خطأ طبي كاد يودي بحياتها... امرأة مصابة بسرطان الرئة تم تشخيصها بحساسية موسمية!
على الرغم من التقدم المبهر للطب، إلا أننا ما زلنا نسمع قصصاً تعد غريبة حتى مع وجودنا في هذا العصر! هذه المرة عن ممرضة أربعينية ثابرت على الاهتمام بصحتها طيلة حياتها، وعندما بدأت تشعر بسعال مزمن قام طبيبها بتشخيص مرضها على أنه حساسية موسمية، لتكتشف لاحقاً أنها مصابة بسرطان الرئة الذي انتشر إلى دماغها!! فكيف بدأت القصة؟
ظهور أعراض مرضية
الممرضة جينا هولينبيك صاحبة الـ 43 سنة، والأم لابنتين صغيرتين، جعلتها مهمتها المهنية أن تعتني دائماً بصحتها، لذلك عندما أصيبت بالسعال في يونيو 2015، لاحظت ذلك وقامت بالذهاب إلى طبيبها فوراً.
جينا اعتمدت نظاماً غذائياً صحياً حتى أنها أصبحت نباتية في الفترة الأخيرة، كما أنها رياضية تمارس لعبة التنس بالإضافة إلى خوضها الماراثون.
في نهاية شهر يوليو، ومع استمرار سعالها، لاحظت أنها تفقد الوزن، وبحكم عملها ساورها الشك بشأن وزنها الذي بدأ ينخفض بشكل غير مبرر، فهي تعلم أن هذه الأعراض هي من أعراض السرطان.
قامت جينا بتحديد موعد مع طبيب مختص، وبادرته بالقول بأن هذه الأعراض التي تحصل لها دليل خطأ ما في جسمها، وأنها تود إجراء أشعة سينية على الصدر، لكن الطبيب رفض بحجة أن عمرها وقتذاك 38 فقط إضافة إلى أنها رياضية وتتناول أغذية صحية، كما أن تعريض الجسم للأشعة السينية أمر غير محبب، لينتهي تقرير الطبيب بأن جينا مصابة بحساسية موسمية ممّا فاقم السعال لديها.
وعلى إثرها، بدأت جينا بتناول أدوية الحساسية وانتظرت أسبوعين لمعرفة ما إذا كان السعال قد تحسن، لكنها اكتشفت أنها أصبحت أسوأ وتقول "في كل مرة كنت أضحك فيها، كان علي أن أسعل."
هنا اعتقدت أنه يمكن أن يكون لديها التهاب رئوي، لذلك اتصلت بطبيب أذن وأنف وحنجرة وشرحت حالتها الطبية، وأن سعالها كان أكثر كثافة وانخفضت مستويات طاقتها، كانت تأمل في تصوير صدرها بالأشعة السينية لترتاح.
"أخبرني أن آتي إلى مكتبه، ونظر إلى رقبتي وقال (لديك مشكلة في المعدة)".. أعطاها دواء لمدة أسبوعين، على الرغم من الإحباط الذي سيطر عليها لكن هناك مشكلة أخرى اعترضتها في أغسطس: ألم رهيب في كتفها الأيسر!!
هذه المرة توجهت إلى طبيب العظام الذي قام بإجراء صورة أشعة للتحقيق في آلام الكتف. "قيل لي إنهم لا يرون أي خطأ في كتفي، يكفي وضع مرخية للعضلات".
صدمة عند اكتشاف المرض
في هذه المرحلة، استمرت جينا في فقدان وزنها مع زيادة شعورها باليأس أكثر من أي وقت مضى.
تروي جينا أنه في يوم جمعة من أكتوبر وبعد تفاقم حالتها الصحية، قامت بعمل الأشعة السينية على الصدر، على الرغم من أنها لم تحصل على طلب من الطبيب، حتى أنها تحملت كلفة الصورة التي بلغت 75$.
سرعان ما اكتشف طبيب الأشعة أن هناك خطأ في الفص الأيسر العلوي من رئتها وكأنها كتلة، وعند سؤالها إن كانت كتلة سرطانية، أجابها الطبيب بالنفي كونها رياضية ولم تدخن ابداً في حياتها، لكنه طلب خزعة للتأكد من سلامة الكتلة.
لكن الصدمة كانت في ظهور نتائج الأشعة، حيث تبين أن جينا مصابة بخلايا سرطانية، وأنها مصابة بنوع من سرطان الرئة يسمى سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة. ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فإن سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة يمثل 80-85٪ من جميع سرطانات الرئة.
وبعد التشخيص الكامل تبين أن لديها ثلاثة أورام في الفص العلوي الأيسر من الرئة، وكان السرطان في العقد اللمفاوية في منتصف الصدر، وكان ملتف حول القصبة الهوائية ويسد الشريان الرئوي. والخبر الأسوأ أن هذا السرطان قد وصل إلى دماغها، فالنتيجة أن جينا مصابة بسرطان الرئة من المرحلة 4 ولن يتم علاجها أبدًا.
إصرار على تلقّي العلاج
في عام 2015، اتخذت جينا وزوجها قراراً بمحاولة العلاج، رغم تأكيد الأطباء أنها لن تعيش أكثر من 10 أشهر.
بدأت في البحث عن الشباب غير المدخنين المصابين بسرطان الرئة. لقد وجدت دراسات لشابات مصابات بسرطان الرئة مرتبطة بالتغيرات الجينية، وتحديداً تسمى ALK، لذا خضعت لنظام مرهق من العلاجات والاختبارات والعلاج. في يناير 2016، خضعت لجراحة في الدماغ لإزالة ورم كبير، وبعد ستة أسابيع خضعت لعملية أخرى باستخدام إشعاع مركز Cyberknife. ومع العملية وعلاجها، اختفت الأورام في صدرها بعد ستة أسابيع.
كما أزيل الفص الأيسر العلوي من رئتها، وهو أمر مستحيل لمريضة سرطان في المرحلة الرابعة، بعد حوالى ستة أشهر من إزالة الفص، وجد الأطباء تكرارًا للسرطان في دماغها، وعلى الرغم من الإحباط إلا أنها عاودت علاجاً جديداً.
في مارس 2019، واجهت جينا انتكاسة، حيث اكتشف طبيبها أن السرطان عاد في جميع أنحاء القلب والبنكرياس، لذا عرض عليها استخدام علاج آخر تمت الموافقة عليه مؤخرًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهو لورلاتينيب، وبعد يومين من أخذها الدواء عادت لها صحتها الكاملة.
اليوم، جسم جينا خالي من السرطان، لكنها ستضطر إلى الإستمرار في العلاجات بقية حياتها. في الوقت الحالي، تأخذ دواء lorlatinib الذي أعاد نوعية حياتيها إلى طبيعتها فهي تفعل كل الأشياء التي تحبها.
كما أنها وبدلاً من العودة إلى العمل كممرضة، تستخدم خبرتها في الدفاع عن مرضى ALK الإيجابيين والمصابين بسرطان الرئة. وهي الآن تعمل كرئيسة لـ ALK Positive غير الربحية، وهي مجموعة تساعد على إطالة حياة وجودة الرعاية للأشخاص المصابين بسرطان الرئة.
إقرئي أيضاً
دراسة صادمة: المصابون بفيروس كورونا بدون أعراض يمكنهم نقل العدوى!