باحثون يحاولون استعادة عطر كليوباترا بعد أكثر من 2000 عام

محتويات

يُحكى أن عطر كليوباترا كان أسطورياً لدرجة أن مارك أنتوني كان يشم الملكة على بعد أميال وحتى قبل أن تصل سفنها إلى شواطئ مملكته!

وبعد مضي العديد من القرون المملوءة باللوحات والمنحوتات أصبح لدينا فكرة جيدة عن شكل كليوباترا، حاكمة مصر القديمة. أما الآن، فقد نعرف حتى ريحة وعطر هذه الحاكمة، فبعد سنوات من التنقيب والدراسة، يعتقد مجموعة من الباحثين أنهم نجحوا في حل هذا اللغز وأنشأوا بالفعل عطر كليوباترا الشهير. 

 

الكشف عن مصنع قديم للعطور

 

كليوبترا

بدأت رحلة الباحثين بالاكتشاف في "مشروع تل تماي" للتنقيب في موقع مدينة ثمويس المصرية القديمة التي تأسست حوالى 4500 سنة قبل الميلاد.

كانت هذه المدينة موطناً لانتاج اثنين من العطور الأكثر شهرة في العالم القديم: Mendesian و Metopian. وكشفتت أعمال الحفر في الموقع أن مركبات العطور الكبيرة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد حيث استُخدم الطين المستورد وكذلك الزجاج لإنتاج زجاجات العطور خلال الفترة ما قبل الرومانية وكذلك فترة الاحتلال الروماني.

بعض هذه الحاويات، التي تسمى أمفورا (جرة قديمة أو يونانية قديمة ذات مقبضين وعنق ضيق)، أظهرت بقايا المكونات التي يزيد عمرها عن 2000 عاماً استخدمت في صناعة العطور في الموقع. ووجدوا الآن أن هذه الروائح القديمة شملت ما قد يكون عطر كليوباترا الأسطوري.

 

إعادة إنتاج عطر كليوباترا

 

عطر كليوبترا

بدون شك أنه وبعد هذا الوقت الطويل، لن تحافظ الأمفورات على روائح بقايا السوائل داخلها. ومع ذلك، قام الباحثون بتحليل كيميائي للمخلفات التي كشفت عن بعض المكونات الرئيسية في المزيج السائل. ومع البحث الدقيق استنتجوا (لكنهم غير أكيدين تماماً) أنهم وصلوا لعطر كيلوباترا. فكانت النتيجة حسب قولهم إن تركيبة عطرها أكثر سماكة ولصقاً من العطور المائيّة اليوم. كما أن له رائحة مسك لطيفة وحارة تدوم لفترة أطول من معظم العطور الحديثة.

 

بحث مستمر للوصول إلى عطر كليوباترا

كليوبترا

في حين نجح الباحثون في إعادة تكوين روائح قديمة مصرية، يبقى السؤال ما إذا كان هذا هو عطر كليوباترا بالفعل أم لا؟

تقول الأسطورة إن كليوباترا كانت تصب الكثير من عطرها الشخصي على أشرعة قواربها حتى يتمكن مارك أنتوني من شمها وهي آتية من على بعد أميال حتى قبل وصولها إلى شواطئ طرسوس. حتى أن شكسبير كتب عن أشرعة كليوباترا المعطرة الشهيرة والتي وصفها بأنها "معطرة لدرجة أن الرياح كانت مغرمة بها."

ولكن هل نتائج الباحثين ستعيد صياغة عطر كليوباترا بالكامل كما هو؟ الباحثون غير متأكدون وقد لا يكونون متأكدين أبداً!

 

ومع ذلك، فإن هذا الإبداع الجديد غير العادي يتم عرضه الآن كجزء من معرض "كوينز مصر" القادم في المتحف الجغرافي الوطني في واشنطن.

 

إقرئي أيضاً

قصّة نجاح وزيرة السعادة الإماراتية عهود الرومي.. إنجازات يُحتذى بها

scroll load icon