رحيل الشاعر والموسيقي الكندي ليونارد كوهين
توفي الموسيقي والشاعر الكندي ليونارد كوهين أمس، عن 82 عاماً، في مدينة لوس أنجلس الأميركية، حيث يقيم. وكتب وكيل أعماله في بيان رسميّ عبر صفحته على فايسبوك: "لقد فقدنا أحد أكبر المتبصرين المحترمين في أوساط الموسيقى". وأشار البيان إلى أنّ مراسم الجنازة ستقام في لوس أنجلس قريباً، من دون تحديد موعد، ومن دون إيضاح سبب الوفاة.
في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، احتفل كوهين بعيد ميلاده الأخير من خلال إطلاق ألبوم بعنوان You want it darker، يطغى عليه موضوع الموت، وعلاقة الإنسان بالله. وكان المغني الراحل قد كثّف نشاطه في السنوات الأخيرة فأصدر ألبوماً في العام 2012، وألبوماً آخر في العام 2014، بعد انقطاع دام لسنوات.
ولد الراحل في العام 1934 في مونتريال لعائلة ميسورة، ثم اتبع تعاليم بوذا. وفي عام 1994 عاش في عزلة استمرت 5 سنوات في مركز "مونت بولدي زن" شرقي لوس أنجلس، وقال حين خرج منها "كانت الفوضى تعم حياتي، والآن استعدت القليل من الانضباط، لذلك قررت العودة إلى الموسيقى".
بدأت شهرة كوهين الموسيقية في أواخر الستينيات، حين ترك كتابة الروايات والشعر، لتأليف أعماله الشهيرة التي دندنتها أجيال متعاقبة. وخلال مسيرته الطويلة، تحوّل إلى "عرّاب الحزن" بسبب النبرة الحزينة التي تشوب أغانيه. من أشهر أغانيه Dance me the end of love و"هللويا" اللتين استعادهما فنانون كثر. كما اشتهر أيضاً بأغانٍ قاتمة منها "سوزان"، و"وداعاً ماريان"، و"المعطف الأزرق الشهير"، و"أنا رجلك". وقد عبّرت أعماله عن خيبات الأمل العاطفية، وضيق العيش، كما تناولت مواضيع سياسية، وحملت في أغلبها نظرة قاتمة للحياة.
وقال جاستن ترودو رئيس وزراء كندا: "موسيقى ليونارد كوهين لم تكن تشبه أي موسيقى أخرى، إلا أنّها طبعت أجيالاً عدّة. كندا والعالم يبكيان رحيله". وقد نكست الأعلام على مقرّ بلدية مونتريال التي أسف رئيسها دوني كودير على رحيل "عملاق".
واستلهم كوهين بعض أغانيه ومنها "وداعاً ماريان" و"هذه ليست طريقة للوداع" من حبيبته ماريان إهلين التي التقاها في اليونان في ستينيات القرن الماضي. وقد رحلت ماريان في شهر يوليو/ تموز الماضي، وكتب في رسالة وداعه لها "حسناً ماريان، وصلنا إلى الوقت الذي تتداعى فيه أجسادنا. أظنّ أني سألحق بك قريباً". وها هي احساسه قد صدق.
كلمات أغاني كوهين تمتاز بشعرية عالية، وكذلك أغانيه المترجمة عن قصائد كتبت في الأصل بلغات أخرى، والتي ترجمها بنفسه، ومنها أغنية Take this waltz التي ترجمها عن قصيدة للشاعر الإسباني المرموق فيديريكو غارسيا لوركا والتي تحمل عنوان "فالس من فيينا".
الشهر الماضي، وعند نيل المغني الأميركي بوب ديلن جائزة نوبل، خرجت أصوات تطالب بمنح الجائزة لليونارد كوهين. وعلّق كوهين على ذلك بالقول: "جائزة نوبل لديلن، كأنك تعطي جبل ايفريست ميدالية لكونه أعلى جبل".
يأتي رحيل كوهين في عام خسر فيه العالم فنانون كبار كثر، من بينهم دايفد بووي، وبرينس. وكان بووي قد أنجز بدوره ألبوماً وداعياً بعنوان "النجمة السوداء"، وذلك ما نجح بفعله كوهين أيضاً، إذ أنجز في ألبومه الأخير بعض أجمل أغنياته.