ملحم بركات... وداعاً
أضف إلى قائمتيبعد أسابيع من التكهّنات حول وضعه الصحيّ، رحل الموسيقار اللبناني ملحم بركات اليوم عن 71 عاماً. الخبر أكّده صديقه الشاعر نزار فرنسيس في تغريدة عبر حسابه الرسمي، عبّر فيها عن حزنه لرحيل رفيق عمره. اختتم الخبر الحزين جولات من الأخذ والردّ بين عائلة بركات والإعلام، إذ تواترت خلال الآونة الأخيرة شائعات كثيرة حول وفاته، تسبّبت بإزعاج كبير لعائلته التي أرادت وداعه بصمت ومن دون ضوضاء.
برحيله، يختتم بركات مسيرة مضيئة، كرّسته واحداً من عمالقة الفنّ في لبنان والعالم العربي. وكان من الملفت أنّ بركات وبالرغم من الوعكة الصحية التي ألمّت به أخيراً، بقي ينشط حتى الأشهر الأخيرة قبل رحيله، ليحيي حفلات كثيرة، ويشارك في عدّة مهرجانات.
المغني والملحن اللبناني ابن كفرشيما، ولد في العام 1945، وظهرت بوادر موهبته الموسيقيّة منذ كان تلميذًا في المدرسة، إذ بدأ التلحين والغناء في سن صغيرة، متأثراً بعبد الوهاب. درس الغناء الشرقي والعزف على آلة العود مدّة أربع سنوات في المعهد الوطني للموسيقى (الكونسرفاتوار)، ثمّ التحق بمسرح الرحابنة، فصار من أبرز وجوهه، مشاركاً في عدد من المسرحيات. ربطته صداقة بابن بلدته فيلمون وهبي الذي ساهم برسم بداياته الفنية.
قدّم أعمالاً مسرحية كثيرة، منها "الأميرة زمرد"، و"الربيع السابع"، و"مشيت بطريقي"، وشارك في فيلم "حبي لا يموت". وكانت أولى ألحانه، "بلغي كل مواعيدي" (ثنائي بينه وبين جورجيت صايغ)، ثم ألحان مسرحية "حلوة كتير" لصباح، ومن بينها "المجوز ألله يزيدو"، و"صادفني كحيل العين"، و"ليش لهلق سهرانين".
قدّم أغانٍ لا تزال تصدح على كلّ لسان، من بينها "لا تهزي كبوش التوتة"، و"حبيتك وبحبك"، و"شباك حبيبي"، وغيرها... وارتبط لاحقاً بشراكة فنية مع الشاعر نزار فرنسيس الذي كتب له أشهر أغنياته، "على بابي واقف قمرين"، "وجيت بوقتك"، و"تعى ننسى"، و"حمامة بيضا"... كما لحّن لفنانين آخرين، مثل "ابوك مين يا صبية لوليد توفيق»، و«يا حلوة شعرك داريه» لغسان صليبا...
يُعتبر ملحم بركات مجدّدًا في الأغنية العربية واللبنانية وقيل عنه بأنّه "سابق عصره" إذ قدّم نماذج من الأغنية العربية الجديدة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
له من السيدة رندا عازار ثلاث أولاد هم مجد، ووعد وغنوة، ومن مي حريري ملحم جونير.
وتقام مراسم وداع الفنان الراحل بعد غد الأحد، عند الواحدة ظهراً، في كنيسة مار نقولا الأشرفية (بيروت)، تليها مسيرة إلى كفرشيما مسقط رأسه، حيث سيوارى الثرى.
ما عم بقدر صدق لبنان بدون الموسيقار ملحم بركات. الله يرحمك وتكون نفسك بالسما..
