قواعد حسن التعامل مع الآخرين
محتويات
يُعتبر فنّ حسن التعامل مع الآخرين من المهارات الرئيسية التي يحرص الأشخاص الناجحون على تعلّمها وتطبيقها في حياتهم، وذلك للتعامل بأفضل طريقة مع من حولهم، ويجب التأكيد أنّه مع وجود الاختلافات الكبيرة بين شخصيات الناس من الصعب أن يحصل الفرد على رضى وصداقة الجميع، إلا أن هذا الفن يحتوي على مجموعة من الطرق الفعّالة التي يمكن من خلالها الحصول على أفضل النتائج عند التعامل مع مختلف الشخصيات.
أن تقول "شكراً" للنادل الذي أحضر قهوتك، أو أن تلقي التحية على عامل محطّة الوقود الذي ملأ خزان سيارتك، أو أن تبادر بالابتسامة في وجه الغرباء على الطريق، جميعها سلوكيات طيبة وبسيطة إلا أنّ تأثيرها على من حولنا قد يفوق تصوّرنا. تابعي معنا المقال التالي لتتعرفي على قواعد حسن التعامل مع الآخرين.
كيفية التعامل مع الآخرين
حسن التعامل مع الاخرين فنّ لا يجيده كل الاشخاص، وهناك طرق للتعامل مع الآخرين والتي منها ما يلي:
تقبّل الآخرين
على الانسان أن يتقبل من حوله بكل العيوب التي يحملها، ويجب التخلّص من المشاعر السلبية للأشخاص المختلفين عنك.
الحفاظ على الهدوء
الهدوء في التعامل مع الأشخاص ينمّ عن شخص لديه حسن خلق ويتسم بالاحترام، فالناس تفضل التعامل مع شخص هادئ عكس الشخص العصبي المتعب.
التعبير عن نفسك بوضوح
يجب أن يجيد الشخص التعبير عن نفسه وعن ما بداخله حتى لا يستخدم الآخرين التخيّل والتوقّع في تفسير المواقف، وهذا يحمل الأمور أكثر مما تحتمل.
تفهّم نيّة الآخرين
يجب أن يكون الشخص متفهم نية الشخص الذي يتعامل معه، لأن سوء النية تعتبر سبب قوي لتعكير أي علاقة مع الاشخاص، سواء الزمالة او الصداقة وغيرها، لهذا يجب تخصيص وقت للاستماع للغير، وسماع ما يرغبون في قوله للتعبير عن أنفسهم.
تأثير حسن التعامل مع الآخرين على الأطفال والذات والمجتمع
التأثير على الأطفال
الأطفال هم أكثر الفئات العمرية تأثرًا بالأفعال اليومية التي يقوم بها الآخرون. تميل الفئات العمرية الأصغر سنًا إلى مراقبة الأشخاص الأقرب إليهم، خاصة أولئك الذين يعتمدون عليهم ويحبونهم ويحترمونهم. ونظرًا لكون الوالدين محطّ التركيز الأساسي بالنسبة لأطفالهم، فإن لأفعالهم وقع أعمق كثيرًا من كلماتهم في نفوس أبنائهم. قد لا يُمكننا غرس قيم الرحمة والتعاطف في نفوس الأطفال من خلال التوجيه فحسب، بل هي قيم يتمّ اكتسابها بالملاحظة والمحاكاة.
إنّ التعلم من خلال الملاحظة يعتبر إحدى الطرق الرئيسية لبناء وتطوّر الشخصية لدى صغار السن، إذ أنه يسهم بقدر كبير في تشكيل شخصياتنا في الكبر وفي تحديد سلوكياتنا كأفراد بالغين في المستقبل. وقد أظهر عدد من الدراسات أيضًا أن تعلم قيمة التعاطف في سن مبكرة يُسهم بشكل كبير في الحدّ من سلوكيات التنمر، كما أنه يساعد الأطفال على بناء علاقات أفضل وأقوى وأكثر تأثيرًا في محيطهم.
التأثير على الذات
إن ما نقوم به من أفعال هو ما يحدد شخصياتنا، وقد أثبتت دراسات علمية أن التعامل مع الآخرين بلطف يعتبر أسهل طريقة لرفع مستويات هرمون السيروتونين المسؤول عن حالتنا المزاجية، كما أنها تساعدنا على التخلص من مشاعر القلق والتوتر، وتعمل على تحسين صحتنا النفسية والجسدية.
البشر بطبيعتهم كائنات اجتماعية، وقد أظهرت الأبحاث أننا نزدهر بين الآخرين، فالتعرّف على شخص ما باسمه، مثل المحاسب في سوق الأغذية، أو حارس الأمن في العقار الذي نسكن به، وإلقاء التحية على هذا الشخص، يعتبر أحد أشكال التواصل البسيطة للغاية، التي يمكنها أن تقي البعض من الإصابة بالاكتئاب.
نحن بحاجة إلى نشر الوعي حول أهمية التعاطف مع الآخرين، فنحن جميعًا بشر، ونحن قطعًا سواسية بصورة لا لبس فيها، بغض النظر عن منصبنا أو مكانتنا، أو ما نملكه من أموال أو ممتلكات.
التأثير على المجتمع
للأسف، يواجه العاملون في قطاع الخدمات بصورة عامّة بعض المواقف السلبية، والتي تتمثل في بعض الأحيان في التجاهل، أو الإضطرار إلى التعامل مع غضب بعض العملاء، أو تلقي النقد اللاذع من مدرائهم، فالعاملون بقطاع الخدمات يشكلون الفئة العمرية الأكثر هشاشة من الناحية العاطفية والنفسية في المجتمع، إذ يضطر معظمهم في أغلب الأوقات للإستجابة لمثل هذه المواقف بشكل سلبي، ما يجعلهم يشعرون بأن ليس أمامهم خيار سوى تقبّل الأمر.
إن إتقان فنّ حسن التعامل مع الآخرين واحدًا من أهم العوامل المؤدّية إلى ائتلاف القلوب والمودّة والمحبّة والتعاون، فسلوكنا تجاه الآخر يعكس رؤيتنا لهم، نحن بحاجة إلى نشر الوعي حول أهمية التعاطف مع الآخرين، فنحن جميعًا بشر، ونحن قطعًا سواسية بصورة لا لبس فيها، بغض النظر عن منصبنا أو مكانتنا، أو ما نملكه من أموال أو ممتلكات، ومن واجبنا أن نعلّم أطفالنا تلك المبادئ الهامة منذ الصغر للمساعدة في نشر روح التعاطف والسلوكيات الحميدة في المجتمع.
قواعد حسن التعامل مع الآخرين
معاملة الناس موهبة لدى البعض من الناس يكسبون بها القلوب. ولكنها في الحقيقة تحتاج إلى دراسة وتعلم، فمن الممكن وضع قواعد يمكن تعلمها والاستفادة منها والتدرب عليها وممارستها ليحظى صاحبها بالمحبة والاحترام، فإليك هذه القواعد:
أغلب الناس أهل عواطف ومشاعر ونفوس حافلة بالأهواء مليئة بالكبرياء والغرور، اللوم شرارة خطيرة قد تضرم نار الكبرياء عنده فتكون قد وضعت ذلك الإنسان في موقف الدفاع عن نفسه فيقوم بتبرير موقفه والذود عن كبريائه وعزة نفسه.
ذكر حسنات وصفات الإنسان، فأعمق دافع يدفع الإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئاً مذكوراً فحاول أن تعدد الصفات الطيبة والتي تجدها في كل إنسان تلقينه وامنحيه تقديرك المخلص دون تملّق حتى لا تذكر كلماتك بعد سنوات طويلة قد نسيتها أنت.
تكلّمي عمّا يحب الناس، فالناس دائماً يحبون الثناء عليهم والذكر بما يحبون لأن الذي يستطيع أن يضع نفسه موضع الآخرين ويفهم عقلياتهم يضع حجر الزاوية في نجاحه بالتعامل معهم.
ابتسامتك في وجه أخيك صدقة، فهي تدخل السرور والفرح في قلبه وأنت لا تدرين. فإن التعبير الذي يرتسم على وجهك أهم بكثير من الثياب الذي ترتديها. فتقاسيم الوجه وتعابيره هي تتكلم بصوت غير مسموع لكنه أعمق من اللسان والشفتين فهي الابتسامة التي فيها روح المحبة والصدق والإخلاص.
نادي المرء بأحب الأسماء إليه، فالمرء دائماً يحب أن يدعى بأحب الأسماء إليه ويكني أيضاً فتحريك المشاعر المدفونة هي بمجرد سماع ما يحبه من الأسماء فهي إشارة قوية للتواصل والمحبة.
لا تقولي لأحد مباشرة وفي وجهه أنت مخطئ ولكن أذكر ذلك له بلباقه وأدب فإذا واجهت الإنسان مباشرة بخطأه فقد ضربت عقله وذكاءه وكبرياءه ضربة قاسية فقد تقطع حبال الود بينكم.
ابدئي بالثناء قبل النقد، فقبل أن توجهي نقداً لأحد ما ابدئي بالثناء عليه واذكري جميل أفعاله وأقواله ثم انتقلي إلى نقده بلطف وهدوء وتجرد من حظوظ النفس لأنك إن تدعين الشخص المقابل لك يحتفظ بماء وجهه خير لك من إراقة ماء وجهه واستفزازه إلى ما يحمد عقباه.
بعض التوصيات في حسن التعامل مع الآخرين
عليكِ أن تعاملي الناس بالرفق واللين والإخلاص، فإنّ الرفق ما كان يماثله شيء لأنه يريح القلوب، بأكثر من المال، والإخلاص أجل قدراً من الدرهم، والكلمة اللّينة تكسب الآخرين سروراً.
عاملي الناس بالأدب الذي لا يكلفك شيئاً، بل يكسبك رضاهم، ويلين قلوبهم، ويسهل عليك نيل ما تريد منهم.
أحسني الظن بالناس واذكر محاسنهم، وابتعد عن الغيبة والنميمة والحسد، إن أردت ان تكون بعيدًا عن انتقادهم لك.
لا تتسرعي في الكلام مع الناس اذا اعتراك غضب، وتروّ قليلاً لأن هذا من حسن المعاملة واللطف في انتقاء الأشخاص والدقّة في الكلمة قبل خروجها.
لا تحتقري أحد، ولا تفتخري بما عندك من مال، ولا بعقلكِ، وعليك أن تعرفي قدر نفسك، وقدر من تتعاملين معه، وعاملي كلاً بحسب درجته ومكانته.
عليكِ في تعاملك مع الآخرين أن تضعي هذه الحكمة بين عينيك: "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به".
اقرئي أيضًا: