ترميم الأفلام القديمة يكشف سرّا جديداً
من المعروف أن مؤسسة كريتيريون عملت على إصدار عدد من الأفلام القديمة بعد ترميمها ونقلها إلى التقنية الرقمية Digital. وبقيت أعداد هائلة من الأفلام التي تقبع في مكتبة الكونغرس في أميركا مثلاً، أو في أكاديميات متخصصة بجمع أرشيف السينما.
عمليات الترميم ليست بالأمر السهل. فقد عملت أكاديمية أرشيف الأفلام التابعة لأكاديمية علوم وفنون الصور المتحرّكة، المؤسِّسة للأوسكار، ومديرها مايكل بوجوزلسكي، على أفلام متعددة، مرممّة الصور ومتدخّلة في نوعية الصوت.
تعمل فرق عمل الترميم سنوياً على أربعين إلى سبعين فيلماً سنوياً، حيث نجد فريقاً واحداً يعمل على عدة أفلام في الوقت ذاته.
ما اكتشفه واحد من فرق الترميم لدى عمله مؤخراً على فيلم "الصفحة الأولى" The Front Page، مذهلا فعلاً. فهذا الفيلم مبني على رواية عرضت في العشرينات على مسرح برودواي، صدر في أوائل الثلاثينات له أكثر من نسخة.
نسخات فيلم "الصفحة الأولى" ليست متشابهة. فقد تمّ تغيير بعض الحركات الطفيفة عند الممثلين. وما رآه روّاد السينما عند ترميم احدى النسخات، لا يشبه النسخة التي عمل عليها فريق الأكاديمية مؤخراً.
إنهم الممثلون أنفسهم، والمخرج نفسه، وغالبية المشاهد هي عينها. أين حصل التغيير؟
اكتشف فريق العمل أن هناك نسخة أميركية للفيلم وأخرى بريطانية أو بالأحرى معدّة للعرض في السينما البريطانية.
من المشاهد المختلفة والتي تم العمل عليها لدى إصدار الفيلم، أن في النسخة الأميركية الممثل الذي يلعب دور الصحافي يرفع أصبعه مهدّداً متوعّداً أمام الشريف والعمدة، فيما يرفع يده محيياً الشريف والعمدة في النسخة البريطانية.
ويبدو أن انتاج السينما في حينه، كان يصدر نسخة محلية ونسخة معدّة للتصدير، تختلف بمشاهد بسيطة ربما تراعي فيها اختلاف الثقافات بين الشعوب!