رواية شهر ديسمبر "الجاسوسة" لباولو كويلو

رواية شهر ديسمبر

في أحدث رواياته، يستعيد الكاتب البرازيلي باولو كويلو (69 عاماً) قصّة حياة الراقصة والجاسوسة الهولندية ماتا هاري (1876 ـ 1917).

 

عرفت هاري كأشهر جاسوسة في التاريخ الحديث، وعملت كعميلة مزدوجة للفرنسيين والألمان، وأعدمت على يد الفرنسيين قبل نهاية الحرب العالمية الأولى بسنة تقريباً.

 

في روايته، يتحدّث كويلو بصوت البطلة التي تكتب رسالة أخيرة تشرح فيها سيرتها، وكيف تجرّأت على مواجهة التقاليد والعادات الاجتماعيّة، وكيف نالت عقوبتها في النهاية من دون أن يعرف أحد ما هي جريمتها الفعلية.

الجاسوسة

يحيط الكثير من الغموض بشخصية الجاسوسة، فهي ولدت في هولندا وسمّيت مارغاريتا جِرترودا زيلي. تزوجت حين كانت في التاسعة عشرة وأنجبت طفلة، لتهاجر مع زوجها إلى إندونيسيا. هناك تعلّمت الرقص الخاص بتلك البلاد، والذي يشبه إلى حدّ كبير الرقص البلدي الشرقي المعروف. وفي مطلع القرن العشرين، انتقلت إلى باريس، وهجرت عائلتها وقررت امتهان الرقص، وابتدعت هوية متخيلة وجديدة بالكامل. أغوت ماتا هاري (اسمها المستعار ويعني عين النهر)، كبار الساسة في عصرها، وتحوّلت إلى أسطورة.

 

في الرسالة الطويلة التي تشكّل الرواية، تتحدّث البطلة عن جسدها، عن علاقتها بالجنس والرقص، عن نظرتها الخاصة للمجتمع، ونقمتها عليه. ويصوّر كويلو هاري كامرأة تحدّت الأعراف لدرجة عرّضت حياتها للخطر. وتمرّ في الكتاب ظلال المرحلة، من خلال لقاء هاري بشخصيات من بينها فرويد، وموسيقيين وفنانين لم تذكر أسماؤهم.

 

يحاول كويلو إعطاء تفسير من وجهة نظر البطلة، لكل ما عايشته من أحداث غريبة في باريس، لتصير واحدة من أشهر النساء في المدينة، قبل اعتقالها من أحد فنادق الشانزيلزيه. ويحاول أن يحكي بلسانها كيف سحرت رجال السلطة في ذلك العصر.

 

ليست المرة الأولى التي يتناول فيها الأدب أو الفن قصة ماتا هاري، إذ لعبت غريتا غاربو دورها في فيلم بعنوان "ماتا هاري" العام 1931. ويعدّ ذلك الدور من أشهر أدوار الممثلة الشهيرة.

 

صدر الكتاب بـ38 لغة بشكل متزامن في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وهو متوافر أيضاً باللغة العربية.

scroll load icon