلق ولا يمكن التنبّؤ به. هذه هي إذاً نظرة معظم الرجال حيال صمت المرأة. إلّا أنّ ما يفوت الرجل في الحقيقة وما يتعذّر عليه فكّ شيفرته, هو لماذا هذا الصمت؟ أهي غاضبة منه ؟ هل من تصرّف غير لائق بحقّها صدرعنه؟ هل تمرّ بأيام الدورة الشهرية وتقفز هرموناتها صعوداً ونزولاً ؟
في الواقع, عليه أن يفهم أنّ في صمت المرأة رسائل تحذير للرجل, وهي ببساطة :
الوحدة
على الرغم من كون المرأة في علاقة مع الرجل, إلّا أنه لا مانع من الشعور بالوحدة. ففي حال لم يظهر اهتمامه المعتاد بها, من الطبيعي أن ترى نفسها في علاقة وهميّة أو سطحيّة, لا مكان فيها للتواصل والمشاركة في أقل التفاصيل أهمّيّة. عندها, يصبح الصوم عن الكلام هي وسيلة التعبير الأمثل.
المعاناة
تعاني المرأة بصمت لاسيّما في مجتمعاتنا الشرقية, تارة من مهام الحياة اليومية الملقاة على عاتقها, والتي يُتوقّع منها ألّا "تقصّر" فيها ولو للحظة : من الاهتمام بالأسرة بأقلّ تفاصيلها وتدريس الأطفال مروراً بأعمال البيت وصولاً إلى العمل خارجاً , وتارةً أخرى من سوء معاملة زوجها وربّما عدم الانسجام معه. كلّها أثقال تجعل المرأة تؤثر السكوت على التحدّث عن معاناتها أمام مجتمع لا يجيد سوى الحكم المسبق عليها.
انعدام التقدير
قد تتساءل المرأة في سرّها هل ينسى الرجل امرأة أحبته بصدق وما هي معضلة الرجل المقلّ بعبارات الشكر والتقدير والحب, فيما هي تستحقّ ذلك عن جدارة. الظاهر فعلاً هو أنّ الرجل غالباً لا يعير اهتماماً بالكلمات التي تحبّ سماعها لا بل يتغاضى عن القيام بأقل ما أمكن للفوز برضاها. فكيف لها أن تلفت انتباهه إلى انزعاجها ؟ هو الصمت يفعل فعله ويدفع الرجل إلى عصف أفكاره في محاولة للبحث عن إجابات منطقية.
انعدام الأمان
ليس من الضروري أن يبدّد وجود الرجل إلى جانب المرأة الشعور المستمرّ بعدم الأمان. فما تحتاجه هذه الأخيرة يتعدّى سقفاً تنام في كنفه وطعاماً على مائدتها. هي تحتاج في المرتبة الأولى إلى الاطمئنان, بأنه إلى جانبها دوماً في كافّة مراحل حياتها, سواء أكانت صبيّة جميلة في مقتبل العمر أم كبرت بالسن وظهرت تجاعيد وجهها, سواء أنجحت في عملها أم لم تتوفّق فيه. المرأة أحوج أيضاً إلى التشجيع ودفعة من الشحنات الايجابية التي تؤكد لها – بشكل أو بآخر – أنه لن يتركها ليبحث عن أخرى "أصغر" و "أجمل" منها, ويستبدلها بها.
تراكم من المشاعر الانفعالية
قد تمرّ أوقات تعيش المرأة فيها مشاعر متضاربة بين الحبّ والغضب وقلّة الثقة بنفسها وبشريكها, والفتور... وقد لا تجد الفرصة للتعبير عنها في وقتها. فتتراكم هذه المشاعر وتتمظهر بعد فترة بأشكال عديدة منها : نوبة بكاء غير مبرّرة, نزاع على مسألة سخيفة أو صمت "غريب". في الواقع, هو ليس غريباً ! فإذا أراد الرجل حقاً معرفة ما الذي جعل امرأته تتخذ موقف الصمت, عليه أن يفكّر بما هو أبعد من اللحظة الآنيّة و يبحث عن سبب صمتها بصورة أعمق.
فقدان الرومانسية
تطبع الرومانسية بدايات العلاقة وتعتقد المرأة أنّ الحبّ الأفلطوني لا بدّ أن يدوم. غير أنّ الرجل يرى في الرومانسية وسيلة لتعليق المرأة في شباكه وقد يستخدمها أيضاً بمثابة "طعم" لإرضائها في مناسبات معيّنة. في الواقع, نادرون هم الرجال الذين يحافظون على مستوى الرومانسية عينه على طول العلاقة. من هنا, يبدو أنّ صمت المرأة رسائل تحذير للرجل, بأنها تكاد تفقد ذاك الجانب العاطفي في شريكها, الذي جعلها تحبّه في الأصل.
لا مبالاة من فقدان العلاقة
أخيراً, أن تصمت المرأة من المرجّح أن يعني أنها لم تعد تبالي. وهذا لأمرٌ خطير. وألّا تبالي يعني تلقائيّاً أنها كسرت حاجز الخنوع وباتت تفقد شعور الحبّ حيال الرجل. والحبّ هو ما يدفع المرأة والانسان بشكل عام إلى المسامحة والمغفرة وترك طريق العودة سالكة والمحاربة من أجل إحياء العلاقة من جديد. عندما تصمت في حالة اللامبالاة, ترمي المرأة خلفها العشرة والذكريات الجميلة – إن وجدت – وتقلب الصفحة, قد تبحث عن بديل دون أسف أو ندم على الماضي, وتتعلّم كيف تتخلّى و تضع نفسها أولاً.
إقرئي أيضاً :