ماذا وراء أغنية وردة "اكدب عليك"؟
صوت المطربة الراحلة وردة الجزائرية بسحره وأناقته، وإحساسها الرائع في الغناء، وطلّتها وحضورها، قصة عشق لم تمت مع رحيلها. لأغانيها وقع على الأذن مساره مفتوح مباشرة إلى القلب.
"بتونّس بيك"، "وحشتوني"، وسواها من أغان تأتي في لائحة طويلة من النادر أن لا تجد أحداً لم يحفظ كلماتها ويؤديها بكل شغف.
ولكن ما قصة أغنية "بكدب عليك"، وماذا يقف وراء هذه الأغنية؟
تكاد لا تخلو مقابلات تلفزيونية مع فنانات أو مذيعات يمتلكن شيئاً من الصوت المقبول جمالياً أو حتى غير المقبول، من هذه الأغنية. لا يلبث المضيف/ة يطلب من ضيفته أن ترندح أغنية لفنان ما، حتى يعلو صوتها بأغنية "بكدب عليك".
ليست منافسة
بالإذن من وردة وصوتها المميز، الحديث هنا ليس عن منافسة ولا عن إداء جديد للأغنية يعطيها رونقاً خاصاً موقّعا باسم الضيفة التي حلّت على شاشاتنا العربية. ولكن عن اختيار هذه الأغنية تحديداً على صعوبتها.
لم تتفوق وردة على نفسها في "اكدب عليك" أكثر من أغانٍ أخرى لها لا تبرح ذاكرتنا الحديثة والقديمة.
لماذا اختيار "بكدب عليك"؟
المذيعة رزان المغربي مثالاً، لم تتردد في أكثر من مقابلة تلفزيونية معها من رندحتها بإحساسها الخاص. والنتيجة كانت مقبولة، لكن تفاعل المشاهدين كان كما لو أنه تفاعل مع خيار الأغنية نفسها وليس مع مؤديها.
كتب الأغنية مرسي جميل عزيز ولحّنها محمد الموجي، ولكن الناس ينسون بشكل عام صاحب الكلمة والملحن، ويبقى الفنان المؤدي هو النجم الوحيد على الساحة.
تدافع إلى الأغنية
عن التدافع لاختيار "اكدب عليك"، يرى سببه الموسيقي عفيف مرهج "قد يعود إلى أن الأغنية عرفت واستهلكت كثيراً في السوق من جهة، ومن جهة ثانية لأنها ليست بالأغنية الصعبة بين أغاني وردة"، من دون أن يعني ذلك أنها أغنية سهلة "لأن تأديتها كما أدتها وردة صعب جداً ليس لاتقان صاحبتها الأداء المحترف وحسب، إنما لإحساسها الخاص الذي تبرع بايصاله وهي تغني. فوردة لديها تقنية وإحساس عال جداً، وكثيرون ممّن يختارون تأدية أغان لوردة لا يتمكنون أو لا ينجحون في الوصول إلى مستوى إحساسها وإلى إجادتها في الغناء".
ويضيف: "إنهم يحاولون تقليدها ولا يفلحون فيؤدون بغالبيتهم الأغنية بصوت مصطنع"، ليستدرك "ربما يؤديها البعض بشكل جميل ولكن من المهم أن يكونوا قد سمعوا جيداً الأغنية الأصلية حين أدّتها وردة وليس حين أدّاها آخرون".
وعن رواج أداء الأغنية بصوت آخرين، يقول "يفرح الناس بالأغنية بحدّ ذاتها في الغالب، وليس بطريقة الأداء التي تحتاج إلى ثقافة موسيقية يفتقد مجتمعنا إليها بشكل عام. الناس يفرحون بالأغنية كونها أغنية مشهورة، ولا يغوصون في تفاصيل الصوت والموسيقى المرافقة لها".