كيف تغيظ شخص يغيظك
لا أحد منّا يتمنّى أن يشعر بالإغاظة أو المضايقة من طرف آخر. لكنّ الحياة, بكافة مراحلها, تضعك في حضرة أشخاص لا يتوانون عن ممازحتك بطريقة ثقيلة, وقد لا تكون مجرّد ممازحة. في بعض الأحيان, قد تفقد السيطرة تجاه البعض ممّن لا يعرفون حدوداً أو يتعمّدون الأذيّة بقصد الإهانة لا غير. فكيف تغيظ شخص يغيظك ؟ وكيف تتعامل معه ؟
بين المزاح والتنمّر
بين الأصدقاء والمعارف, من الطبيعي أن تمرّ مواقف يتقصّد فيها الفرد أن يغيظ من يحبّ بدافع الحب والعشرة وحسن النيّة. وتكون النتيجة غالباً ضحكاً لكلا الطرفين. وعادة ما تكون هذه الأخيرة وسيلة للتواصل بين الأصدقاء أو للتقارب بين اثنين يتبادلان الإعجاب بطريقة رومنسيّة. لكن عندما تتحوّل ردّة الفعل إلى الانزعاج والشعور بالإذلال أو قلة الثقة بالنفس, فإن الامر لم يعد يقتصر على المزاح فحسب! بل أصبح يتعدّاه إلى تخطّي الخطوط الحمر والمضايقة غير المبرّرة والتنمّر.
في السنوات القليلة الأخيرة, كثرت حملات التوعية المناهضة لكل أشكال التنمّر : سواء اللفظي أو المعنوي أو الجسدي, التي قد تشمل :
- قول الشتائم المؤذية أو التشهير بالسمنة والشرف ولون البشرة والدين والتوجه الجنسي وما إلى ذلك.
- إهانة الأشخاص تحت حجة النكات, مختبئًا وراء الكلمات ، "أنا أمزح فقط!" أو "لا تكن حساسًا جدًا!"
- السماح لشخص ما بأن يصبح جزءًا من الزمرة، من أجل التسلية والسخرية منه.
يشعر الشخص المغطاظ بانعدام توازن القوى بينه وبين الموجودين, بحيث يعتبر نفسه أدنى شأناً وعرضة للإحراج والتهديد. لذلك, تبرز الحاجة إلى الوقوف بوجه هذا التنمر والبحث عن كيف تغيظ شخص يغيظك.
كيف تغيظ شخص يغيظك ؟
ثمة اتجاهان معاكسان لمواجهة المضايقات :
1- تغيير الموقف
ثمة جملة من التغييرات التي بإمكانك إجراؤها على شخصيتك ومن شأنها أن تغيظ من يغيظك وربّما تجعله ينكفئ عن ممارساته المزعجة, أهمّها :
أجب على المضايقة بجملة واحدة : بدلًا من التعامل مع المتنمر ومضايقته مرة أخرى والدخول في سجال معه ، انتظر حتى ينتهي من السخرية منك وإلقِ نظرة واحدة عليه قبل أن تبتعد. بعد قول ما عندك مثل ، هزَّ كتفيك وامش بهدوء بعيدًا. يظهر هذا أنك لا تنزعج بسهولة. حاول أن تحافظ على نبرة الصوت الصادقة بدلاً من نبرة الغضب أو التهكم ، فقد يؤدي ذلك إلى إظهار انزعاجك ودوام المضايقات.
اجعل صوتك قويا : يُظهر استخدام نبرة صوت واثقة رفضك الصريح للمضايقة. بدلاً من الظهور بمظهر الباكي أو الغاضب أو المستاء - حتى لو كنت خجولًا - ارفع صوتك حتى يتمكنوا من سماعك وجعل نبرة صوتك قوية. فالصوت المرتعش هو أيضًا مؤشر على أن المضايقة نجحت في زعزعتك.
ادخل في وضعية حازمة للجسم : استخدم لغة الجسد لصالحك, كحركات تزيد من الشعور بالثقة بالنفس :
- الوقوف على الأرض بثبات بيدين مسترخيتين وذراعين متدليتين ورجلين متباعدتين بعرض الكتفين.
- الحفاظ على الاتصال البصري مع المتنمر.
- استرخاء الوجه والابتسام قليلاً مع اتجاه الذقن إلى أعلى.
رد بطريقة رائعة : على الردّ أن يأتي بطريقة هادئة وحذقة. بدلًا من الاندفاع في البكاء أو الصراخ برد فعل غاضب قد يأتي بنتيجة عكسية، حاول أن تتفاعل بأقل قدر ممكن, للتأكيد للمتنمّر أنك لا تهابه. كأن تردّ بعبارات تظهر عدم الاهتمام "هل انتهيت من الحديث؟ لم أكن منتبهاً " أو "لا بدّ أنّ حياتك مملة حتّى أنك دائم الانشغال بي"
2- تجاهل المضايقة
غيّر وجهة نظرك : يتمكّن الآخر من توقّع رد فعلك المحتمل على المضايقة من خلال الطريقة التي تتصرّف بها تحت الضغط. إذا كانت وجهة نظرك حول المضايقة هي نفس وجهة نظره أي أنها تجعلك تغضب, فإن السخرية ستستمرّ. أمّا إذا أظهرت لامبالاة حيال الأمر، فقد يجد المتنمر أنّ ما يقوم به غير ممتع ويتركك وشأنك.
ابتعد دون التفوّه بكلمة : الأسلوب البارد في التعامل مع أشخاص كهؤلاء قد يكون حلّاً مناسباً. حاول الابتعاد ورأسك مرفوعة كأن المتنمر لا يعني لك شيئًا, ولا تبدي أي مشاعر أسى أو آثار بكاء.
يمكن أن يشير الشعور بالملل أيضًا إلى عدم المبالاة بالمضايقة. أنظر إلى معصمك لتفقّد الساعة وإظهار أن ليس عندك وقت للترهات التي ينشغل بها المتنمّر.
إقرئي أيضاً :