بركة يقابل بركة... الفيلم السعودي الذي ينتصر لإرادة الحياة

بحضور جماهيري كبير، وبإقبال سعودي لافت للنظر، عرض ليلة أمس الفيلم السعودي(بركة يقابل بركة) في إطار فعاليات مسابقة آفاق عربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والذي تمكن وبدعم حكومي سعودي من الدخول في القائمة الطويلة في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي. كما حقق نجاحا كبيرا حينما عرض في مهرجان قرطاج السينمائي في دورته الماضية.

 

يحكي الفيلم الذي أخرجه المخرج السعودي الشاب محمود صباغ، ولعب بطولته هشام الفقيه وفاطمة البنوي عن منطقة شديدة الخصوصية بالمجتمع السعودي وعن القيود على حياة البشر ورغباتهم.

 

قصة الفيلم تجمع بين (بركة) الموظف ببلدية جدة، والذي يعيش حياته بشكل روتينى ممل، وفي منزل متواضع داخل إحدى حارات جدة التي لم نرها مسبقا على الشاشة، وبين (بركة) أو (بيبي) كما تحب أن يناديها المحيطين، وهي ابنة الطبقة الثرية التي تخجل من اسمها الحقيقي، كما تخجل أن تقول أنها ابنة بالتبني لصاحبة خط إنتاج الملابس الذي تقوم بيبي بالتسويق له عن طريق ارتدائها له عبر عروض أزياء وإعلانات مصورة.

 

تلعب مواقع التواصل الإجتماعي دورا هاما في حياة بيبي، حيث تصور مقاطع فيديو وتقوم ببثها على إحدها، وتبعا لأعراف المجتمع وتقاليده فإنها تقوم بتصوير فمها فقط أثناء الحديث ولا تظهر باقي وجهها في الفيديو، وبالتوازي مع ذلك، يغري بركة الموظف الحكومي الفساد والبيروقراطية، ويكشف عن كم الفساد الذي يرتكبه الجميع، لكن المفارقة في أن يحب موظف بسيط عارضة أزياء شهيرة يكمن سرها في أنها تفتقر للصدق والعفوية بداخلها، وهو ما وجدته في قلب بركة ولم تجده مع ملايين الإعجابات التي تصل يوميا إلى صفحتها، والتي تعد رأس مالها للاستمرار في مصاف نجوم السوشيال ميديا.

 

فريق العمل معظمه من المصريين، بداية من مساعد المخرج عمرو حسن، ومدير التصوير فيكتور، والموسيقى لوليد ياسين، والإضاءة لقشطة بيجو، ولعل الإعتماد على فريق مصري بهذا الشكل يرجع إلى أن مصر يتوافر بها خبرات وكفاءات وبيئة مشابهة أيضا مكنت المخرج من خلق سينما سعودية بطابع محلي بمنتهى السلاسة، أما عرض لقطات لهند رستم ويوسف شاهين من فيلم باب الحديد، بالإضافة إلى أفيشات فيلم خيري بشارة أيس كريم في جليم من المؤكد أن لهما مدلول لدى عقل المخرج، قد يكون لانتمائهما إلى السينما الواقعية التي من الواضح أنه ينوي استكمال طريقه بها.

 

scroll load icon