العطور العربية من صرة الغزال وأشجار الهند..

رائحة مميزة لا نخطئ في تصنيفها أينما كنّا، هي الرائحة التي تقودنا إلى سحر الشرق وسحر الحواس، حيث يكتمل المشهد مع العطور وجوهرها، في بحث متواصل لا يُختصر في قارورة.

 

كما الدموع، كُثف المسك واستخرج العنبر من بلّوره وتقطّرت زهرة اللوتس لتعطي من أعماقها الرونق والسحر.

 

 

المسك وشؤونه

 

 

للمسك ألوان، الأبيض الذي يتكوّن بشكل طبيعي في بعض جبال الهند، نتيجة تفاعل صخور معيّنة من الغرانيت مع تقلبات الجو، فيتكوّن المسك داخلها ككتل يميل لونها إلى الأصفر غير أنها تعرف بالمسك الأبيض. وهناك المسك الذي يوصف بالبارد، وهو الذي يستخرج من جبال أوروبا الباردة.

 

المسك الأسود له سحره لارتباطه بسحر جمال أنثى الغزال البري، وهو يستخرج من صرّتها كتلة دم سوداء متجمدة بعد اصطيادها.

 

 

دهن العود

 

 

وهو من أغلى العطور العربية، يستخرج من شجرة العود المعمّرة والدائمة الاخضرار، وهي شجرة طويلة يصل ارتفاعها إلى 20 متر. وكونها شجرة معمّرة، يجب أن يكون عمرها بين 30 إلى 150 عاماً ليستخرج منها دهن العود، وللعملية مراحل عديدة وتعقيدات جعلت دهن العود الأغلى ثمناً بين العطور.

 

تؤخذ الأغصان وتقطّع ومن ثم تطحن لتصبح بودرة ناعمة. تنقع لفترة قد تمتد إلى 30 يوماً، فيبدأ العود بالتخمّر وتتحوّل المادة الشمعية فيه إلى زيت كثيف هو الدهن. وبعد تقطيره عبر غليه، يجمع منه ما يطوف على سطح الماء بواسطة اليدين، ويوضع في أوان مفتوحة ليتبخّر ما تبقى فيه من ماء تحت الشمس. يبقى الدهن فيوزع في قوارير ويباع في الأسواق.

 

تكثر أشجار العود في الغابات الاستوائية، الرطبة، والممطرة. يتوافر في شرق آسيا وخصوصاً في فيتنام وإندونيسيا والهند وكمبوديا وتايلندا.

 

روح العنبر

 

رافقت العنبر أساطير كثيرة ومنها أنه يستخرج من الحوت، أو أن الحوت يقذفه في فترة معينة من فكّه. غير أن الواقع مغاير تماماً، فروح العنبر يستخرج من أزهار العنبر التي تنتشر في غابات الهند. وله طريقة معيّنة في القطف والتقطير، كما يُمزج بعدة عطور أخرى مستخرجة من الزعفران أو الكادي أو الموتيا. 

scroll load icon