كيف يقتلنا الحب من طرف واحد.. أبرز العبر التي يجب أن نتعلّمها

كيف يقتلنا الحب من طرف واحد.. أبرز العبر التي يجب أن نتعلّمها

محتويات

يُعبّر الأديب الهندي فاراز كاسي عن الحب من طرف واحد ويقول، "هل تساءلت يوما عن الطريقة التي تقتل بها نفسك دون أن تموت؟ الأمر بسيط؛ أَحِبَّ شخصا لا يحبك". هذه الجملة المُعبّرة تختصر كمية المعاناة الني نشعر بها عندما نُحب أيّ شخص من طرفٍ واحد. فعندما نُحب من طرفٍ واحدٍ تكون العلاقة ناقصة وموجعة، فهي تفتقد لركائزها وأركانها الأساسية التي تجعلها مُتكاملة. إليكِ العبر التي تعلمتها من تجربة الحب من طرف واحد!

 

أن لا نخلط بين الأحلام والواقع

قد تميل النساء والرجال أيضاً إلى تفسير أبسط الإشارات، مثل الابتسامة أو حركة لطيفة أو نظرة أو محادثة بناءة بشكل خاص، على أنها دليل على الحب. وهكذا، تقتنع النساء فجأة بأنّ هذا الشخص هو فارس أحلامهن وشريك الحياة. فعندما نقع في الحب، نميل إلى تفسير تصرفات الطرف الآخر بالطريقة التي تناسبنا. لكن عند مواجهة الواقع بعد شهر أو سنة أو سنوات طويلة أيضاً ونُدركِ أنّه لا يشاركنا المشاعر نفسها. تُصبح المعاناة أعمق، وبالتالي في هذه الحالة يكون انهيارنا قاسياً وموجعاً.

 

في وقت نُحاول أيضاً أن نُحافظ على احترامنا لذاتنا، نخاف أن نفقد تقديرنا لذاتنا بسبب مشاعر غير متبادلة أو مرفوضة. لذلك نميل إلى تفسير التصرفات "العادية" على أنها تقرّب، أي أننا نتوهم الحب باعتبارها بوابة لتعزيز مشاعرنا. ومن أجل تعويض هذا الإنكسار الداخلي، نسعى للتفسير الإيجابي لسلوكيات الطرف الآخر من أجل المحافظة على احترامنا لذاتنا. مع العلم أنّ هذين البعدين النفسيين يُشكلان دافعاً أكبر لنا للاستمرار في البحث عن طرق للوصول إلى قلب الطرف الآخر.

 

كما عندما نتصطدم بالواقع سنبدأ بلوم الذات أو البحث عن العيوب الجسدية أو الشخصية التي قد تكون السبب في عدم مبادلة الطرف الآخر لمشاعر الحب. وهذه الصدمة قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى العزلة والإنفراد والغوص في أحيانٍ كثيرة بمشاعر الإكتئاب المُدمّر. والجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الحب الموجع قد يجعل الشخص يفقد التحكم بحياته ليُرضي الآخر لربما يقتنع به ويُبادله الحب. وهنا قد هذا الشخص نوعاً من الإنفصال الذهبي الذي سيكون له تبعيات كثيرة.

 وهنا عوضاً أنّ يكون الحب حرية لنا، يتحوّل هذا الحب من طرف واحدٍ إلى حبس يأسرنا بالتأكيد ويؤذينا على الصعيد النفسي، وبإمكانه أن يوقف حياتنا لسنوات طويلة قبل أن نقوم بشيء لتخطيه والمضي قدماً.

 

ما الحل إذاً وكيف نشفى؟

إنطلاقاً من تجربتي الخاصة وإنكساراتي الشخصية، يخرج الحل من داخلنا ومن وعي أنفسنا بطبيعة بنائنا النفسي. فإنّ معرفتنا لتركيبتنا النفسية تُمثّل أسلوباً وقائياً جوهرياً قبل الدخول في أي علاقة عاطفية وجعل مشاعرنا تتحكم فينا. لذا ينصح الخبراء باعتماد إجراء وقائي في الأصل بعدم الدخول في مثل هذه العلاقة. بالإضافة إلى تحديد بعض الأهداف الشخصية أو العملية أو الاجتماعية، التي ستساعد الشخص بدوره على تجاوز أزمات عاطفية كهذه.

ومنذ بداية العلاقة، في حال شعرتِ أنّكِ تعيشين هذا النوع من الحب، فمن الأفضل قطع العلاقة مباشرة من خلال الابتعاد حتى لا تتطور. فالإستمرارية في التعامل مع هذا الشخص لن تساعدكِ على نسيانه. كما يمكنكِ اللجوء إلى صديق أو فرد مقرب من العائلة لإعطائكِ الدعم. وينصح الخبراء أيضاً بأن تشغلي نفسكِ بأموركِ الخاصة  والمشاريع.

 

كما إلى جانب ما سبق، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن:

- تُحطمي الأفكار التي بنيتها عن هذا الشخص باعتباره نصفكِ الآخر وفارس أحلامكِ.

- عليكِ أن تتعمقي في جذور شخصيته وتصرفاته الحقيقية لتعودي إلى الواقع بعيداً عن التخيلات والأوهام.

- حاولي ممارسة بعض الأنشطة الصحية مثل الرياضة لتجديد طاقتكِ.

 

فكري دائماً أنّ خسارة هذا النوع من العلاقات هو مكسب لكِ وليس العكس. فحاولي أن تعيشي بإيجابية اللحظة الآنية وبناء شعور إيجابي حول نفسكِ وقدراتكِ، مع الاحتفاظ بالأمل. فأنتِ الوحيدة التي يمكنكِ أن ترسمي سعادتكِ.

 

إقرئي أيضاً:

 ما هي أكثر منطقة يحبها الزوج في زوجته؟

scroll load icon