"رقص النجوم": رهان "أم تي في" الرابح
مع كثرة برامج الهواة على الشاشة العربيّة، وتنوّعها بين الغناء، وتصميم الأزياء، والتمثيل، وصولاً إلى الطبخ، يبدو أنّ قناة "أم تي في" اللبنانية راهنت على الحصان الرابح: الرقص. وأثبتت القناة خيارها الصائب مع بدء عرض برنامج "رقص النجوم" بموسمه الرابع الأحد الماضي.
الكثير من الأفكار الخاطئة والفوقية تحيط بلغة الجسد في العالم العربي. وبالرغم من المساحة الواسعة التي منحت للرقص في الأفلام الكلاسيكية، بقيت النظرة إلى هذا الفنّ العظيم مرتبطة دوماً بأحكام اجتماعية قاسية، حتى على فنانات أيقونيات مثل تحية كاريوكا وسامية جمال.
بمبادرة رؤيوية وطليعية، أخذت "أم تي في" على عاتقها إنتاج برنامج يحاول تحطيم النظرة السلبيّة المحيطة بالرقص في ثقافتنا العربية، ويمنحه مكانته كفنّ راقٍ يحرّر العقل والجسد والروح. وموسم تلو الآخر، منح البرنامج شخصية تختلف عن أيّ برنامج ترفيهي آخر. وموسم تلو الآخر، أدخل "رقص النجوم" الفرح إلى البيوت، ورسّخ ثقافة الرقص كعامل إيجابي في المجتمع، وكنوعٍ فنيّ يستحقّ الاحتفاء والتقدير وليس الإقصاء والهجوم.
في مواسمه الأربع، نجح البرنامج في جذب نجوم من مختلف الأعمار والخلفيات، ليقول أنّ الرقص ليس حكراً فقط على الراقصين المحترفين، أو على الشباب والصبايا. هكذا، يستضيف البرنامج هذا العام الليدي مادونا، النجمة الاستعراضية الأولى في التسعينيات، لترقص على أنغام السالسا. وكما استضاف في مواسم سابقة غابريال يمين وجورج شلهوب، ها هو يدعو إلى الحلبة الممثل المسرحي والتلفزيوني القدير رفيق علي أحمد الذي اشتهر بالأدوار الصلبة والجادّة. هنا رسالة أخرى أخذ البرنامج على عاتقه إيصالها، وهي التأكيد على أنّ الرقص وحركة الجسد الحرّة ليست انتقاصاً من الرجولة.
في خيارات "الكاستنغ"، حافظ البرنامج على قدرٍ عالٍ من التنوّع، من خلال جمع مشاهير من مهن مختلفة: عرض الأزياء، الرياضة، التمثيل... وكلّ وجه يطلّ، يقدّمه البرنامج من زاوية جديدة لم نعرفه فيها. على سبيل المثال، تعرّفنا على خفّة دمّ الليدي مادونا، وعدم خجلها بعمرها ولا بالريش الذي تحوّل إلى جزء من شخصيتها. وتعرّفنا على بديع أبو شقرا الأب الذي يرقص كي يُفرِح ابنته، فيبدع، ويثبت أن جسد الممثل قادر على الذهاب إلى أبعاد لا يتوقعها أحد.
أبرز ما يميّز برنامج "رقص النجوم" عن باقي برامج الهواة، لجنة الحكم المتخصّصة المحترفة، المؤلفة من أساتذة الرقص دارن بينيت، وربيع نحاس، وميرا سماحة، ومازن كيوان. ومن أبرز نجاحات البرنامج أنّ ملاحظات لجنة التحكيم حفّزت كثيراً من المشاهدين على تعلّم الرقص بدورهم. يضاف إلى ذلك المستوى الإخراجي عالي الجودة الذي يقدّمه مخرج بخبرة باسم كريستو. ففي كلّ موسم، يثبت كريستو قدرته على تقديم تقنيات جديدة تخدم الإبهار المرجوّ من برامج مماثلة. وفي الموسم الرابع، يقدّم المخرج نسخة متقدّمة من تقنية الواقع المعزّز، بحيث تظهر للمتفرّجين على الشاشة تصاميم مبهرة لقصور وحدائق وغيوم، تتناسب مع جوّ كلّ رقصة.
في موسمه الرابع، يقدّم "رقص النجوم" مضموناً يليق ببرنامج عالميّ، لتكون "أم تي في" بمصاف القنوات التي تعرض النسخ المتعدّدة منه حول العالم.