وجه دراكولا الرومنسي مع كوبولا

تلك الرواية المرعبة التي لا يزال صداها إلى اليوم في الأحاديث والأفلام، رواية مصاص الدماء التي ألّفها برام ستوكير، قدّمها المخرج فرانسيس كوبولا من جانب رومنسي مدهش وآسر للقلوب، حيث نرى دراكولا العاشق المغرم المعذّب ونتعاطف معه على الرغم من عدم خلوّ شخصيته من جانبها المخيف.

 

في الرواية الأصلية، دراكولا هو بطل في الجيش سمعت حبيبته بموته فانتحرت، ولما وجدها وعرف أن موته كان خبراً ملفّقاً للتفريق بينهما، يحاول إعادة إحيائها مستخدماً الشرّ وسيلة للوصول إلى الحب.

 

نبذة عن كوبولا

 

لا بدّ لنا كي نفهم زاوية النظر التي اعتمدها كوبولا في تقديمة سينمائياً لهذه الشخصية، من معرفة بعض المحطات الرئيسة في حياته. فرانسيس فورد كوبولا هو مخرج الأفلام المسرحي، كما يُشار إليه، فهو القادم من عائلة أرستقراطية ايطالية أميركية، والده موسيقار ووالدته ممثلة، ولد في ديترويت- ميشيجان العام 1939، وعمله الإخراجي الأول كان العام 1963 "ديمينتيا 13".

 

نال أربعة جوائز أوسكار منها العام 1972 عن فيلمه "العرّاب" كما أفضل إخراج العام 1974 عن "العرّاب" أيضاً في جزئه الثاني. ونذكر ما قاله عن فيلمه "أبوكاليبس ناو" العام 1979 في مهرجان كان السينمائي الدولي :"فيلمي ليس عن فييتنام... إنه فييتنام".

 

نيكولاس كايج وكوبولا

 

من دون شك، ساعد المحيط  العائلي كوبولا في مسيرته المهنية الفنية، كما في أسلوب معالجته مختلف المواضيع بأسلوب خاص ليس إلا "أسلوب كوبولا" حيث تصعب مقارنته بسواه من المخرجين. ساهم في صعود نجوم فنية في محيطه العائلي ومنهم حفيده نيكولاس كايج الذي يعترف بفضل كوبولا في مسيرته كممثل، لجهة الإحساس العالي والوعي العميق لتحولات المشاعر الإنسانية وكيفية تظهيرها أمام الكاميرا.

 

صدر دراكولا لكوبولا في العام 1999، وتميز بتكثيفه للمشاعر الأشد عمقاً فجاء فيلمه الأقرب بين مئة فيلم عن دراكولا، إلى الرواية الأصلية.

لعب دور دراكولا جاري أولدمان، ولعبت دور معشوقته مينا وينونا رايدر، وخطيبها الذي حاك المؤامرة لعب دوره كيانو ريفز، فيما لعب دور البروفسور الذي يعرف كيف ينهي حياة دراكولا أنطوني هوبكينز.

فيلم يخطف الأنفاس ويصلح لحضوره في الليالي الظلماء. 

scroll load icon