ديالا قشمر: صنعتني خشبة المسرح

"أرق" فيلم وثائقي لا يختصرها ولكنه يشي بشخصية لا تعرف ماذا يعني الممنوع والصعب. ديالا قشمر ممثلة ومخرجة ساعدتها خشبة المسرح في مسارها السينمائي لسبر أغوار الشخصيات الواقعية، فاختارت مواضيعا جريئة لأفلامها الوثائقية.

 

في فيلمها "أرق"، تذهب إلى أكثر الضواحي توتراً في بيروت، لتنقل حياة شباب فقدوا الأمل، ويساعد صيتهم بأنهم "الزعران" على بقائهم وتأكيدهم لهذه الصورة التي رسمت لهم.

 

أرادت أن تعرف من هم هؤلاء الشباب، ففكّكت الكتلة ودخلت بعدستها إلى أعماقهم إلى درجة جعلتهم نتيجة الثقة التي أنشأتها بينهم وبينها وبين الكاميرا، أن يواجهوا ذاتهم ويدلوا بدلوهم لأول مرة في حياتهم الضائعة.

 

حصدت جائزة لجنة الحكم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي العام 2013، والتي لولاها لما سدّدت ديالا ديون صناعة هذا الفيلم الوثائقي. عرض فيلمها ولا يزال منذ ثلاث سنوات في مهرجانات دولية وصالات سينمائية حول العالم.

 

بدأت ديالا مشوارها على خشبة المسرح، وعرضت في مسرح الحمراء في تونس عدة مرات، أما في السينما فهي تعترف أنها لا تسعى إليها تمثيلاً، مكتفية باخراج الأفلام الوثائقية.

كونها تملك شركة انتاج artrip production، فهذا يعني ألا تصرف من جيبها وربما تقع تحت الدين حين تخرج فيلمها الخاص.

أمضت في "أرق" خمس سنوات بين التصوير والمونتاج، لأنها تنقل الواقع ولا تخترعه لصالح التمثيل.

 

القفز خارجاً

 

تقول عن شخصيات "أرق":"ليس الفقر أو انعدام الفرص هي التي تقف حائلاً أمام هؤلاء الشباب، إذ تكتشفين أنهم يأتون من عائلات يهمّها العلم وأن يهتمّ أولادهم بمستقبلهم، ومنهم من كان بطلاً في الكرة الطائرة، ولكنهم استسلموا لصيت شارعهم وعززوه، وتورطوا في أمور خارجة عن القانون".

 

وتضيف: "وجدت نفسي بالفعل متورطة نفسياً مع قصص الشخصيات، ولم أتمكن من الخروج من الدائرة نفسياً إلا بعد العرض الأول للفيلم على الشاشة السينمائية".

 

لو كانت رجلاً

 

لم تفكّر ديالا يوماً أنها مخرجة-امرأة، ولكن هذا لا يعني أن كونها امرأة في عالم "أرق" في حي يعتبر مخيفاً للبعض على هامش المدينة، لم يلعب دوراً في الفيلم.

تقول: "ساعدني المسرح في التقرّب من الشخصيات الواقعية، إذ لولا تشرّبي لعلمي النفس والاجتماع لما تمكنت ربما من الاقتراب من هؤلاء الشباب وإقناعهم بالقبول بأن أصوّرهم وبأن أدخل إلى أعماقهم".

 

 وساعدتها المرأة في مسار الفيلم، حيث أرادت الشخصيات الاثبات لها شرقيتهم، فتمكّنت من أن تكون الأخت لهم والصديقة أحياناً والأم والمنغمسة في شؤونهم. وتضيف:"ربما لو كنت رجلاً لما عاملوني هكذا، وربما كنت قد تلقيت منهم ما لن يعجبني".

 

عن تغيير العالم الذي هو من هواجس كل فنان، اكتشفت أن التغيير لا يتحقق بفيلم أو فيلمين أو أفلام. ولكن تكفيها نسبة من التغيير وإن ضئيلة.

scroll load icon