كيف بدأ الكحل ولماذا كان يُستخدم؟

كيف بدأ الكحل ولماذا كان يُستخدم؟

تشكّل العينين سرّ جمال المرأة وسحرها، لذلك تحرص النساء دائماً على اعتماد أجمل مكياج عيون لإبراز نظراتهن بأسلوب لافت وأخّاذ. ولطالما شكّل الكحل الأسود جزءاً أساسياً من مكياج العيون وكانت النساء وحتى الرجال يستخدمونه منذ القدم لتوسيع العينين وإبراز جمالهما. قد يكون الكحل اليوم من المستحضرات التجميلية التي اعتدت استخدامها لتحديد عينيك في مختلف إطلالاتك وأينما كنت ذاهبة، ولكن هل سبق أن فكّرت بمكوّنات هذا المستحضر السحري ومراحل تطوّره وأسباب استخدامه في العصور القديمة؟ اكتشفي معنا اليوم كل ما تريدين معرفته من معلومات تاريخية عن الكحل، ولن تصدّقي الأسباب التي كانت تدفع الناس إلى تطبيق الكحل…

 

يعود مصدر الكحل إلى حجر الإثمد وهو حجر فضّي لمّاع يميل إلى مزيج من اللونين الأحمر والأسود، ويتواجد أجوده في المغرب وأصفهان. ويعود تاريخ استخدام الكحل إلى العصر البرونزي أي حوالى العام 3500 قبل الميلاد عندما كانت عدّة شعوب وبالأخص الفراعنة تستخدمه. كانت النساء تطحن هذا الحجر وتستعمل مسحوقه لتكحيل العيون لأهداف تجميلية، وكان الرجال أيضاً يطبّقونه ولكن بشكل غير شائع.

 

كان اعتماد الكحل أكثر انتشاراً في الشرق الأوسط وأفريقيا والمغرب العربي وبالأخص في المناطق الصحراوية حيث كان الكحل يُستخدم لحماية العين من أشعة الشمس القوية. وكان يعتبر البعض أن تطبيق الكحل يحمي العين من أمراض العيون ولذلك كانوا أيضاً يضعون الكحل للأطفال حديثي الولادة ظنّاً منهم أن الكحل يقوّي العين ويحمي من العين الشريرة والحسد.

 

كان النساء والرجال العرب يكتحلون من أجل الزينة والفوائد الصحية في الوقت عينه، ومن هنا جاءت أيضاً قصة زرقاء اليمامة الشهيرة التي كانت أول من اكتحل بين العرب والتي عرفت بقوة بصرها بفضل استخدام الكحل. يقال أن الإثمد يقتل الجراثيم التي تتعرّض إليها العين، يقوّي البصر ويساعد على إنبات الرموش.

 

ومع تطوّر العصور وانتشار أدوات تجميلية كثيرة، تطوّر الكحل الذي ما زال يسيطر على أهم مستحضرات المكياج وقد أصبح متوفّراً على شكل سائل وأقلام وهو اليوم سبيل كل إمرأة وكل نجمة لإبراز جمال عينيها بأسلوب ساحر ومفعم بالجاذبية!

 

scroll load icon