صابر بين الكوفية الفلسطينية والمنسق الاسرائيلي!
"أعتبر نفسي تونسي- فلسطيني أتقاسم معكم الفرح والهواء والأكل والوقوف على طابور الجوازات والحواجز."
هذا ما قال الفنان التونسي صابر الرباعي في المؤتمر الصحفي قبل إحيائه حفلا في منطقة الروابي في فلسطين المحتلة. ودعا الفنانين العرب الى زيارة فلسطين، واعتبر ان زيارته تأتي في سياق كسر الحصار الثقافي الذي تفرضه اسرائيل على الثقافة الفلسطينية.
يبدو ان صابر لم يكن يعرف أيضا أنه سيتقاسم الخديعة مع الشعب الفلسطيني. فالوقوف على الحاجز او المعبر لم يمر مرور الكرام، انما وثّق بصورة على توتير، وعلى حساب "المنسق"، وهو الحساب الرسمي لوحدة تنسيق اعمال الحكومة في المناطق (المحتلة)، كما يعرّف نفسه على حساب تويتر، الذي يتبعه فقط 669 شخصا.
ورغم انتشار الصورة على جميع وسائل التواصل الا ان لا أثر لها في حساب وتغريدات "المنسق" اياه!
يدّعي حساب "المنسق" المصداقية، ويذكر كيف يساعد الاسرائيليون الفلسطنيين في امور الحياة اليومية، ويتخذون شعار شارك لأن الاعلام العربي لن يشارك... ويشعرك بأن جيش الاحتلال ليس سوى جمعية خيرية تعلّم وتسهّل امور الشعب الفلسطيني بمحبة وتفهّم!!
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عرب وفلسطينيون لم يرحموا صابر، واتهموه بالتطبيع رغم مواقفه السابقة والمعلنة حول القضية الفلسطينية ورفض التطبيع.
المهم أنه لا شك ان لا نيّة لصابر لالتقاط صورة مع ضابط او منسّق اسرائيلي، وهو الذي جاهر غير مرّة بموقفه ضد الاحتلال الاسرائيلي، لكن صابر وقع ضحية مَن عرّف عن نفسه منسقا فلسطينيا ليتضح لاحقا انه منسق اسرائيلي بحسب حساب توتير.
صابر وفي البيان الصادر عن مكتبه اوضح الالتباس الحاصل مؤكدا ان الشخص في الصورة عرّف عن نفسه بانه فلسطيني، واسمه هادي، وكان مسؤولا عن تسهيل عبور صابر والفرقة الموسيقية، بحيث لا يتم التواصل مع اي شخص اسرائيلي، وان صابر وافق على التقاط الصورة معه بحسن نية وبشكل عفوي. مذكرا بانه يرفض التطبيع ويناصر القضية الفلسطينية.
وذكر البيان ان صابر اعتاد على الحملات الممنهجة من قبل بعض الصحافين المأجورين والجهات المتضررة من نجاحه.
وختم بان زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان.
قد يكون فعلا وقع صابر في الفخ الاسرائيلي الجاهز دائما لاصطياد العرب، كما حصل مع الفريق اللبناني في الاولمبياد عندما رفض صعود الفريق الاسرائيلي معه في الباص ذاته. وكما يحصل مع عدّة ملكات جمال عرب يرفضن التعاطي او حتى القاء التحية على ملكة جمال اسرائيل.
المعروف للعرب جميعا ان الاسرائيليين لا يفوتون فرصة للتلاقي او التحرش بالعرب وفودا واشخاص إلا ويستغلونها. لذا كان على الرباعي التنبّه وعدم التحلي "بحسن النية" تجاه أي شخص على المعبر، خاصة وانه يرتدي زيا رسميا غير محدد الملامح - كما تظهر الصورة-
كان عليه ان يكون مسلحا بمعلومات كافية عن تعاطي "المنسقين"، خاصة ان غلطة الشاطر بألف.
يبقى ان الصورة تدفع أي صحافي حريص على نقل الواقع ان يكتب عنها او يتساءل، وليس كل من كان حريصا فهو مأجور او عدو نجاح.
كان الأحرى بصابر ان يتحدّث عمّا تعرّض له ويفصّل الحدث. ثم يعتذر إن ثبت بأن الشخص في الصورة منسقا او ضابطا اسرائيليا، ويقاضي مَن وضعه في هذا الموقف الذي لا يُحسد عليه.