مبدعات في الكومبيوتر تمّ تجاهلهنّ: فيلم وثائقي بثلاثة أجزاء يحكي القصة

من كان ليتخيّل أنه في الولايات المتحدة الأميركية يتم التقليل من شأن النساء اللواتي كنّ الأساس في عالم الكومبيوتر. إن النساء، وتحديداً في المجالات العلمية ممثَّلات بشكل منقوص، إذ أن نسبتهنّ في الوظائف التي لها علاقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هي أقلّ من 25%، وحصّتهنّ في الدرجات العلمية الجامعية غير متناسبة وليست بالمتساوية مع الرجال.

 

 "نساء عظيمات مجهولات في عالم الكومبيوتر"، هو سلسلة في ثلاثة أجزاء من فيلم وثائقي يضيء على وضع النساء في التكنولوجية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. ويلهم الطالبات بأن مهن البرمجة في أيديهنّ، ويحثّهنّ للثقة بقدراتهنّ. كما تشكل أجزاء الفيلم الثلاثة مرجعاً للطالبات في المجالات العلمية والتكنولوجية والهندسة والرياضيات، اللواتي يتطلعن إلى التنويع في مجالات دراساتهنّ.

 

الأجزاء الثلاثة

 

الجزء الأول من الفيلم الوثائقي، الحواسيب أو أجهزة الكومبيوتر The Computers، يعرض لقصة غير عادية لست شابات هنّ أول من برمج أجهزة الكومبيوتر "إينياك" أو ENIAC التي نعرفها اليوم، كجزء من مشروع سرّي في الحرب العالمية الثانية. لقد برمجن ENIAC من دون لغة برمجة لعدم توافرها في ذلك الحين، وسخّرن قدراته لإنجاز عمليات حسابية عسكرية ذات اتصال مباشر في القتال على الأرض. ومع ذلك، عندما كُشف النقاب عن البرنامج في العام 1946، لم يتمّ تقديم الشابات الستّ اللواتي قمن بهذا الاختراع وبقين طيّ النسيان.

يعرض الوثائقي، وبعد مرور 70 عاماً، لقصة الشابات تتخللها مقابلات حصرية معهنّ، إذ لم يسبق لأحد أن رآهن أو حتى عرف بهن أو عرف بأنهنّ من برمج الـ ENIAC.

 

ومن، في العالم، يعلم أن وراء اختراع فلاش أو جافا Flash / Java، امرأتين مميزتين هما سارة آلن وبافني ديوانجي، اللتين أحدثتا باختراعيهما ثورة في عالم الانترنت؟ قصة سارة وبافني يعرضها الجزء الثاني تحت عنوان "المبرمجون" The Coders. سارة ساهمت في اختراع "فلاش" Flash، أول منصة متعددة الوسائط لشبكة الانترنت والتي تدعم الفيديو والرسومات والألعاب والرسوم المتحركة.

أما بافني فهي التي اخترعت برنامج جافا للسماح للتطبيقات على شبكة الإنترنت الاستجابة بسرعة لطلبات المستخدمين في كل مكان في العالم.

 

 وفي جزء "صانعو المستقبل" The Future Makers، قصة مثيرة أخرى عن أندريا كولاتشو، الحائزة على دكتوراه في تكنولوجيا المعلومات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والفائزة بجائزة الشراكة في المعهد، على حلمها بعالم نتمكّن فيه من استخدام أجهزة ذكية مستخدمين إماءات أيادينا عوضاً من لوحة المفاتيح الثابتة Keyboards أو منصات الاتصال عبر اللمس Touchpads، وقد اخترعت لتحقيق حلمها تكنولجيا للتعرّف على الإيماءات ثلاثية الأبعاد، كما شاركت في تأسيس شركة 3dim لتطوير اختراعها وتسويقه.

الفيلم الوثائقي الملوّن الذي يضم القصص أو الأجزاء الثلاثة، شارك في إخراجه كايسي كلايمان وجون بالفريمان وكايت ماكماهون. صدر في الشهر الماضي من هذا العام 2016، ومدّته 48 دقيقة، ستدهشنا من دون أدنى شك بمدى قدرات المرأة على المستوى العالمي، المؤثرة في حياتنا اليومية، وفي المقابل في مدى التعتيم الذي يرافق اختراعاتها في المجال العلمي.

بالإمكان مشاهدة إعلان الفيلم على: https://www.youtube.com/watch?v=WJzyn0MGxB0

scroll load icon