مشاهير دفعوا ثمن القضية الفلسطينية
منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر، أعرب بعض نجوم هوليوود عن دعمهم للقضية الفلسطينية، ووظفوا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي في دحض الروايات الإسرائيلية المفبركة، وإظهار معاناة قطاع غزة. ومنهم من دفع ثمن تأييدهم لفلسطين المحتلة وخسروا عملهم وأوقفوا عقودهم مع شركات عالمية!
بيلا حديد والقضية الفلسطينية
تعتز عارضة الأزياء الفلسطينية الأصل بيلا حديد بجذورها الفلسطينية، وتشاركها مع أكثر من 61 مليون متابع لها على إنستغرام. وفي عام 2020، نشرت حديد صورة لجواز سفر والدها رجل الأعمال محمد حديد، وسلطت الضوء على القسم الخاص بمكان الولادة، والذي كُتب فيه: "فلسطين". لكن انستغرام حذف الصورة بحجة "انتهاك إرشادات المجتمع".
وفي أيار 2021، أثناء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 240 فلسطينيا، أعربت حديد مرة أخرى عن غضبها تجاه الإجراءات الإسرائيلية. وبالمثل، تفاعلت مع نبأ استشهاد الصحفية الفلسطينة شيرين أبو عاقلة والاعتداءات التي تعرضت لها الجنازة من قبل الجيش الإسرائيلي.
ومنذ السابع من أكتوبر، لم تتوقف بيلا عن إعلان دعمها الصريح والواضح للقضية الفلسطنية. فبالإضافة الى نشرها كل الأخبار المتعلقة بالحرب على غزة على انستغرام، نشرت صوراً وهي ترتدي فستاناً يذكرنا بالكوفية الفلسطينية في مدينة كان الفرنسية.
View this post on Instagram
غير أن هذا الموقف لحديد كلّفها الكثير على الصعيد المهني، وخسرت العديد من عقود العمل مع شركات عالمية. وأبرزها استبدال شركة "ديور" لبيلا حديد بالعارضة الإسرائيلية "ماي تاغر" كوجه إعلاني لها. وأخيراً، أسقطت شركة "أديداس" بيلا حديد من حملة إعلانية للأحذية ذات الطراز المستوحى من الأحذية الرياضية التي استخدمت في أولمبياد ميونيخ عام 1972، وذلك بعد ردود فعل إسرائيلية بسبب مقتل أحد عشر رياضياً ومدرباً إسرائيلياً في دورة الألعاب الأولمبية قبل أكثر من نصف قرن.
سوزان ساراندون تخسر تعاقدها مع UTA
انضمت الممثلة الأميركية سوزان ساراندون، إلى قائمة الفنانين الذين تعرضوا للضرر بسبب مواقفهم المؤيدة للقضية الفلسطينية، إذ أكدت مجلة "نيوزويك" إلغاء وكالة المواهب يو تي إيه (UTA) تعاقدها مع الممثلة الحاصلة على الأوسكار الثلاثاء 21 نوفمبر 2023، بعدما عملت على إدارة أعمالها منذ العام 2014.
وكانت ساراندون شاركت في مظاهرة ضمت الآلاف في شوارع مدينة نيويورك الأميركية، ورفعت خلالها لافتات تطالب بوقف الحرب على غزة، وقالت في تصريح لموقع "ديدلاين" خلال المظاهرة إن "هناك الكثير من الناس يتذوقونشعور كونك مسلمًا في هذا الوقت، وفي هذا البلد".
كما لجأت ساراندون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن دعمها لفلسطين، من خلال كتابة ومشاركة منشورات على منصة "إكس"، فقامت بإعادة نشر تصريح للموسيقي البريطاني روجر ووترز من فرقة "بينك فلويد" أيد فيهالفلسطينيين وطالب بوقف قصف غزة.
كما كتبت بجانب صورة مع أعضاء التجمع النسوي الفلسطيني، "ليس من الضروري أن تكون فلسطينيًا حتى تهتم بما يحدث في غزة. أنا أقف مع فلسطين. لا أحد حر حتى يتحرر الجميع".
جون كوزاك يهاجَم على أكس
الممثل الأميركي جون كوزاك من أكثر النجوم الناشطين على موقع "أكس"، بخاصةٍ فيما خص القضية الفلسطينية.
أكد كوزاك أنه لا يشعر بالقلق على مستقبله في هوليود نتيجة موقفه الداعم لحقوق الفلسطينيين ومطالباته المستمرة بوقف المجازر في غزة. وسخر كوزاك من منتقديه عبر منشور لوضعهم مستقبل شخص واحد مقابل "إبادة جماعية ترتكب ليلا ونهارا أمام أعين العالم". وكان عدد من رواد إكس حذروا الممثل الأميركي من مصير آخرين فقدوا فرصهم نتيجة دعمهم لحقوق الفلسطينيين ونصحوه بـ"ترشيد" تغريداته، فجاء رده ساخرا حين قال إنه يتمنى "ترشيد قتل الأطفال".
دوا ليبا في رسالة الى بايدن
دوا ليبا التي تعود أصولها إلى ألبان كوسوفو، وتعدّ إحدى أشهر مغنيات البوب في العالم، كانت في طليعة النجوم الذين وقّعوا رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن في تشرين الأول الماضي، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى جانب كلٍ من: أيو إدبيري وجنيفر لوبيز وميليسا باريرا وآخرين.
وفي وقت سابق، كانت ليبا قد غردت ردا على منظمة نشرت إعلانا مدفوع الأجر على صفحة كاملة في صحيفة نيويورك تايمز حيث وصفت المنظمة دعم ليبا العلني للفلسطينيين بأنه معاد للسامية. وقد ضم الإعلان اتهامات لكل من ليبا وعارضتي الأزياء من أصل فلسطيني جيجي وبيلا حديد لدعمهن حقوق الفلسطينيين وسط أعمال العنف في الشرق الأوسط.
وأشارت ليبا في ردها على الإعلان إلى أنهم قد استخدموا اسمها "بلا خجل" من أجل "تعزيز حملتهم القبيحة وأكاذيبهم وتحريفاتهم الصارخة"، وأضافت "أتضامن مع كل المضطهدين وأرفض كل أشكال العنصرية".
وأضافت ليبا "هذا هو الثمن الذي تدفعه مقابل الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني ضد حكومة إسرائيلية. وتابعت "أتخذ هذا الموقف لأنني أؤمن أن للجميع، يهودا ومسلمين ومسيحيين، الحق في العيش بسلام كمواطنين متساوين في الدولة التي يختارونها".