روايتكِ لشهر أيلول: مملكة الفراشة

"مملكة الفراشة" رواية للكاتب الجزائري واسيني الأعرج، صدرت في العام 2013 عن دار الآداب في بيروت، وتتألف من 423 صفحة. حازت الرواية على "جائزة كتارا" تحت فئة جائزة الدراما للرواية المنشورة، وهي جائزة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عملٍ درامي من بين الروايات المنشورة الفائزة، والتي ستترجم إلى خمس لغات. وتنازل الروائي، كما جرت العادة، عن حقوقه المادِّيَّة لدعم صندوق أدب الحركة الأسيرة في فلسطين.

 

يتناول الأعرج في هذه الرواية المرحلة التي تلت الحرب الأهلية في الجزائر، وهي مرحلة شابتها حروب خفيّة وويلات ومشقات عاشها الشعب الجزائري الذي مثّلته عائلة البطلة ياما في الرواية. فالحرب في الميدان انتهت، لكن ذكراها وجراحها لا تزال تنخر في رؤوس الناس وظلالها الثقيلة لا تزال مبسوطة عليهم.

 

ماريّا أخت البطلة ياما تهاجر نحو الشمال، وتحاول قطع أي علاقة لها مع الماضي الأليم التي عانته. رايان أخوها، مروّض الأحصنة، يغرق في أمور خارجة عن القانون حتى تقضي المخدرات على حياته.

 

والدها زبير، هو خبير طبّي عالمي يعمل في مخبر، تسرق منه حياته مافيا الأدوية والمتاجرة بأعضاء المرضى التي انتشرت بقوّة يعد الحرب.

 

وحزناً على فراق الوالد، تصاب الأمّ فريجة، وهي معلمة لغة فرنسية، بمرضٍ عقلي يجعلها في عزلةٍ تامة عن الواقع، تؤدّي إلى موتها في النهاية.

 

أما البطلة الصيدلانية ياما فإنها ترافق أسرتها في كل هذه المراحل التراجيدية، ولا تجد ونيساََ لها إلا موسيقى الجاز، وموقع فايسبوك الذي يتحوّل من ملجأ في كثير من الأحيان، إلى مصدر آخر للهموم. وذلك لأنها تنتظر عودة صديقها الافتراضي الذي تعيش معه قصة حب، وهو فاوست الكاتب المسرحي المشهور الذي تحيط به المعجبات، ما يسبّب غيرتها ويزيد من عزلتها.

 

فهل تلتقي ياما في النهاية حبيبها ويعوّض لها كل المآسي التي عاشتها، أم أنها تشهد نفس مصير الفراشة التي تبقى تدور حول الضوء حتى يقضي عليها؟

 

اقرأي معنا هذه الرواية الممتعة لشهر أيلول، وإليكِ بعض المقتطفات من الزواية:

 

"موجوعة أنا بك أيها المجنون الذي لا تستطيع امرأة فهمه مثلي، موجوعة بحبك. أما زلت تتلقى رسائلي بشوق كما كنت تفعل دائماً؟ العادة قاتله ومع ذلك نحن أحيانا في حاجة ماسة إليها، في حاجةٍ لأن أمارس معك أبسط الأشياء اليومية كأن أقول لك صباح الخير".

 

"كلما طال الغياب .. كان اللقاء أروع وأجمل!"

 

"لا أحتاج شيئاً خارقاً، فقط قهوة معك وبعض الراحة لأقول لك الرماد الذي في داخلي، والشموس التي لا تحتاج إلا ليد ناعمة تزيح عنها غيمة الخوف".

 

"لا يدري أن امرأة تحب رجلاً تحتاج فقط إلى أن تمد رأسها على صدره وتنام قليلاً، ولا تطلب منه أكثر من ذلك. أن يصمت قليلاً ويستمع إلى قلبها المرتعش من شدة برد غريب ينتابها فجأة، يصل أحياناً إلى أن يشبه رعشة الموت الأخيرة".

 

"الحب أبسط من تعقيداتنا.. أن تفكر كل يوم بأن هناك شخصاً معلقاً على كلماتنا وحركاتنا وحواسنا وعطرنا..هذا هو المهم حتو في لحظات الغياب القاسية".

scroll load icon