جاين كامبيون الوحيدة التي نالت السعفة الذهبية

لا نعرف عنها ولكننا نعرف، ومن دون أي شك، فيلمها الذي كتبته وأخرجته The Piano (إنتاج العام 1993). إنها المخرجة وكاتبة السيناريو والمنتجة الاوسترالية جاين كامبيون التي خرقت تقليد جوائز الأوسكار التي تمنح للرجال أكثر من النساء، وفرضت أعمالها نفسها على الساحة السينمائية. هي ثاني مخرجة امرأة تترشح لجائزة الأوسكار.

 

ولدت جاين كامبيون في ويلينغتون- نيوزيلندا في 30 نيسان/ أبريل من العام 1954، وهي الإبنة الثانية لريتشارد م. كامبيون، مخرج مسرح وأوبرا، وإديث (بيفيرلي جورجيت حنا) الممثلة والكاتبة ووريثة جدّها روبرت حنا المهاجر من ايرلندا إلى أستراليا الذي اشتهر بمصنعه للأحذية أنتريم هاوس. وقد تحوّل مصنعه إلى معلم تاريخي بعد أن اشترته الدولة.

 

ترعرعت جاين كامبيون مع أختها آنّا التي تكبرها بسنة ونصف السنة وأخيها مايكل الذي يصغرها بسبع سنوات، في أجواء المسرح والتمثيل حيث أسس والدها مع والدتها فرقة نيوزيلندا للمثلين المسرحيين.

 

درست الفنون في الانتربولوجيا (1975)، وتوجهت لدراسة الفنون البصرية (الرسم) وجالت في أنحاء أوروبا. وذكرت مرة عن تأثير الرسامة السريالية فريدا كالو والنحّات جوزف بيويس على أعمالها.

 

لم تشعر أن الرسم كواسطة للتعبير يكفيها، فتحوّل اهتمامها إلى صناعة الأفلام وصوّرت أول أفلامها القصيرة Tissues في العام 1980، وأتبعته بدراسة في كلية السينما والتلفزيون والإذاعة في أستراليا، وتخرجت في العام 1984 وقد أخرجت عدداً من الأفلام القصيرة.

  

ومنذ ذلك الحين، لم تترك جاين كامبيون مجالاً في الصناعة السينمائية إلا وخاضته وحققت نجاحاً. من الأفلام القصيرة إلى الأفلام الوثائقية إلى إخراج الحلقات التلفزيونية لمسلسلات شهيرة، إلى الأفلام الروائية.

 

نيلها للسعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي لم يكن محطة وقفت عندها، فهي أصبحت ثاني امرأة مخرجة ترشّح لجائزة الأوسكار في العالم. وشاركت عدة مرات كعضوٍ في لجنة التحكيم في كان.

 

من اللحظات المؤثرة في حياتها السينمائية، أن يتمّ الاعتراف بتأثيرها على الآخرين. وقفت مرة عن مقعدها لتحضن المخرج الكندي كزافيه دولان الذي قال في خطابه عند تلقيه جائزة عن فيلمه Mommy، أن فيلم كامبيون The Piano، دفعه إلى التفكير بكتابة أدوارٍ للمرأة، وتحديداً المرأة الجميلة في روحها وإرادتها وقوتها، وليس المرأة الضحية أو الأداة. 

scroll load icon