من عارضة أزياء إلى ممثلة قديرة.. إنها سيدة الدراما العربية منى واصف
من سيدة الدراما العربية، إلى الفنانة الشاملة، مروراً بأم النجوم، ألقاب عديدة لقبت بها منى واصف، الفنانة السورية التي بدأت مشوارها الفني من خلال عرض الأزياء، فما أبرز خفايا حياة هذه الممثلة القديرة؟
تمتلك واصف موهبة ثلاثية، فهي تجيد التراجيديا رغم صعوبتها، والكوميديا بكل تفاصيلها ولديها مهارة في اختيار الأعمال التي تليق بها.
وُلدت منى مصطفى واصف جلميران الشهيرة بـ"منى واصف" في 1 فبراير 1942 بالعاصمة السورية دمشق، لأب مسلم وأم مسيحية، وهي الأخت الكبرى للممثلتين هيفاء وغادة واصف. في نهاية الخمسينيات قررت العمل كعارضة أزياء، وأهّلها قوامها الرشيق وملامحها الجميلة للعمل في هذا المجال، ولفتت بشكلها المختلف وحضورها عدسات المصورين، وشيئاً فشيئاً باتت مشهورة ووجها معروف، وشجعها عدد كبير من صديقاتها وأفراد أسرتها على الدخول في مجال التمثيل، وبعد تفكير عميق قررت خوض التجربة.
بدأت مسيرتها الفنية الأولى في المسرح خاصة بعد انضمامها إلى فرقة أمية المسرحية عام 1964، ثم انتقلت للعمل في التلفزيون وقدمت عبر شاشته الصغيرة مجموعة مهمة من الأعمال الفنية مثل "حمام الهنا" عام 1968، "الخنساء" عام 1977، "فارس من الجنوب" عام 1979، كما انتقلت للعمل في لبنان ومصر، وشقت طريقها نحو السينما.
قدمت واصف في السينما 29 فيلماً، بدأتها بفيلم "سلطانة 1966" إلا أن لقاءها بالمخرج العالمي مصطفي العقاد وضعها في مكانة رفيعة وساعدها على اكتشاف جوانب خفية في تكوينها الفني، إذ رشحها العقاد لدور "هند بنت عتبة" في فيلمه العالمي "الرسالة" إنتاج عام 1976 ونجحت في تقديم الشخصية بشكل رائع وحقق العمل نجاحاً باهراً.
تُعد منى من المساهمين في صناعة الدراما السورية العريقة، وذلك من خلال مسيرتها الممتدة على مدار ستة عقودٍ متتالية، حيث قدمت ما يزيد عن 200 عمل بين السينما والتلفزيون.
تزوجت عام 1963 من المخرج الراحل محمد شاهين الذي توفي عام 2004، ولهما ابن وحيد اسمه عمار ويُعرف باسم عمار عبد الحميد. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن منى حُرمت من رؤية ابنها الوحيد بسبب آرائه السياسية المعارضة والتي جنبته العودة إلى وطنه ورؤية والدته.
تم تكريمها في الكثير من المهرجانات بالإضافة إلى فوزها بالعديد من الجوائز والأوسمة، من المهرجانات: مهرجان دمشق السينمائي الرابع عشر، مهرجان الإسكندرية السينمائي في مصر، مهرجان جميلة بعلبك في لبنان، مهرجان وهران السينمائي في الجزائر.
من الجوائز التي نالتها: جائزة غسان وجائزة اتحاد المرأة عن دورها في فيلم "شيء ما يحترق"، وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2009، جائزة أفضل ممثلة عربية في لبنان في عام 2010، جائزة تكريمية من حفل الموريكس دور عن مجمل مسيرتها الفنية عام 2018 في لبنان.
إقرئي أيضاً
لأوّل مرة صور وجه نادين نسيب نجيم المشوّه وقصص مؤثرة خلّفها إنفجار بيروت