ذكريات الفطر السعيد من فم الشاعر الظنخاني
من دبا الفجيرة، في الإمارات العربية المتحدة، تذكرنا تقاليد عيد الفطر السعيد وفرحة الأطفال مع الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني.
بين الأمس واليوم، تغيرت العادات واختلفت الأحياء، غير أن الشاعر الظنحاني يتذكر أيام الانطلاق في العيد إلى أبواب الجيران لأخذ العيدية، وكانت درهمين، لكن العجوز السيدة شيخان التي انطبعت في مخيّلته كانت تكرّم الأطفال فتعطيهم ثلاثة دراهم.
لم تنجب أولاداً، لذا كانت شيخان تحرص في العيد على ارتداء أجمل ما عندها، وتحضير الدراهم للأطفال الذين يطرقون بابها طامعين بالعيدية والحلويات.
يقول: "كنّا نعرف الجيران ونعيش في أحياء متقاربة فلا يقلق الأهل علينا حين نخرج صباح العيد ونطرق الأبواب لننال عيديتنا. أما الآن، فتغيّر الأمر مع الاكتظاظ السكاني، وتباعد الأهل والأقارب في السكن، فلم نعد نسمح لأطفالنا بالخروج كيفما اتفق لأخذ العيدية".
إلى العيدية، هناك الصلاة مع الأهل، ويتذكر خالد أنه كان يشاركها مع العائلة في طفولته، فيما ينطلق بعض الأولاد من أترابه للعب.
زيارة الجد والجدّة من أساسيات العيد، ومن العادات اجتماع كل العوائل عند الكبار في السنّ، وطبعاً للأطفال حصّتهم بالعيدية المميزة.
كون الظنحاني ترعرع في دبا الفجيرة، فهذا أتاح له في سن الطفولة أن يجمع بين هوايتين في العيد، الأولى هي الذهاب إلى البحر، والتفرّج على الصيادين، والثانية التوجّه مع أصحابه إلى الكهوف حيث كانت قفائر النحل.
يتذكر ضاحكاً: "يوم العيد، يكون المجال أمامنا مفتوحاً للعب، فننطلق إلى الكهوف ونضرب قفائر النحل لنبعدها عنه ونلتهم العسل، وكنّا نعود متورمين من لسعات النحل لأنه لم يكن يبتعد تماماً، غير أن ذلك لم يكن يبعدنا عن غايتنا".
من العادات، التخييم بعد تناول الطعام مع العائلة في الطبيعة، وشرب الشاي وأكل الأطايب. وكانت الخيم عبارة عن كرتون يجمعونه وينصبون به الخيم اتقاء من حرارة الشمس.
عادات وتقاليد اندثرت يتذكرها بحنين الشاعر الظنحاني، فهو يعرف أنه لم يتمكّن من نقلها إلى أولاده بعد تغيّر الزمن.
* صورة الشاعر خالد الظنخاني
* صورة البحر للمصور Philip Lange