"الفك المروس " ظاهرة تعديل الذقن كيف أصبحت موضة رائجة اليوم
أصبح التجميل وتعديل الشكل الخارجي الشغل الشاغل لأغلب الناس، فبعد أن كانت عمليات الأنف والشفاه وحتى التعديلات الطارئة على الجسم هي الأولى، انتشرت ظاهرة تعديل الذقن وبالأخص "الفك المروس" لنشاهد هذه الموضة على أغلب النجوم العالم والعرب، فما أساس هذه الموضة؟
هاشتاغ على تيك توك قلب الموازين الجمالية
View this post on Instagram
على مدى السنوات القليلة الماضية ، اكتسحت عبارة "الفك المروس" وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال اطلاق هاشتاغ snatchedjawline# الذي حصل على أكثر من 210 مليون مشاهدة على TikTok، حيث يتم استخدام هذا الهاشتاغ للترويج لمجموعة من المنتجات التي تدعي أنها تقدم فكًا "مشدودًا ومروساً". ومن ضمن هذه المنتجات Jawzrsize ، عبارة عن كرة غريبة المظهر قابلة للمضغ، و Rockjaw's وهي علكة مخصصة للمضغ، والتي تدعي أنها تعمل على تمرين عضلات الوجه (على الرغم من تحذيرات الخبراء من المضغ المفرط خوفًا من مشاكل الأسنان وخلع الفك).
ومع انتشار هذا الهاشتاغ بسرعة البرق، واغراق السوق بمنتجات تدعم تغيير شكل الذقن والفك، سارع الجميع لمعرفة إم كانت هذه المنتجات فعالة لكن لغاية اليوم لا توجد أبحاث يعتمد عليها لمعرفة إن كانت هذه المنتجات صحية أم لا، لكن الأمر البارز أن تعديل الفك أصبح نقطة جمالية في مجال الموضة اليوم وهو ما لاحظناه عند أغلب مشاهير العالم والعرب من تعديل واضح للذقن بشكل لافت.
هذا الهاشتاغ يستخدم بكثرة من قبل جراحي التجميل الذين يدعون لشفط دهون الذقن وحشو الفك عن طريق استخدام حقن لإذابة الدهون، وهو ما نلاحظه عند أغلب التيك توكرز الذين يصورون أن جراحة الذقن هي جراحة سهلة وبسيطة، متناسين قصصاً عديدة من الرعب عند استخدام الحقن المذيبة للدهون، والتي يؤكد الخبراء إنها غير موثوقة بشكل خاص ، لا سيما عندما يتم إعطاؤها بدون خبرة، كما أنها تترك ندوياً على الوجه لا يمكن اصلاحها.
تجارب مروعة
ناتالي، شابة تبلغ من العمر 27 عاماً، كندية الاصل، كان لها تجربة مروعة مع عملية تعديل الذقن، وعلى الرغم من إنفاقها أكثر من 4000$ للحصول على ذقن مثالي، لكنها تؤكد أن عانت جراء هذا الموضوع، حيث تؤكد أنها لم تستطع النوم خلال اسبوعين كاملين، والسبب في عدم تمكنها وهي جالسة (أمر مطلوب بعد إجراء العملية)، لم تستطع تناول الطعام بشكل طبيعي لمدة أسبوع تقريبًا وكانت تعاني من الألم لأسابيع. لمدة شهر كانت ابتسامتها ملتوية، وقد يكون أحد الآثار الجانبية الأخرى التي كانت قلقة من أنها قد تكون دائمة. وتقول إن أسوأ ما في الأمر كان عندما بدأت المنطقة تحت ذقنها في الورم، على الرغم من تحذيرها من أن هذا جزء من عملية الشفاء، لكنه أفقدها أعصابها على حد قولها، الرعاية اللاحقة لم تكن الأفضل "لم يكن الجراح يجيب على أسئلتي. مررت بلحظات عصيبة وكنت أسال نفسي: يا إلهي، لقد أنفقت كل هذه الأموال، ماذا لو لم تنجح؟ "
لحسن حظ ناتالي، عادت ابتسامتها منذ ذلك الحين إلى طبيعتها وتراجع ورم ذقنها كثيراً، وعلى الرغم من جميع المخاطر تؤكد أنها سعيدة بتعديل ذقنها، فهل حقاً من السهل خوض هكذا تجارب غير معروفة النهاية؟
لكن يبدو أن أغلب مشاهير العالم قاموا بهذه التجربة، مثل بيلا حديد، التي يتسم وجهها بزوايا وخطوط حادة، لكنها في الوقت ذاته أيقونة "الفك المروس". وكذلك ليلي روز ديب، وكيندال جينر، وآنيا تايلور جوي، وأريانا غراندي، جميعهن لديهن فك محدد ومروس، فهل سنشاهد المزيد من هذه الذقون لاحقاً؟
مقاييس الجمال تغيرت
View this post on Instagram
في السابق، كانت النقاط الجمالية إبراز الوجه وكأنه منفوخ نوعاً ما، لكن في عام 2019 تغيرت مقاييس الجمال بشكل ملحوظ، فأصبح الهوس مع صور السيلفي تعتمد على إبراز العينين وعظام الوجنتين بشكل عام، وخلق زاوية جذابة لتنحيف الذقن ، وهو ما لاحظناه عند أغلب مشاهير العلم في اتخاذ وضعيات معينة عند تصوير أنفسهم، تعتمد على إدارة الرأس إلى الجانب ووضع عدسة الكاميرا في الاسفل، لإظهار منحنيات الفك والذقن.
وبحسب الإحصاءات، منذ عام 2020 إلى عام 2021، زادت عمليات تعديل الذقن بنسبة 29٪ وارتفعت عمليات شفط دهون الوجه بنسبة 99٪ ، أما عام 2022، فبلغت النسبة 75٪ لهذه الجراحات، التي يؤكد فيها جراحي التجميل عن زيادة في عدد العملاء الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، وهو أمر خطير.
الذقن المروس يدل على الغنى
اليوم هذه الموضة أصبحت تدل على أمور أكثر من الجمال. فإن كان ذقنك مروّس، يعني أنت غنية وتتبعين الموضة وتشبهين عارضات الأزياء. فلا يمكن أن تكوني امرأة مرتبة إن كنت لا تملكين ذقن مروّس، يمكن اعتبار هذه الموضة اليوم مثل الجسد النحيل، هي تدل على الثراء والعصرية.
إقرأي أيضاً: فلاتر تيك توك تثير استياء المسخدمين والهوس بمعايير الجمال المزيّفة يزداد